سلايدر

“ترامب ” مقابل “بايدن”.. عندما تكون الصّور مفاتيح لباب النسيان

استمع الي المقالة

 د. حذامى محجوب

“اركيولوجيا مواجهة – على ” ا. ر . تي “

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ، تتزايد الأشرطة الوثائقية الموصولة بهذا الاستحقاق الانتخابي ، وبالمترشحين لأعلى و اهمّ منصب في دولة الاتحاد الامريكي ، دونالد ترامب ، وجوزيف (“جو”) بايدن. اختارت شبكة ” ا .ر . تي ” يوم 27 اكتوبر بث الوثائقي الذي عرضته محطة ” بي . بي . اس ” العامة في أمريكا الشمالية في 22 سبتمبر كجزء من برنامج التحقيق السياسي “فرونت لاين”.

كشف العمل التلفزيوني المتميز الذي جاء بامضاء كلّ من ” مايكل كيرك ” و ” مايك ويزر ” بعض المحطات التي اتبعها المسلسل الوثائقي الرائع ” دونالد ترامب ” : حلم أمريكي من شبكة Netflix ، حول سنوات الشباب والصعود المثير للجدل للرئيس الحالي. أجرى المنتجان مقابلات مع بعض الشهود أنفسهم ، و استعانا بلقطات من ارشيف التلفزيون .

   لكن ” ترامب ” في مواجهة ” بايدن ” . أي رئيس لأمريكا؟ يتّجه معدّا الوثائقي أبعد من ذلك: في تفكيك حقيقة صورة ” ترامب ” لكن أيضًا في تفصيل صورة المرشح الديمقراطي ” بايدن ” .

بالتأكيد ، على الرغم من بعض اللّمحات المخففة التي نقلها المؤلفان (والد عنيف وعنصري دون اي عطف ، أم غير مبالية ، تعليم في مدرسة عسكرية حيث بالفعل كان الشاب ” دونالد ” يفرض شروطه بين أقرانه دون اي مراعاة لشعورهم )، يقدم الثلث الأول من مضمون الشريط صورة شخصية مزعجة ومرعبة للرئيس الحالي للولايات المتحدة.

لكن هذا الشريط الوثائقي نفسه لا يهادن كذلك ” جو بايدن ” : فهو يعود بحياة نائب الرئيس السابق ومسيرته المهنية (تعاطفه الطبيعي ، معركته ضد التأتأة ، والفقدان المأساوي لزوجته الأولى و أحد أبنائه الثلاثة في حادث مرور مروع ، وعلاقاته مع الجالية الأفرو-الامريكية ، وما إلى ذلك…) ، يظهر الوثائقي أن بايدن ليس بمعزل كذلك عن سلوك الخداع ، ولا منزّها من الاكاذيب.

لكن يُذكر الشريط الوثائقي ان ” بايدن ” معروف بتقديم الاعتذار ، اذ انه لايتردّد في كل مناسبة و مرة ويقرّ باخطائه – على عكس ” ترامب ” العنيد الذي يرفض دائمًا الاعتراف بالخطأ او التراجع ، متبعا وصية معلمه المحامي القوي ” روي كوهن ” : “لا تعتذر أبدًا كن دائما موقع الهجوم “حتى لو كلفك ذلك ما كلفك – حتى اصبح المرشح الذي نعرفه ، ولكن يبدو ان الشفافية النسبية هي التي وضعته بشكل افتراضي في مكانه الحالي.

 يهتمّ الجزء الثاني من وثائقي “ترامب مقابل بايدن” بالاجابة عن سؤال : أيّ رئيس لأمريكا؟ تعود بنا الأحداث الى الماضي غير البعيد ، ” بايدن ” في منصب نائب الرئيس في عهد ” باراك أوباما ” ، وحملة ” ترامب ” في سنة 2016 ، والأحداث التي ميزت الأشهر الأخيرة من رئاسته. لكن من خلال تسريع وتيرة وتتابع الوقائع فجأة ، يعطي الشريط الوثائقي انطباعًا بأنه أقل عمقًا مما كان عليه في جزئه الأول ، على الرغم من اهميّة الشهادات العديدة التي نقلها و ابتعدت قدر الإمكان عن الحقائق المذكورة.

استعمال الصوت كان مغرقا تحت موسيقى مُركبة – نصف معركة الفايكنج ، نصف التنبؤ المروع – وامتصاص الكلمات .

من المؤكد أن الوضع السياسي للبلاد ، “المنقسمة كما لم نشهد ذلك من قبل ” ، يشير إلى ان ” ترامب ” ضد ” بايدن ” اي رئيس، للولايات المتحدة ؟أمر صعب وخطير ولكن لم يكن من الضروري أن تضيف هذه الدراما الموسيقية مزيدا من الخوف والرعب .

اذ لا يخفى على أحد أهمية الأشرطة الوثائقية في التغيير والتأثير على فكر المشاهد بالتالي على قرار النّاخب .

اليست في نهاية الامر الصور مفاتيح نلتقطها لتفتح لنا أبوابا في الذاكرة قد أغلقها النسيان ، بما يدفع الى حقيقة واحدة و هي انّ الفوز لا يعني دائما أنك الأول ، و لكنه يعني أنك اصبحت أفضل من قبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى