ليبيا.. ونهاية زمن التحشيد العسكري ..!
تقرير: د. حذامى محجوب
مسار سياسي جديد ينفتح تدريجياً في ليبيا عقب إعلان وقف إطلاق النار. فلقد اعلنت السلطات المتنازعة عن انتهاء القتال وعن انتخابات قريبة.
فمنذ سقوط نظام العقيد معمّر القذافي ، دخلت ليبيا في تنازع على السلطة بين معسكرين متراجهين: حكومة الوفاق بطرابلس و المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني.
أعلنت السلطتان الليبيتان المتنازعتان بشكل منفصل يوم الجمعة 21 أغسطس عن موعد تنظيم انتخابات ووقف جميع المعارك في البلاد ، وهو “اتفاق ” أشادت بها الأمم المتحدة و مختلف دول العالم.
دعا فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي صعّدها اتفاق الصخيرات، والمعترف به من قبل الأمم المتحدة، الجمعة 21 أغسطس ، إلى إجراء “انتخابات رئاسية ونيابية في شهر مارس المقبل على اساس دستوري يحظى بإجماع جميع الليبيين ”، بحسب بيان تداولته وسائل الاعلام.
من جهته أعلن عقيلة صلاح عيسى ، رئيس مجلس النواب ومقره شرق البلاد ، عن الانتخابات في بيان صحفي ، دون تحديد موعد ، وطالب “جميع الأطراف” بمراعاة “وقف إطلاق نار” فوري وإنهاء جميع المعارك في جميع أنحاء الأراضي الليبية ”.
أكد عقيله صالح كذلك ، في بيانه أن الاتفاق على الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا “يقطع الطريق على أي تدخلات عسكرية أجنبية وصولُا إلى إخراج المرتزقة “.
اضاف صالح: “نسعى لتجاوز و طي صفحة الصراع والاقتتال، وسيتم استئناف إنتاج النفط وتجميد إيراداته في حساب خارجي للمصرف الليبي”.
فور نشر التصريحات الاخيرة رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، الذي كانت بلاده قد عزمت على التدخّل و نشر قواتها في ليبيا.
صرّحت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا ستيفاني وليامز من جانبها في بيان لها ، إن الطرفين عبرا عن ” قرارات شجاعة ليبيا في أمس الحاجة إليها في هذا الوقت العصيب، حيث دعيا إلى وقف إطلاق النار على أمل أن يُفضي هذا الأمر إلى الإسراع في تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والبدء بترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة على الأراضي الليبية”.
صحيح أن كثيراً مما احتواه إعلان وقف اطلاق النار قد يتحقق بصعوبة ، كما ترى اطراف دولية معنية بالنزاع، لكنْ هناك تعويل كبير على توقيع تفاهم تحتاجه المنطقة في ظرف اقليمي دولي يشهد اهمّ تحوّلات جيو – استراتيجية منذ الحرب الكونية الثانية، فمصير ليبيا كان معلّقا بين خيارين إما على طاولة المفاوضات أو من خلال تقسيم فعلي للبلاد.
ألم يُقال.. إذا كان هناك من يستحق أن يكون خصماً لنا فهو الخطأ ولا يوجد أجمل من الفوز عليه؟