رأى

خواطر دبلوماسى.. مما قرأت

استمع الي المقالة

مقتبسات مما قرأت في كتاب *دليل التدين العاقل* للمفكر المغربي سعيد ناشد ، حول *الدين* و *السنة*..

*الدين* مكون اساسي من مكونات *العقل* ، والمشكلة عند عدم استخدام العقل بل يصبح *خاضعا* ، تابعا لشيخ او فقيه يأتمر بامره ويسير وفق امزجته وانفعلاته.. فالدين مسألة *شخصية* عند الأنسان ، كما تؤكد الآية ٢٥٦ من سورة البقرة *لا إكراه في الدين*..

ومن مسلمات الخطاب القرآني *كل يعمل علي شاكلته فربكم أعلم بمن هو اهدي سبيلا* الإسراء ٨٤..
الحقيقة الدينية متعددة ، والخيار الأكثر حكمة أن يقتنع الناس بأن حقائقهم التي يؤمنون بها – وهذا حق لهم – تبقي نسبية ، متغيرة ، ومتعددة، وفقا لتقلبات الوجدان ، ونقائص الكينونة ، وحدود الافهام ،ورسوخ الأوهام.. أن وحدة الله “توحيد الربوبية” لا تعني أن هناك دين واحد ، ومذهب واحد ، ومنهاج واحد، وفرقة ناجية واحدة ، لكنها تعني أن كل الأديان وكل الشرائع وكل المناهج متكافئة
في التعبير عن نفس المبدأ الربوبي *وقضى ربك ألا تعيبدوا الا اياه* الإسراء ٢٣

أن كل الديانات وكل العبادات ما هي إلا أوجه متعددة لنفس المبدأ الإلهي سواء أدرك الناس ذلك ام لم يدركوه، *بل إياه تعبدون* الانعام ٤١

وبهذا المعني لا يدل التوحيد علي الطريقة الواحدة وإنما يدل علي تكافؤ كل الطرق وتعادل كل الطرائق ، وهذا يدل علي أن الدين ليس ملكا يحتكره بعض الخلق علي حساب بعض الخلق ، لكنه يدل علي تكافؤ الدلالات الدينية وتعادل الادلة الغيبية ، وارجاء الحكم النهائي الي ما بعد الحياة ، بشهادة النص القرآني *الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون* الحج ٦٩.. و *ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون* ال عمران ٥٥

بهذا نفهم أن التعددية الدينية قدر حياتي ودنيوي لا محيد عنه.. *لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا* المائدة ٤١ ، *لكل أمة جعلنا منسكا* الحج ٦٧
وعليه لا تقوم مفاهيم الحق والحقيقة والعبادة والتعبد في التجربة الدينية الا علي اساس
*التعددية والنسبية والاختلاف والتنوع*..

كما أن في مدرسة الحياه لا وجود لافهام مطلقة ، وفي محكمة العقل لا وجود الحكام نهائية.. لذلك لا يمكن تجديد الخطاب الديني بدون تقويض الثوابت التي تجمده ، وتقليب الرواسب التي تحجره.. تلك الثوابت التي *دفنت* الفرد داخل مفاهيم الطاعة والبيعة فاشاعت ثقافة *القطيع ، والخنوع ودفنت العقل داخل مفاهيم التسليم والاعجاز، ودفنت الأخلاق داخل مفاهيم الترهيب والترغيب*..

ليست ثوابت الدين التي ورثناها عن السلف سوي وجهة نظر السلف وقد منحناها صفة الثوابت ، فيما تسميه الادبيات التكفيرية اليوم *المعلوم من الدين بالضرورة*.. وهي عبارة لم ترد في الادبيات الفقهية الأقدم..

وعن *السنة* فأن مفهومها هو أنها لا تحيل السنة الي حضرة سيدنا محمد ، علي وجه الحصر ، فهي في الخطاب القرآني تدل علي كافة الديانات السماوية ، *سنة الله في الذين خلوا من قبل* الأحزاب ٦٢.. و *سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا* الإسراء ٧٧ و *قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فأنظروا كيف كان عاقبة المكذبين* و *يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم* النساء ٢٦
فالسنة تدل علي أي فعل يبدعه شخص فيغدو قدوة للآخرين..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى