مختار سقاو يكتب: ثورة .. أخلاق

أفتتاحية
مرت مصر بثورتيين مجيدتين أزاحت بهما أعته الأنظمة الإستبدادية وغيرت وجه التاريخ في أيام قلائل ، عززت من قدراتها الشبابية ، جعلت العالم أجمع يتكلم عن شجاعة ووعي أبنائها ، ولما لا .. وهي مصر أرض الكنانة بها خير أجناد الأرض
ولكن ظهرت مع هاتيين الثورتين ظاهرة غريبة أظهرت أسوء ما فينا وجعلته يضفو علي السطح .
بعد أن تركنا قيمنا ومبادئنا النبيلة التي توارثناهاعن أجدادنا وعمت بيننا الخلافات سياسيا وأجتماعيا بل وأخلاقيا .
الأخلاق هي عنوان الشعوب, وقد حثت عليها جميع الأديان, ونادى بها المصلحون, فهي أساس الحضارة, ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي ) وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت…. فـإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا ( وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى الأفضل إذا اهتم الإنسان باكتساب الأخلاق الحميدة والابتعاد عن العادات السيئة، لذلك قال الرسول ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون, إن التحلي بالأخلاق الحسنة, والبعد عن أفعال الشر يؤديان إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.