لقد شهدت المرحلة الراهنة اضطرابا فكريا شديدا بين الناس من جراء فوضى الفتاوى التى تجرأ عليها أناس ليسوا من أهل الذكر ولا من أهل العلم والاختصاص.
وحين عادت مصر كلها إلى السياسة بعد الثورة لم يستطع بعض السلفيين مقاومة جاذبيتها فدخلوا مع الداخلين. ومن ثم انتقلوا من ساحة الدعوة التي خبروها إلى عالم السياسة الذي لم تكن لهم علاقة به ، جرى التسابق على شاشات التليفزيون، الأمر الذي استدرجهم إلى الخوض في العديد من أمور الدنيا من السياسة إلى الأدب والفن مرورا بالقضايا الإقليمية والدولية، الأمر الذي ورطهم في مشكلات عدة خصوصا مع الفنانين والأدباء من نجيب محفوظ إلى باسم يوسف مرورا بإلهام شاهين.
( وكأنهم انصرفوا عن السلف واتجهت أبصارهم إلى حظوظ الخلف.)
فهذا الشيخ ياسر برهامى ( الذى تخرج فى كلية الطب ، وكان احد اعضاء الاجماعة الاسلامية ثم ما لبث أن انشق عنها – وردت له هذه الفتاوى المثيرة للجدل:
1/ سئل برهامي: عن الدورة الشهرية عند السيدات هل هى من الشيطان؟
أجاب الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية على السؤال “هل يمكن أن يكون سبب الاستحاضة والنزيف الشيطان أو العين والحسد؟”، ” أجاب مؤكدا أن الاستحاضة أو الدورة الشهرية التي تمر بها الأنثى هي من الشيطان الذي يسعي للأضرار بالإنسان بكل ما يستطيع
2 / “السؤال: هل يجوز معاشرة الزوجة المستحاضة؟ وإذا كان يجوز ذلك فهل يتضرر الزوج من الناحية الطبية أو تحصل له أمراض إذا عاشر زوجته وهى مستحاضة أو تنزل عليها إفرازات مستمرة؟
أجاب الشيخ ياسر برهامى فى فتوى منشور على موقع “أنا السلفى”: “يجوز معاشرة الزوجة المستحاضة، وإذا كانت بلا التهابات بكتيرية أو فطرية لم يضر ذلك -إن شاء الله-، فلتسأل الطبيبة، والأحوط طبيًّا أن يستعمل العازل الطبى”.
3 / ما الدكتور ياسر برهامي: يجوز للزوج ترك زوجته للمغتصبين حفاظا على النفس.
فما هو الهدف من اثارة مثل هذه الفتاوى ونشرها بين الناس ولم يكن الشيخ برهامى الوحيد فى هذه الفتاوى المثيرة للجدل ، بل هناك أخرون ممن انبهروا بالاضواء ولهثوا وراء الفضائيات التى فتحت لهم الأبواب واغدقت عليهم الأموال فتجرأوا على الفتوى من أجل شهره زائفة. ومكاسب تافهة
فيجب على الذين يتجرأون على الفتوى أن يتقوا الله، خاصة أولئك الذين ليسوا من أهل العلم ولا من أهل الاختصاص، بل نصبوا أنفسهم للافتاء بغير علم. ولدينا بحمد الله مؤسسات دينية بها علماء اكفاء يقدرون على الافتاء، بعلم ونور وذكاء فعلى الناس أن يسألوا أهل الذكر وألا يسألوا غيرهم قال الله تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».