على مدار 46 عاماً … الإعلام العماني تحمل مسئولية البناء الفكري الصحيح
أشرف أبوعريف
في الوقت الذي يشهد فيه العالم طفرةً، وتطورًا متواصلين وسريعين، في مجال الاتصالات والمعلومات بوجه عام، وفي المجال الإعلامي بوجه خاص، وهو ما نقل الإعلام إلى مستويات، حيث أصبح الإعلام قاطرة السياسة وأحد أهم أدوات العمل السياسي، داخليًا وإقليميًا ودوليًا، وطرفًا له تشابكاته الممتدة، فإن الإعلام العماني، الذي نشأ، وترعرع في كنف مسيرة البناء العمانية الحديثة، الذي حدد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، أسسه وأهدافه، استطاع بوعي عميق، وبجهد ودأب متواصلين، أن يجعل من نفسه صوتا صادقا وأمينا لعُمان، دوما وعلى كل المستويات، وتحت كل الظروف أيضا.وعبر عقود من العمل المتواصل وعلى مدار 46 عاماً من مسيرة البناء والتنمية، أثبتت الكوادر العمانية قدراتها ونجاحها في القيام بدورها الوطني في كل مجالات العمل الإعلامي، ولم يكن ذلك يسيرًا، ولكنه تم بإرادة وإصرار وتشجيع للشباب العُماني في كل مجالات ووسائل ومستويات العمل الإعلامي.ومما له دلالة عميقة في هذا السياق أن تنظم وزارة الإعلام حفل (إعلامنا.. عهد يتجدد)، الذي يشهد تكريم الإعلاميين العمانيين الحاصلين على جوائز دولية خلال عامي 2015 و2016، وتدشين عدد من إصدارات وزارة الإعلام، وتكريم المؤلفين الذين سيتم تدشين كتبهم، وكذلك المتقاعدين والعاملين الذين مضى عليهم عشرون عاما في الخدمة. وهو تقليد طيب، يعزز التواصل والترابط والتفاعل بين العاملين في أسرة الإعلام العماني، ويؤكد على فكرة تواصل الأجيال.وبينما حرص الإعلام العماني، عبر مسيرته الممتدة والمتواصلة، على تحري الصدق والموضوعية، وعلى الحرص على تقديم صورة حقيقية لعمان، ماضيا وحاضرا، ثقافيا وحضاريا وتنمويا، وإتاحة الفرصة للشعوب الأخرى للتعرف على جوانب من الإرث الحضاري العماني، وعلى جوانب من جهود التنمية الوطنية، مع الترفع والتسامي دومًا عن الانجرار إلى معارك جانبية، أو الانخراط في جدل لا يفيد، وذلك من موقع إدراك عميق لقيمة وثراء عمان الحضاري والثقافي في الماضي والحاضر.كما أن الإعلام العماني حرص دوما على أداء دوره، ومسؤولياته حيال المجتمع والدولة والمواطن العماني، بهدوء وبعيدًا عن الضجيج، وبالحرص على الحوار، وتقبل الآخر والتفاعل معه، وهي جميعها سمات عمانية أصيلة وأسس ركائزها السلطان قابوس.وبينما تواصل الكوادر العمانية العمل والبناء لاستكمال ما أنجزه من سبقها، سواء في المجال الإعلامي أو غيره من المجالات، فإنه من المؤكد أن وعي المواطن العماني، وحبه العميق لوطنه وولائه غير المحدود لباني نهضة عمان الحديثة، قد أسهم بلا شك في نجاح الإعلام العماني في القيام بدوره أمس واليوم، وهو ما سيكون غدًا أيضا، مستلهما الفكر السامي وسجايا الشخصية العمانية، ومصلحة عمان بمعناها الواسع والعميق.