إقتصاد

* وسط آلام وآمال العرب.. العربى يطالب وزراء الخارجية تلبية طموحاتهم !

استمع الي المقالة

12026411_10153234695326553_636508047_n

تقرير أشرف أبو عريف

هنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية دولة الإمارات العربية المتحدة لتوليها رئاسة أعمال الدورة 144 العادية لوزراء الخارجية العرب، وأعرب العربى عن  ثقتة التامة فى قدرة الإمارات على إدارة أعمال هذه الدورة بكل كفاءة واقتدار، وأن الدبلوماسية النشطة لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد ستُضفي خلال رئاستها للمجلس زخماً لتدعيم مسيرة العمل العربي المشترك.

كما توجه العربى بخالص الشكر والتقدير للسيد/ ناصر جودة نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، على الجهود المُقدّرة والإدارة الحكيمة لأعمال الدورة السابقة للمجلس.

* الوزراء الجدد!

ورحب الأمين العام  بالوزراء العرب الجُجدد المشاركين لأول مرة كالسيد/ عادل بن أحمد الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية، السيد حمادي ولد أميمو وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

* عميد الدبلوماسية!

وقال العربى “يُعدّ هذا الاجتماع أول اجتماع وزاري لا يشارك فيه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل عميد الدبلوماسية العربية رحمه الله، ولاشك أن المجلس سوف يفتقد حكمته وخبرته الطويلة.. رحم الله الراحل الكريم وأسكنه فسيح جناته.

* تصعيد غير مسبوق!

وأكد العربى أن النظام الإقليمي العربي، بمختلف مكوناته، يواجه تهديدات خطيرة وتصعيداً غير مسبوقٍ في وتيرة الأحداث الملتهبة، التي تدور رُحاها في عدة دول عربية ذات ثِقل وتأثير مباشر على حاضر ومستقبل الأمن القومي العربي برمته، بل ومستقبل شعوب هذه الدول وأمن واستقرار المنطقة بأكملها والعالم.

* الفعل الملموس!

ولا شك بأن معالجة الأوضاع المُعقّدة والمتفاقمة التي تواجهها المنطقة تتطلب نهجاً جديداً، وعلى نحو مُلّح، توجّهاً مُبتكراً وغير تقليدي، ومواقف قادرة على التأثير في مجريات الأحداث وتفاعلاتها الإقليمية والدولية، وبما يضع حداً لهذه الأزمات، وحتى يتمكّن العمل العربي من الارتقاء إلى مستوي التحديات المطروحة ويستجيب لتطلعات الشعوب العربية ودولها. وفي هذا الصدد، سبق للمجلس على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري أن اتخذ العديد من المواقف والقرارات الهامة التي تحتاج إلى المتابعة الجادة والدؤوبة من قِبل أجهزة العمل العربي المشترك والدبلوماسية العربية، لتجد طريقها إلى التنفيذ وتخرج من إطار القول إلى الفعل الملموس المواكب لحجم التحديات والمخاطر المتصاعدة.

* التاريخ.. وطموحات الشعوب العربية!

ولفت العرب الإنتباه إلى ما ذكره أمام هذا المجلس الموقر في دورة سبتمبر من عام 2011، وهو أن الانتقادات الموجهة لفاعلية الجامعة العربية وأمانتها العامة كثيراً ما تكون قاسية، وتُقلّل دون وجه حق من شأن الجهود التي بُذلت عبر سنوات طويلة من العمل الشاق من جانب الدول الأعضاء ومن جانب الأمانة العامة، إلا أننا يجب أن ندرك ما يكمن خلف قسوة هذه الانتقادات، هو رغبة عارمة لدى الشعوب العربية كافة في تطوير دور الجامعة، بحيث ترتقي لطموحات الشعوب، وهذا هو التحدي الذي يواجهنا اليوم. وسيحكم علينا التاريخ إن لم نقبل التحدي ونرتفع لمستواه.

* إعادة هيكلة الجامعة العربية!

وطالب الأمين العام بضرورة العمل العربي المشترك وما يواجه الجامعة العربية من تحديات في هذا المنحنى التاريخي الحاسم والتحلّي بالجرأة والصدق اللازمين، بل واغتنام ظروف التحولات والمتغيرات الكبيرة التي يشهدها الوطن العربي، واستثمارها للإقدام على الخطوات المطلوبة لتطوير العمل في الجامعة، وإصلاح نظمها وهياكلها وآليات عملها، لتمكّينها من مواجهة هذه التحديات.

* علم فلسطين فوق الأمم المتحدة!

وأضاف العربى: ولعل في مُقدّمة التحديات أمامنا دائماً هي القضية الفلسطينية، القضية المركزية والمحورية، التي لازالت تعاني من انسداد أفق الحل والتسوية النهائية القائمة على مبدأ حل الدولتين، على الرغم من الجهود المُضنية الفلسطينية والعربية والإنجازات الدبلوماسية التي تحققت بالفعل، والتي أسفرت خلال الأيام الماضية عن إصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع علم دولة فلسطين فوق مقارها.. وأود أن أؤكد هنا على أن هذا القرار يُشكّل إنجازاً دبلوماسياً هاماً يحمل دلالة رمزية كبيرة باتجاه الاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، واعترافاً جديداً يؤكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.”

* إسرائيل.. ولعبة التسويف!

وانتقد العربى الواقع وهن الجهود الدولية المبذولة نحو القضية الفلسطينية وأنها لا تزال غير قادرة على ممارسة الضغوط اللازمة على الجانب الإسرائيلي، الذي ضرب بعرض الحائط كافة قوانين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وأتقن لعبة التسويف والمماطلة لإفشال ما طُرح وما يُطرح من مبادرات، في إطار إستراتيجيته التفاوضية الرامية لتضييع الوقت، واستكمال مخططاته في عمليات التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وفرض واقع يستحيل معه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، طبقاً لما نصّت عليه قرارات الشرعية الدولية.

* العربى يطالب الدول العربية والإسلامية التصدة لوحشية الإحتلال الإسرائيلى باقتحامها الأقصى!

وأشار العربى إلى آخر مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية الذى يتمثل في الاقتحام الوحشي الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المُصلّين بداخله، ولابد من اتخاذ موقف فاعل ومؤثر من جانب الدول العربية والإسلامية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد، فإن القرارات التي اتخذها مجلس الجامعة على مستوى القمة والوزاري، وكذلك المواقف التي عبّرت عنها اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، والتحركات الدبلوماسية التي قامت بها اللجنة الوزارية المُصغّرة المنبثقة عنها، قد أكدت جميعُها على الموقف العربي الداعي إلى إقرار التسوية الدائمة والعادلة لجميع القضايا العالقة وإطلاق مسار مفاوضات جديّة لإنهاء النزاع، وفقاً لحل الدولتين كما حدّدته قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.

* دعوة الأمم المتحدة للجامعة ومصر الأردن والسعودية بعد فشل الرباعية إزاء القضية الفلسطينية!

وأعلن العربى أن سكرتير عام الأمم المتحدة وجّه الدعوة إلى السادة وزراء خارجية المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وكذلك إلى جامعة الدول العربية للمشاركة في اجتماع وزاري للجنة الرباعية والمُقرّر عقده في نيويورك يوم 30/9/2015. وهذه هي المرة الأولى التي تُدعى فيها الجامعة للمشاركة في اجتماع للرباعية على المستوى الوزاري. هذا، بالرغم أن الرباعية لم تحقق شيئاً جوهرياً أو ملموساً حتى الآن، وطرحت من سنوات فكرة السعي إلى إنهاء دورها، وذلك لكونها – كما هو معلوم – تكتفي بإصدار البيانات التي تذهب أدراج الرياح، ولكن اليوم لا بد أن يكون هناك اهتماماً حقيقياً للقيام بعمل ملموس وأن يتم التوصل إلى ذلك في الاجتماع المُقبل للرباعية في نيويورك.

* إطار زمنى محدد!

وأكد العربى على أن إطلاق عملية مفاوضات جادة وبنّاءة للتوصل إلى السلام في فلسطين تتطلب أن يتبنّى مجلس الأمن قراراً واضح المعالم يُحدّد أسس ومرجعيات عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مع إقرار آلية تنفيذية تضمن الالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من خطوات باتجاه الحل النهائي، وذلك ضمن إطار زمني مُحدّد.

* الأزمة السورية.. وويلات البشر والحجر!

وانتقد الأمين العام  المعالجات المطروحة للأزمة السورية المتفاقمة، عاجزة عن وقف نزيف الدماء والدمار، ولايزال الشعب السوري يعاني المزيد من المآسي والويلات، نتيجةً لاستمرار هذه الأزمة التي أصابت البشر والحجر، مُهدّدةً بُنية الدولة السورية ومؤسساتها. كما أن تعقيدات الأزمة وتشابك تداعياتها تفرض علينا وبإلحاح ضرورة بلورة رؤية عربية فعّالة قادرة على التعامل مع مختلف أبعاد هذه الأزمة، وذلك بالتشاور والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بمجرياتها، حتى يتمكن مجلس الأمن من الاضطلاع بمسئولياته السياسية والأخلاقية تجاه هذه الأزمة، وحتى يتمكن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد ستيفان دي مستورا من إحراز التقدم المنشود في الخطة التي طرحها لتنفيذ مقررات مؤتمر جنيف (1).

وسوف يُقدّم السيد دي مستورا اليوم تقريراً أمام المجلس لشرح مقترحاته وخطة تحركه المقبلة، وذلك خلال الجلسة المُخصّصة لبحث بند الوضع في سورية. وأرجو أن يتم بلورة خطة تحرّك مشتركة مع الأمم المتحدة في هذا الشأن.

* الطفل الغريق!

وسلط العربى الضوء على مشهد الطفل الغريق ايلان أدمى القلوب ويُذكّر بعمق الأزمة الإنسانية القاسية التي يتعرّض لها النازحون واللاجئون السوريون، والتي أصبحت اليوم على حدود الدول الأوروبية. وأشاد العربى بالدول العربية المضيفة للاجئين السوريين وغيرهم من أجل إغاثة هؤلاء اللاجئين، ويعلم الجميع أن الأردن ولبنان لديهما ما يزيد عن ثلاثة مليون لاجئ سوري، وهو ما يفوق طاقات هاتين الدولتين. وكذلك العراق ومصر وتونس والسودان والجزائر وغيرها من الدول العربية التي تحمّلت الكثير، وبما يفوق قدراتها وإمكانياتها. كما أن الدول العربية المانحة ودول الخليج العربي قدّمت الكثير من المساعدات في هذا الشأن. ونوّه العربى في هذا الصدد بدور الدول العربية جميعها، وعلى وجه الخصوص استضافة دولة الكويت لمؤتمرات المانحين الدوليين الثلاث لدعم الوضع الإنساني في سورية، وذلك تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

* داعش!

وأكد العربى مُجدّداً على أن وضع حدٍ لتفاقم أزمة اللاجئين، سواء تعلق الأمر باللاجئين السوريين أو العراقيين أو الذين يفرّون من جحيم تنظيم “داعش” الإرهابي، وما ينتج عنها من مآسي إنسانية قاسية لا يمكن معالجتها جذرياً إلاّ عبر تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية، للإسراع بإيجاد الحل السياسي المناسب لإنهاء الكارثة السورية وعودة السلم وصيانة استقرار هذا البلد العربي العزيز وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق.

* شرم الشيخ.. وعاصفة الحزم!

وذكر العربى قرار قمة شرم الشيخ عبّر عن موقف واضح في دعم عملية عاصفة الحزم في اليمن، التي تُنفذّها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي جاءت تلبيةً لطلب من فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، والذي يُمثّل الشرعية في اليمن. وأعرب العربى عن خالص التعازي والمواساة لحكومات دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، لاستشهاد عدد من جنودهم المشاركين في عملية “إعادة الأمل” في اليمن.

وأضاف العربى: ومازلنا نأمل أن تُفضي الجهود المبذولة إلى إقرار الحل السياسي المنشود للأزمة اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وفقاً للمرجعيات المُتفق عليها وهي قرارات مجلس الأمن وآخرها 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية. وتواصل الجامعة العربية على نحو مستمر مشاوراتها في هذا الشأن مع الأمم المتحدة ومبعوثها السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

* الأزمة الليبية!

وأوضح العربى أن الأمانة العامة، وبالتشاور والتنسيق مع الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص بشأن ليبيا السيد برناردينو ليون، تواصل جهودها لحثّ الأطراف الليبية على التوصل إلى اتفاق سياسي يُفضي إلى وقف القتال وحالة الانقسام حول خطوات إنجاز المرحلة الانتقالية، وأكد على دعم قرارات الجامعة العربية للحكومة الشرعية المؤقتة المنتخبة في ليبيا، وضرورة توفير الدعم اللازم لها في مواجهة الإرهاب وبسط الأمن في ربوع البلاد، وذلك وفقاً لقرارات مجلس الجامعة ذات الصلة.
كما طالب إيران بالانسحاب من الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها، والقبول باللجوء إلى محكمة العدل الدولية لحل النزاع.

* الإرهاب!

وقال العربى: أود الإشارة هنا إلى ضرورة بذل الجهود الجادة من أجل متابعة تنفيذ قرار المجلس الوزاري الصادر بتاريخ 7/9/2014، والذي تضمن مجموعة من الخطوات الشاملة والجماعية الهامة لمكافحة الإرهاب وأنشطة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وهذا أمر من المهم جداً متابعته لكون المواجهة مع الإرهاب لا تقتصر فقط على المجالات الأمنية والعسكرية، بل تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعقائدية والفكرية وغيرها من الأبعاد… وأؤكد في هذا الصدد على دعم الجامعة العربية للحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب، وفي كل ما تتخذه من تدابير وإجراءات لتطهير أراضيها من تنظيم “داعش” الإرهابي.. كما أود الإشارة إلى أنه معروض أمام حضراتكم تقريراً يتناول أنشطة الجامعة، ومتابعتها للتطورات في بقية الدول العربية، مثل مستجدات الوضع في الصومال، والتأكيد على دعم السودان في مساره الديمقراطي والحوار الوطني، إضافةً إلى الجوانب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والتعاون العربي مع التجمعات الدولية والدول الصديقة.

* القمة العربية المشتركة!

وختاماً، أكد الأمين العام على القرارات الهامة التي اتخذتها قمة شرم الشيخ الأخيرة، وخاصة القرار المتعلق بإنشاء القوة العربية المشتركة، والذي يُعدّ بكل المقاييس قراراً تاريخياً وأهمية وضع هذا القرار موضع التنفيذ لأنه يُمثّل إرتقاءاً نوعياً للعمل العربي المشترك، كما أنه سيسهم في معالجة بؤر الأزمات المشتعلة في المنطقة. ولذا، فإنه من الضروري تكثيف المشاورات خلال الفترة المقبلة لعقد اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب في أقرب وقت ممكن لاعتماد مشروع البروتوكول المطروح في هذا الشأن.

11998234_10153234696906553_1551500917_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى