إقتصاد

أُمَّةْ.. سخرت من جهلها الأمم.. فيلم “محمد” والابداع المسرحى!

استمع الي المقالة
بطل الفيلم المسيء للرسول الكريم
بطل فيلم محمد نبى الاسلام

أشرف أبو عريف

أعتقد أن فكرة “مسرحة” المعلومة أكثر أثرا وعُمرا بالذاكرة. وهذا يتمثل فى “الدراما” المحترمة فى وصفها للشخصيات على سبيل المثال تجسيد النبى يوسف الصِدِّيق كما شاهدنا ولازلنا نشاهده وفى كل مرة نعيش “ابداع درامى حقيقى”.

هذا على العكس عندما تتناول قضية ما عبر “القراءة” وهذا يشير للنظرية التقليدية والتى تفتقر للمؤثرات الدرامية، وبالتالى يعانى المرأ من الملل تارة والمؤثرات الخارجية تارة أخرى، وبالتالى قلة عمر المعلومة فى الذاكرة.

من هنا، لست أدرى ما المعضلة فى تناول الشخصيات الاسلامية وعلى رأسها الأنبياء والرُسل دراميا.. ولست أدرى لماذا يقع مسؤلوا صُناع القرار فى شِراك الفتنة الصيهونية لإصابة الأمة الاسلامية دائما بفيرس الفُرقة والقطيعة والوقوع فريسة سهلة الهضم فى أحشاء بنى صهيون وبنى متصهيونين مستغلين الخلافات الهشة المذهبية بين علماء الاسلام.

وكانت عدة صحف قد نشرت تقارير حول فيلم الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم كــ “الوفد” و “الشروق” وغيرهم.. مع التفاوت فى تناول الموضوع.

الوفد –  كما هو المعتاد دائما عند الاقتراب من قضية تصوير الأنبياء تبدأ المعركة وتشحذ الأسلحة دون معرفة التفاصيل أو قراءة السيناريو أو البحث الدقيق عن التفاصيل وهذا ما يحدث حاليا مع الفيلم السينمائي الإيراني «محمد صلى الله عليه وآله وسلم» المكون من ثلاثة أجزاء فبمجرد أن عرف أن هناك فيلما عن النبى لم يفكر أحد فى أسلوب المعالجة الذى سيتم طرح شخصيته عليه السلام من خلالها، الدليل أن ما نشر لم يذكر أبدا اسم من سيقوم بدوره، ولقد تم تصوير الفيلم في عدة مدن إيرانية بالإضافة إلى تصوير بعضها في أفريقيا، وألمانيا.

وتدور أحداثه حول زمن الجاهلية قبل ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحياته وسفره في سن 12 برفقة عمه أبي طالب الى الشام، وبعد وصولهم إلى الراهب المسيحي بحيرا، واستمرار القصة حيث يبشر الراهب أبا طالب بنبوة ابن أخيه «محمد صلي الله عليه وسلم».. وميزانية الفيلم تتجاوز 30 مليون دولار، مما يعد أكبر ميزانية لفيلم يصنع في إيران خلال العامين الماضيين. وقد شارك مجيدي في إخراج وإنتاج وكتابة سيناريو الفيلم، واستعان بفريق من المؤرخين والباحثين، وقام بزيارات إلى العديد من البلدان لاختيار المواقع التي تصلح لتصوير الفيلم. واستغرقت كتابة السيناريو 3 سنوات.

وأكد مجيد مجيدي مخرج الفيلم السينمائي الإيراني «محمد صلى الله عليه وآله وسلم» أن الفيلم سيقود إلى المزيد من الوحدة والتكاتف في العالم الاسلامي، واعتبر ان ظهور وجه النبي الأكرم «صلي الله عليه وسلم» في الفيلم مجرد شائعة.

وقال مجيدي في مقابلة أجرتها معه فضائية «الميادين»: إن هناك أحكاماً متسرعة طرحت حول هذا الفيلم، وأعرب عن سعادته لاهتمام المسلمين بموضوع حساس للغاية باعتبار انه يتعلق بشخصية كشخصية النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم». وأنه لا أساس لما قيل بشأن إظهار وجه النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله وسلم»، وقال إنه منذ البداية لم تكن لدينا نية بإظهار وجه النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم» مهما كانت الظروف احتراماً لمشاعر المسلمين الطيبة وقدسية الوجه المبارك لسيد الكونين «صلى الله عليه وآله وسلم».

وذكر مجيد: بدأنا العمل بمشروع انتاج الفيلم منذ سبع سنوات، وأجرينا دراسة معمّقة حول الموضوع مع استشارة علماء الشيعة والسنة، كما استفدنا في التصوير من دول مختلفة مثل الجزائر وليبيا والیمن والعراق وتركيا وإیران, وشارك في تصويره مجموعة من المحترفين في صناعة السينما العالمية… وقام مهدي باكدل بدور عم النبي الذى يشبه تماماً صورة الإمام علي في الخيال الشعبي.

أما مخرجه فقد رشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية مع فيلم «أطفال الجنة» سنة 1998؛ كما حاز على جوائز عالمية كثيرة منها جائزة Douglas Sirk Award وجائزة Amici Vittorio de، هذا ومن المقرر أن يعرض الفيلم السينمائي «محمد صلى الله عليه وآله وسلم»» للمخرج مجيدي ضمن فعاليات مهرجان فجر الـ33 في قسم خارج المنافسة وذلك بعد مرور سبعة أعوام على آخر فيلم أخرجه مجيديSica Award عام (2003).. شدد مجيدي في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح أول مهرجان دولي حول النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم» في طهران على أن العمل في مثل هذه المشاريع السينمائية الخاصة بشخصية النبي يعتبر نوعاً من الجهاد، وقال: علينا أن نتسلح بسلاح السينما والإعلام كما فعل غيرنا للدفاع عن رموزنا ؛ولن يظهر وجه النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» في هذا الفيلم إلا أنه تم إظهار وجوه باقي أعضاء أسرة النبي.

وأوضح مجيدي أنه لم ينظر إلى هذا المشروع بوصفه فيلماً فقط، بل تعامل معه على أساس بداية نهضة «لذلك قمنا ببناء مدينة ضخمة وهذه المدينة ستبقى لفترة ثلاثين عاماً بعد هذا الفيلم ليكون بالإمكان الاستفادة منها لإنتاج أفلام عن تاريخ الإسلام.» وأشار مجيدي إلى أن 200 فيلم ومسلسل أنتجت عن السيد المسيح «عليه السلام» و120 فيلماً عن حياة النبي موسى «عليه السلام»، إلا أن فيلماً واحداً فقط أنتج عن النبي محمد «صلى الله عليه وآله وسلم»، وهذا الفيلم تناول فقط الحروب التي خاضها النبي.

وحول أسباب عدم إدراج الفيلم التاريخي «محمد صلى الله عليه وآله وسلم»» للمخرج مجيدي على القسم التنافسي للمهرجان قال أمين مهرجان فحر السينمائي، إن قرار عدم حضور هذا الفيلم، تم اتخاذه من قبل ولا علاقة له باختيار المخرج مجيدي رئيسا للجنة التحكيم بل جاء القرار تكريما لاسم الفيلم والاحتفاظ بمكانته .

ومن المقرر أن يعرض الفيلم السينمائي «محمد صلى الله عليه وآله وسلم» في قسم خارج المنافسة وذلك بعد مرور سبعة أعوام على آخر فيلم اخرجه مجيدي. وسيكون بثلاث لغات هي الفارسية والعربية والانجليزية.

ومن الممثلين الايرانيين الذين يجسدون أدوارا في فيلم «محمد صلى الله عليه وآله وسلم» مهدي باكدل بدور «أبوطالب» وعلي رضا شجاع نوري بدور «عبدالمطلب» ومحسن تنبادة بدور «ساموئيل» وداريوش فرهنك بدور «أبو سفيان» ومينا ساداتي بدور «آمنة» وسارة بيات بدور «حليمة» وبانتئا مهدي نيا بدور «فاطمة بنت أسد» وغيرهم من الفنانين الإيرانيين.

على الجانب الآخر ينوي المخرج الايراني الشهير، ضياء الدين درّي، إخراج مسلسل عن حياة السيدة زينب بنت الإمام علي عليهما السلام.. وتقدم بطلب للجهات المعنية وحصل على موافقة مبدئية وسوف ينال التصريح النهائي بعد انتهاء كتابة السيناريو وعرضه على المعنيين.

وبحسب «درّي» فإن المسلسل ينطلق من انتهاء واقعة الخطف وسبيّ آل بيت النبوة، مؤكدا أن العمل يتمحور حول خطاب السيدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد والتأثير الذي تركه الخطاب في نفوس الثائرين والطالبين بالثأر عقب الواقعة. وشدد درّي على أهمية إظهار دور وشخصية السيدة زينب عليها السلام دون اللجوء الى خلق القصص، مؤكدا ان ذلك يحصل من خلال التعمق والتحقيق في ثنايا التاريخ. هذا واشار «درّي» الى أن بعض مشاهد المسلسل ستصور في سوريا دون الإشارة الى ممثلي المسلسل وإمكانية إظهار وجه السيدة زينب عليها السلام من عدمه.vjhygikhoi

بينما الشروق – يثير فيلم محمد «صلى الله عليه وسلم» الذي يخرجه الإيرانى مجيد مجيدى جدلا ــ واسعا في الكثير من الدول العربية بسبب رفض تجسيد شخصية النبى على الشاشة، وهو ما لم يحدث في تاريخ السينما، بالرغم من الأعمال الدرامية الكثيرة التي قدمت عن حياته، بينما ينظر العالم إلى الفيلم بشكل مختلف.

ويرى الإعلام الغربى أن هذا الفيلم يعد من أكبر وأكثر المشاريع طموحا في التاريخ السينمائى الإيرانى، كما أنه مثل ما أشار مخرجه يحمل رسالة هامة عن الإسلام، وهو ما جعل مجيد مجيدى يكشف في حوار نشر على موقع الشبكة الإخبارية التليفزيونية ار تى الروسية عن أسباب اختياره لتقديم هذا الفيلم وقال:«القضايا المتعلقة بالإسلام مهمة جدا ليس فقط بالنسبة للعالم الإسلامى، ولكن للغرب أيضا، وقد سعيت جاهدا لنشر الفهم الصحيح للإسلام، ومن المؤسف أن روح الإسلام الحقيقية تم تشويهها إلى حد كبير بسبب السياسة، وهذا هو سبب رغبتى في تقديم هذا الفيلم للعالم كله وليس فقط للعالم الاسلامى لأننى أردت أن أشارك وأنشر الفهم الصحيح للإسلام من خلاله، وبطبيعة الحال فإنه من المستحيل الكشف عن عظمة هذا الدين في فيلم واحد فقط ولكنى فعلت بكل ما أملك من قدرة».

وأضاف «وفى النهاية فالعالم الإسلامى والغرب سيرون الوجه الحقيقى للإسلام، وكما أن هذا الفيلم يعد خطوة إلى الأمام للسينما الإسلامية ولهذا السبب قمنا ببناء مدينة بأكملها «مكة» بكل تفاصيلها وهذا الموقع يمكن استغلاله لمدة 30 سنة أخرى». كما أكد أنه قام بالبحث والدراسة كثيرا للفترة التي يتناولها العمل قبل بداية التصوير «قرأت كثيرا عن الشيعة والسنة، وتحدثت إلى العلماء البارزين وحاولت إيجاد نقاط مشتركة وكل ما هو خال من الجدل، لذا اخترت عمدا هذا الجزء من حياة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث كان الاسلام لا يزال يتطور كدين، فيصور الفيلم طفولته وفترة المراهقة، حيث يبدأ الفيلم بمراهقته وتعرض طفولته من خلال طريقة الفلاش باك أو ذكريات الماضى، أي أنه يصور الفترة قبل أن يصبح نبيا، وأستطيع أن أقول بكل ثقة أن الفيلم لا يحتوى على خلافات بين وجهات نظر الشيعة والسنة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى