
أشرف أبو عريف
اقامت لجنة الشئون الخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة حسين الزناتي وكيل نقابة الصحفيين ندوة خاصة تناولت العلاقات المصرية الصينية المشتركة تحدث بها سفير صيني بالقاهرة السفير لياوليتشيانج بحضور البعثة الدبلوماسية للسفارة وعدد من الدبلوماسيين والأكادميين
و قال السفير لياوليتشيانج خلال كلمته بنقابة الصحفيين ، إنه منذ تولي منصب السفير الصيني لدى مصر، كان أكثر الأسئلة المطروحة إليه من قبل الأصدقاء المصريين هو كيف يمكن للصين ومصر تحقيق التنمية المشتركة من خلال المساعدة المتبادلة؟ وأوضح ان جوابه كان العمل سويا على تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك وإقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد. حيث إقامة مجتمع للمستقبل المشترك للبشرية هدفا نبيلا لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية. وفي هذا السياق، قال الرئيس شي جين بينغ إن البشرية تعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك، لم تكن دول العالم في أكثر من 190 دولة منفصلة ، بل تركب سفينة واحدة وتشارك مستقبلا واحدا، فيجب النظر إلى تنمية الدول الأخرى كفرصة بدلا من التحديات الراهنة ، ويجب اعتبار الآخرين شركاء بدلا من خصوم، ويجب تكريس روح “التضامن مع الجميع” والتعاون والتنسيق والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك باعتبارها التيار الرئيسي للعصر. اليوم، ينضم عدد متزايد من الدول في عملية بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. وكانت مصر أول دولة عربية تدرج هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في البيان المشترك مع الصين بشأن العلاقات الثنائية. وتتمتع جهود الصين ومصر في بناء مجتمع المستقبل المشترك بأساس تاريخي عميق وظروف واقعية ناضجة وآفاق مستقبلية واعدة.
وأكد السفير لياوليتشيانج ، أن الصداقة التقليدية الصينية المصرية تزداد متانة مع مرور الوقت
وقد عرض السفير لياو بعض الصور كان أول صورة هي اللقاء بين الرئيس ماو تسي دونغ وأول سفير مصري لدى الصين حسن رجب.
وأوضح السفير لياوليتشيانج ، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة، لذلك، تمثل العلاقات الصينية المصرية نقطة البداية للعلاقات الصينية العربية والعلاقات الصينية الإفريقية. كما قاله الرئيس ماو تسي دونغ للسفير حسن رجب: “إن كلا من الصين ومصر صاحبة حضارة عريقة، وتضرب جذور العلاقات الثنائية في أعماق التاريخ، وتأمل الصين في إقامة العلاقة والتعاون من نوع جديد مع مصر، ولا شك أن التعاون بين البلدين المسالمين سيقدم مساهمة كبيرة في ترسيخ السلام في آسيا وإفريقيا وحتى العالم كله”.
وجاءت الصورة الثانية وهي عن المظاهرات الداعمة لجهود مصر في تأميم قناة السويس في ميدان تيانآنمين ببكين. في يوليو عام 1956، حيث خاض أبناء الشعب المصري نضالا شجاعا تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر من أجل تأميم قناة السويس. وقدمت الصين 20 مليون فرنك السويسري إلى الحكومة المصرية كمساعدات نقدية، رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة للغاية، وقام أبناء الشعب الصيني في كل أنحاء البلاد بالمظاهرة لثلاثة أيام متتالية. وكان الرئيس ماو تسي دونغ يدعم بثبات نضال الشعب المصري العادل، وأوضح موقف الصين للجانب المصري بكل مهابة: “لقد فعلت مصر أمرا جيدا جدا، ويدعمكم جميع أبناء الشعب الصيني. ومساعداتنا غير مقرونة بأي شرط، ونحن على استعداد لمساعدتكم قدر الإمكان طالما تحتاج إليه”.
ولفت سفير الصين ، من جانبه، أعرب الرئيس جمال عبد الناصر عن شكره للصين على حملاتها العادلة، وقال للجانب الصيني: “إن دعمكم لنضالاتنا من أجل الحرية والاستقلال عزز ثقتنا بقضيتنا العادلة.”
والصورة الثالثة هي اللقاء بين رئيس مجلس الدولة الصيني تشو آنلاي والرئيس جمال عبد الناصر على هامش مؤتمر باندونغ المنعقد في عام 1955، وسجل هذا اللقاء التاريخي صفحة جديدة للعلاقات الصينية المصرية. وقال تشو آنلاي ذات مرة: “لدىّ اثنين من صديق العمر، أحدهما الأمير نورودومسيهانوك والآخر الرئيس جمال عبد الناصر.”
وقال سفير الصين ، يصادف العام القادم الذكرى الـ70 لمؤتمر باندونغ، وأعتقد أن كثير من الدول في حركة عدم الانحياز ستقيم فعاليات تذكارية بهذا الخصوص، لأن هذا المؤتمر المهم فتح آفاقا مشرقة للتعاون بين الدول النامية في مكافحة الإمبريالية والاستعمار والحفاظ على الاستقلال، وساعدها في تحقيق انتصارات هائلة. وكانت الصين ومصر دولتين رائدتين في قضية تضامن الدول النامية لتحقيق التقوية الذاتية منذ ذلك الوقت، وأصبحتا اليوم القوة الجوهرية والريادية التي تدفع بنهضة دول الجنوب العالمي.
وتابع سفير الصين ، أود أن أؤكد على أن العلاقات الصينية المصرية نشأت بفضل جهود القادة السياسيين من الجيل السابق. وترجع متانة العلاقات الصينية المصرية اليوم إلى تاريخنا المشترك ومشاركتنا في السراء والضراء. على مدى عقود، مهما تغيرت الأوضاع الدولية، ظل البلدان يمسكان بالهدف الأصلي، ويلتزمان بالاحترام المتبادل والتعامل بالمساواة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة. ومهما تغيرت الظروف المحلية، ظل البلدان ينظران ويطوران العلاقات الثنائية من الزاوية الاستراتيجية وطويلة الأمد، ويحترمان النظام الاجتماعي والطريق التنموي للجانب الآخر، وهما صديقان حميمان وأخوان عزيزان وشريكان جيدان يمكن الاعتماد على بعضهما البعض طوال الوقت.
وحول العقد الذهبي للعلاقات الصينية المصرية في العصر الجديد ، قال السفير لياوليتشيانج ، في مارس عام 2013، تولى الرئيس شي جين بينغ منصب الرئيس الصيني، وفي يونيو عام 2014، تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب الرئيس المصري، ودخلت العلاقات الصينية المصرية عصرا جديدا. في هذا السياق، قال الرئيس شي جين بينغ إن الصين على استعداد لأن تكون صديقا مخلصا وشريكا وثيقا لمصر لتحقيق التنمية المشتركة. من جانبه، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الصين أعز صديق لمصر والدول الإفريقية. وكانت أفعال البلدين تتطابق مع الأقوال.