“البورصات والاستثمار المستدام” .. محور نقاش في المعرض العربي 1 للاستدامة برعاية LAS

القاهرة – نوران أبو عريف
شهد المعرض العربي الأول للاستدامة، المُقام تحت مظلة جامعة الدول العربية LAS، جلسة نقاشية موسعة بعنوان “البورصات والاستثمار المستدام”، تناولت أهمية دمج مبادئ الاستدامة في أسواق المال العربية، ودور البورصات في دعم الاقتصاد المستدام وتحقيق الأهداف التنموية الشاملة.
أدارت الجلسة رانيا يعقوب، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، بمشاركة نخبة من كبار الخبراء والمتخصصين في مجالات الاقتصاد وأسواق المال، من بينهم الدكتور ماجد عبد العظيم قابيل، أستاذ الاقتصاد وخبير الاستثمار، والمستشار الاقتصادي أحمد شريف، عضو لجنة التكنولوجيا المالية بتحالف شركاء جامعة الدول العربية، والدكتور حسن الصادي، المستشار الاقتصادي والمالي الأسبق لبورصة الكويت، إلى جانب خبير الأسواق المالية علاء درويش.
وفي مستهل النقاش، أكد الدكتور ماجد عبد العظيم أن البورصة تمثل مرآة دقيقة للاقتصاد، مشددًا على أهمية تخفيف الإجراءات وتعزيز التشريعات المحفزة لجذب الاستثمارات. وأوضح أن كفاءة البورصة المصرية في تحقيق التنمية المستدامة ترتبط بضرورة تبني خطة إصلاح واضحة، وإصدار قوانين تشجع على الاستثمار المحلي والأجنبي.
من جانبه، شدد الدكتور حسن الصادي على أن حماية صغار المستثمرين ضرورة قصوى، محذرًا من خطورة التلاعب في الأسواق، ومؤكدًا أن هؤلاء المستثمرين يمثلون مصدر السيولة الحقيقية. وطالب بإنشاء إطار آمن للاستثمار يتضمن وجود صانع سوق (Market Maker) قادر على التدخل عند الحاجة.
وتناول أحمد شريف تأثير الأسواق العالمية على الاستثمار المحلي، موضحًا أن المتداول الناجح يحتاج إلى خبرة في إدارة المخاطر، خاصة في ظل الاضطرابات الناتجة عن السياسات الاقتصادية الأمريكية. وأشار إلى أن تصريحات الرؤساء الأمريكيين تلعب دورًا حاسمًا في تحركات الأسواق العالمية، مستشهدًا بأمثلة من عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
واختتمت الجلسة بعدد من النصائح للمواطنين، أبرزها دعوة علاء درويش إلى تنويع المدخرات بين الذهب، والأسهم، والعملات، والأصول الثابتة، لضمان تحقيق توازن مالي في مواجهة تقلبات السوق. بينما فرّق أحمد شريف بين الادخار والاستثمار، مؤكدًا أن الذهب وسيلة لحفظ القيمة وليس أداة استثمار حقيقية.
وفي ختام النقاش، أكدت رانيا يعقوب أن الاستثمار الأهم هو “استثمار الإنسان في نفسه”، مشددة على أن المعرفة والوعي المالي يمثلان الأساس لاتخاذ قرارات استثمارية رشيدة، داعية الأفراد إلى الاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال.