«رئيس البرلمان العربي» للقمة 26: الأطماع وراء زعزعة أمن واستقرار اليمن!

شرم الشيخ – أشرف أبو عريف

ألقى معالي السيد”أحمد بن محمد الجروان” رئيس البرلمان العربي كلمة اليوم في افتتاح الدورة السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقدة بشرم الشيخ، حيث أكد معاليه أن هذه القمة تنعقد في ظروف تستدعي مواجهة التحديات الاقليمية الكبرى وعلى رأسها العمليات الإرهابية الجبانة التي تشهدها العديد من دولنا العربية، والتي يدينها البرلمان العربي بكل قوة، الأعمال التي لا تنم إلا عن حقد وكراهية وأطماع لزعزعة الاستقرار في وطننا العربي، كما أن الأوضاع الراهنة والنزاعات والأخطار التي تهدد عدد كبير من أقطار وطننا العربي لم تعد تخفى على أحد، وآخرها الجرح اليمني النازف، وليبيا تأن وتلتهب، وسوريا ذهبت بعيد عنا، والعراق يصارع الارهاب وخطر الطائفية، والصومال الجريح، وأوضح ان البرلمان العربي يدعم أهمية التدخل السريع من قادة الأمة العربية من أجل حل هذه القضايا والنزاعات.

واشار معاليه، الى ان البرلمان العربي يقف خلف المملكة العربية السعودية والدول العربية التي لبت الدعوة اليمنية للتحرك من أجل أمن اليمن وسلامته والحفاظ على مقدرات الشعب اليمني من خلال عملية التحالف العسكري “عاصفة الحزم” .

كما أبدى رئيس البرلمان دعمه لمبادرة من القيادة العربية تشمل الخمسة عوامل الأساسية المؤثرة في المجتمع وهي الأسرة، والمؤسسات التعليمية، و أهمية بناء اعلام عربي قومي يرقى بوعي الأمة ويحارب الإرهاب، ودور المؤسسة السياسية المدعومة من الشارع العربي، ودور المؤسسة العسكرية والأمنية في المحافظة على مقدرات الشعب العربي .

ومن منطلق عقيدة ثابتة لضمان الأمن والسلم في المنطقة العربية وهو الحل العادل والشامل لقضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية أدان معاليه بشدة تصريحات رئيس وزراء اسرائيل الأخيرة عن عدم اقراره بحل الدولتين.

واكد الجروان ان الشعب العربي يطالب إيران بإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث والكف عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية .

واضاف رئيس البرلمان العربي ان هذه القمة تتواكب مع الذكرى العاشرة لانطلاق البرلمان العربي الذي أنشئ بمقتضى قرار مجلسكم الموقر رقم (292) الصادر عن الدورة السابعة عشر المنعقدة بالجمهورية الجزائرية عام 2005م، ولقد انهى البرلمان العربي سبع سنوات من فترته الانتقالية أثمرت عن قيام البرلمان العربي الدائم.. ليكون جهازا تشريعيا ورقابيا في منظومة العمل العربي المشترك وهو ما جاء في النظام الأساسي للبرلمان العربي الذي اعتمده مجلسكم الموقر في قمة بغداد عام 2012م.

وإليكم نص كلمة معالي رئيس البرلمان :

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، رئيس القمة العربية السادسة والعشرين

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، القادة العرب

أصحاب المعالي الوزراء

معالي الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية،

معالي السيد/ بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة

معالي السيد/ إياد بن أمين مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود،

السيدات والسادة،

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أتوجه بدايةً بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وللشعب المصري العظيم على استضافة هذه القمة المهمة، مؤكدين سيدي أن الشعب العربي يقدر عالياً مجهوداتكم الحفيفة للعودة بمصر الى دورها الرائد كقلب الأمة العربية.

سيدي صاحب السمو الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح -أمير دولة الكويت –حفظكم الله-..إن الدور المتميز والحكمة الرشيدة التي أوليتموها القضايا العربية وعملكم على لم شمل البيت العربي أثناء رئاستكم للقمة السابقةكان محل تقدير كافة الشعب العربي، فشكرا جزيلا لكم سيدي على قيادتكم الحكيمة و ما قدمتم من مجهودات عظيمة في خدمة الأمة العربية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

الحضور الكريم

تنعقد هذه القمة في ظروف تستدعي مواجهة التحديات الاقليمية الكبرى وعلى رأسها العمليات الإرهابية الجبانة التي تشهدها العديد من دولنا العربية، الأعمال التي لا تنم إلا عن حقد وكراهية وأطماع لزعزعة الاستقرار في وطننا العربي. كما أن الأوضاع الراهنة والنزاعات والأخطار التي تتهدد عدد كبير من أقطار وطننا العربي لم تعد تخفى على أحد.. وآخرها الجرح اليمني النازف، وليبيا تأن وتلتهب، وسوريا ذهبت بعيد عنا، والعراق يصارع الارهاب وخطر الطائفية، والصومال الجريح.

إن البرلمان العربي يدعم أهمية التدخل السريع من قادة الأمة العربية من أجل حل هذه القضايا والنزاعات.

ولقد قام البرلمان العربي ، في الخامس من مارس الحالي، بزيارة لمدينة عدن اليمنية ولقاء فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي بهدف دعم شرعيته والتي نعتبرها وبنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الطريق الوحيد للخروج باليمن من الأزمات والتحديات الراهنة، وحاول الجميع جاهداً عربياً ودولياً حل الأزمة بالتفاوض السلمي ، الا ان جماعة الحوثي تخطت كل الحدود ولم ترضخ لإرادة اليمنيين ولا قرارات الشرعية الدولية، واستمرت في اعتدائها على الشعب اليمني الشقيق مستغلةً دعما اقليمياً، الأمر الذي تطلب تحركا سريعاً لمواجهة العدوان الحوثي بحزم، نصرةً للشعب اليمني الأبي وحفاظاً على مقدراته وأمنه الذي هو أمن الأمة العربية كلها. ان البرلمان العربي يقف خلف المملكة العربية السعودية والدول العربية التي لبت الدعوة اليمنية للتحرك من أجل أمن اليمن وسلامته والحفاظ على مقدرات الشعب اليمني من خلال عملية التحالف العسكري “عاصفة الحزم” والتي تقودها المملكة العربية السعودية وتشارك فيها العديد من الدول العربية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

الحضور الكريم

لقد أعلنا في البرلمان إدانتنا بكل قوة وإصرار للإرهاب المقيت، معزين في ضحايا هذه الظاهرة من مدنيين وعسكريين في كثير من أرجاء وطننا العربي، وقام البرلمان العربي مؤخراً بزيارة ميدانية للملكة الأردنية الهاشمية للتعزيةً في الشهيد النقيب الطيار معاذ الكساسبة الذي اغتالته يد داعش الارهابية.

 وللتأكيد على وقوف الشعب العربي خلف القيادة الهاشمية الحكيمة لسيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين –حفظه الله- في مواجهة الأردن للإرهاب المقيت. مؤكدين على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهت هذا الارهاب أمنياً وفكرياً واقتصادياً واجتماعياً، بحيث تضمن اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه وأفكاره الهدامة.

إننا ندعم ايجاد مبادرة من القيادة العربية تشمل الخمسة عوامل الأساسية المؤثرة في المجتمع:

• تبدأ أولاً بالأسرة التي يقع على عاتقها مسؤولية تربية ومتابعة الجيلو تنشئته نشأةً سوية وسليمة .

• ومن ثم المدرسة والمؤسسات التعليمية المسؤولة عن بناء كوادر متعلمةتسعى للبناء لا الهدم من أجل صناعة مستقبل مزهر لوطنها وأمتها.
• كما لا يفوتني مدى أهمية بناء اعلام عربي قومي واعٍ لكل ما يُجَرُ إليه من أخبار ترويجية اعلامية تهدف الى اشغال الشعب العربي عن قضاياه الأساسية ووضعه في دوامة يرسمها له الآخرون، الأمر الذي يتطلب وضع استراتيجية اعلامية عربية شاملة للرقي بوعي الأمة و محاربة الفكر الارهابي الظلامي.
• ومن ثم دور المؤسسة السياسية المدعومة من الشارع العربي والتي تأخذ على عاتقها التطوير لما يخدم مصالح الشعوب ورغباتها في العيش الكريم .
• وأخيرا وليس آخراً دور المؤسسة العسكرية والأمنية في صد وردع أية جهات ضالة وساعية الى زعزعة أمن ووحدة واستقرار الأمة العربية والمحافظة على مقدرات الشعب العربي، وعليه فإننا نقف بقوة خلف الجهود الرامية الى تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك لحل قضايانا الداخلية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

الحضور الكريم

انطلاقاً من عقيدة ثابتة مفادها أن المصدر الأساسي لضمان الأمن والسلم في المنطقة العربية هو الحل العادل والشامل لقضية العرب الأولى ألا وهي القضية الفلسطينية، تابع البرلمان العربي كل مستجدات القضية الفلسطينية أولا بأول ، وكانت بنداً دائماً في كافة اجتماعاته ومشاركاته، ولقد قام البرلمان العربي بزيارة لقطاع غزة أثناء الاعتداء الإسرائيلي عليه ونقل الجرائم التي ارتكبت ومعاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم ولكافة البرلمانات والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، ومنها منظمة الأمم المتحدة، اذ خاطبنا معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ بان كي مون، بصفتنا ممثلين للشعب العربي، برسالة تضمنت إدانة الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس الشريف والتي تستهدف المساجد والكنائس على حد سواء وخاصة المسجد الأقصى المبارك، وتأكيداً منا لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية وعاصمتها القدس الشريف. كما ندين بشدة تصريحات رئيس وزراء اسرائيل الأخيرة عن عدم اقراره بحل الدولتين، ناسفاً بذلك كل مساعي السلام وضارباً عرض الحائط قرارات الشرعية الدولية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

الحضور الكريم

ان الشعب العربي يطالب ايران بانهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والكف عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية ، وإن كانت تود ان تساعد على الأمن والاستقرار في المنطقة فعليها أن يكون تدخلها من خلال بوابة جامعة الدول العربية.

أن الشعب العربي يتطلع الى علاقات وبناء أواصر صداقة انسانية واقتصادية متطورة مع شعوب الجوار ولا سيما الشعوب الأفريقية.

تتواكب هذه القمة مع الذكرى العاشرة لانطلاق البرلمان العربي الذي أنشىء بمقتضى قرار مجلسكم الموقر رقم (292) الصادر عن الدورة السابعة عشر المنعقدة بالجمهورية الجزائرية عام 2005م، ولقد انهى البرلمان العربي سبع سنوات من فترته الانتقالية أثمرت عن قيام البرلمان العربي الدائم.. ليكون جهازاً تشريعياً ورقابياً في منظومة العمل العربي المشترك وهو ما جاء في النظام الأساسي للبرلمان العربي الذي اعتمده مجلسكم الموقر في قمة بغداد عام 2012م.

وقد أسفر عمل البرلمان العربي عن تعاون بناء ومثمر مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكان من أهم انجازات هذا التعاون تقديم البرلمان العربي وثيقتي الأمن القومي العربي، ووثيقة حقوق المرأة العربية للأمانة العامة للجامعة بهدف عرضها على مجلسكم الموقر.

إن الدور الذي لعبه البرلمان العربي خلال دوري الانعقاد الأول والثانى فى تعزيز الروابط وفتح قنوات الاتصال وتوطيد علاقات البرلمان العربي مع العديد من الإتحادات والهيئات البرلمانية الوطنية والإقليمية والدولية ومنظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، مهد الطريق أمام التواصل مع شعوب العالم لنقل رسالة الشعب العربي العظيم بما يخدم الدبلوماسية العربية.كما أن العلاقة مع شعوب العالم علاقات ممتدة وتاريخية نطمح الى تعزيزها وتقويتها لما فيه خير ومصلحة ومنفعة جميع الأطراف بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية.

ولقد كان للدعم الذي يقدمه مجلسكم الموقر للبرلمان العربي الدور الأهم في تمكينه من أداء تلك الصلاحيات وتعزيز دوره للعمل كأداة فاعلة لخدمة قضايا ومصالح الأمة العربية في كافة المحافل الدولية.

وختاماً ، أجدد شكري وتقديري لمصر العروبة قيادةً وشعباً على استضافتهم الكريمة، كما أشكرالأمانة العامة لجامعة الدول العربية و معالي الأمين العام الدكتور/ نبيل العربي على مجهوداتهم لتعزيز العمل العربي المشرك.

و أدعو الله أن يوفق قمتنا هذه لما فيه خير أمتنا العربية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.