سياسة

شهود عيان من دول شتى يروون لـ “فارس” ما حدث في منى لحظة الكارثة

استمع الي المقالة

13940705000627_PhotoI

فارس – لن ينسى من شهد حادث التدافع الذي وقع على الطريق المؤدي بالحجاج إلى الجمرات يوم العاشر من ذي الحجة، تلك المشاهد الأليمة لمئات الضحايا، الذين تساقطوا في ثوانٍ معدودة بسبب سوء التخطيط والتنظيم.

موفد وكالة أنباء فارس استمع لشهود عيان تواجدوا في مكان الحدث، وحجاج ممن مروا بالمكان بعيد وقوع الكارثة، وآخرين فقدوا أعزاء عليهم في هذه اللحظات المريرة.

شعيب جبريل وهو حاج من نيجيريا، أعرب عن بالغ حزنه لما جرى، مبديًا استياءه من إغلاق الأمن السعودي جميع المنافذ أمام الحجاج، ما تسبب في تكدسهم واختناقهم في الشارع الضيق، الذي حشروا فيه.

كما وأبدى جبريل لموفد وكالة انباء فارس الى المشاعر المقدسة استغرابه من الزج بالمسؤولية عما جرى بأصحاب البشرة السوداء أو الأفارقة، مؤكدًا أن هذا افتراء وكذب لخلط الأوراق، وإخفاء الحقائق. 

بدوره، يعيش الحاج عبد الله الفاروق من نيجيريا لحظاتٍ عصيبة، فشقيقه مفقود منذ وقوع الحادثة، منددًا في السياق بالإجراءات والتدابير الأمنية، التي تسببت بوقوع الكارثة في منى.

وقال الفاروق لموفد وكالة انباء فارس: “لو كان هناك تنظيم صحيح لما وقعت الكارثة، ما جرى تتحمل مسؤوليته السلطات السعودية، التي تحاول التهرب من ذلك بإلقاء اللوم على الحجاج بحجة عدم إتباعهم الإرشادات”.

من ناحيته، روى الحاج الجزائري حسام الدين قرفي شهادته لما جرى كون المخيم الذي يتواجد فيه كان مطلًا على الحادثة. وكشف لموفد وكالة انباء فارس أن السبب في الكارثة يعود لإغلاق الطرق بسبب مرور موكب أحد الأمراء السعوديين.

وأشار إلى أن الأمن السعودي يتحمل مسؤولية الحادث الأليم، بسبب سوء تنظيمه وقلة خبرة عناصره، موضحًا أنهم لاحظوا مبكرًا أن العناصر الموجودة حديثة في السن، ويبدو أنها عناصر في طور التدريب.

وأعرب قرفي عن اعتقاده أن عدد الضحايا في الحادث يفوق ما أعلنته السلطات السعودية بشكلٍ رسمي، مبينًا أن صديقه فقد زوجته في الكارثة فعُرض عليه 1007 صور لضحايا ومفقودين، لكي يتعرف عليها من بينها.

ويأمل قرفي أن يتم تنظيم موسم الحج بصورة محكمة في الأعوام القادمة، أو إعطاء المسؤولية عنه لهيئات ذات خبرة لتفادي وقوع هكذا حوادث.

الحاج المصري مرعي محمد، الذي شهد الحدث ألقى باللائمة هو الآخر على رجال الأمن السعودي، الذين فشلوا في تنظيم سير وعبور الحجاج.

وتساءل مرعي في حديث لموفد وكالة انباء فارس: هذه مخيمات بها أبواب دخول، وأبواب خروج، هم قاموا بإغلاقها جميعًا أمام الحجاج .. لماذا؟!

وعاب مرعي على عناصر الأمن السعودي كذلك عدم قيامهم بدور توجيهي للحجاج، وإذا سألتهم عن شيء يقول لك: ما أدري!، داعيًا إلى محاسبة المهملين للاستهتار بالموقف.

وكشف مرعي عن كون البعثة المصرية لا تنام، وهي في ترقب وقلق على حياة عدد من أبنائها المفقودين، الذين لا نعلم أهم أحياء أم أموات.

الحاج الجزائري مولاي بلهادف، الذي تواجد في المكان لحظة وقوع الحادثة، استطاع الهرب عندما وجد الناس متدافعة، معربًا عن حزنه وألمه لسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، فالمسلمون جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وأكد بلهادف لموفد وكالة انباء فارس أن الأمن السعودي يتحمل مسؤولية ما جرى، قائلًا: “كان مفروض على الأمن إيقاف المجموعة القادمة من إحدى الطرق، والسماح للأخرى باجتياز طريق آخر”، مضيفًا: “ما حدث سوء تنظيم لمرور الحجاج”.

ولفت بلهادف إلى أن الأمن لم يكن عندهم خبرة، وهم صغار بالسن ويبدو أنهم عناصر شرطية تخضع للتدريب، داعيًا السلطات السعودية لمحاسبة المسؤولين الذين تسببوا بوقوع الحادث الأليم أيًا كانت أسماؤهم أو ألقابهم.

ويروي الحاج البنغلادشي محمد سلطان حكايته مع ذلك اليوم، فيقول: “كنت أنا وزوجتي مع اثنين من أبنائي بالإضافة إلى ابنتي نوال (17 عامًا) وجميعهم من مواليد مكة، وأثناء مرورنا بشارع العرب في مشعر منى حدث التدافع المؤلم، ونحن نجونا بلطف الله وقدره”.

واستدرك يقول: “لكن فقدنا نوال بعد محاولة شقيقها الإمساك بها، إلا أنه أغمي عليه في التدافع وتم نقله إلى المستشفى”.

وأوضح سيف الله، شقيق الفتاة نوال قائلًا: “ذهبنا نبحث عن أخي وأختي منذ يوم الحادثة وبعد بحث طويل عثرنا على أخي بمستشفى نمرة في عرفات؛ لكن لم نعثر على أختنا حتى الآن”.

ذات القصة تتشابه مع عائلة جبارة الفلسطينية، والتي تنحدر من بلدة كفر اللبن قضاء طولكرم شمال الضفة المحتلة.

هذه العائلة مكونة من نزيه وأمه وشقيقته وعمته خرجوا جميعًا لرمي الجمرات فوقع حادث التدافع، نزيه أغمي عليه ونقل للعلاج في مستشفى البعثة الجزائرية، والعمة والأخت عادتا، وبقيت الأم نسيبة مفقودة حتى اللحظة، وهي التي تعدت الـ 80 عامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى