إقتصاد

صدق أو لا تصدق..شكري يعتمد نتيجة امتحان الملحقين الدبلوماسيين.. وأبناء السفراء لم ينجح أحد؟!

استمع الي المقالة

discussion

تقرير أشرف أبو عريف

* من أصل 1244.. 19 شاب وشابة يجتازون اختبارات التحريرى والحاسب والشفوى!

* ومن هم السفراء المنكوبون.. وما الحوار الدائر الآن بينهم وبين أبنائهم؟!

فهل هذا يعنى أن الجامعات المصرية باتت دون المستوى؟!

* وكم عدد من فازوا فى الملحق من الجامعات الخاصة.. وكم نسبة الفائزين من الجامعات الخاصة بالنسبة للجامعات “المجانية” والحاضنة لــ”أوائل” الثانوية العامة؟! والحاصلين على تقدير “امتياز” مع مرتبة “الشرف”؟!

* فهل أسقط “امتحان الملحق الدبلوماسى” ورقة التوت عن جامعات مصر “القطاع العام”.. أم أن نفوذ الجامعات الخاصة كانت لهم الكلمة “الفصل”؟!

* لماذا أُعلنت النتيجة أثناء سفر وزير الخارجية سامح شكرى للصين حاليا؟! 

هذا ما وصل لبريد ” الدبلوماسى” ممن لم يحالفهم الحظ أو مباركة “أبو حظاظة” لهم.. على أية حال، أفادت وزارة الخارجية فى شخص متحدثها الرسمى نائب مساعد وزير الخارجية لإدارة الاعلام أن ســامح شكري وزير الخارجية اعتمد هذا الأسبوع قرار تعيين الدفعة الجديدة 48 من شباب الدبلوماسيين، والتي تضم 19 ملحقاً دبلوماسيا جديداً، والذين تم قبولهم بعد إتمامهم اختبارات التحريري والحاسب الآلي والشفوى.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية إنه قد تقدم لمسابقة التعيين في وظيفة ملحق بالسلك الدبلوماسي والقنصلي الذي عُقد في مايو 2013 عدد 1244 شاباً وفتاة من حملة المؤهلات العليا من جميع التخصصات والجامعات على مستوى الجمهورية، حيث اجتاز عدد 144 متسابق فقط الاختبار التحريري، وتمكن عدد 19 متسابق فقط من الحصول على النسبة النهائية المقررة للنجاح في كافة الاختبارات والتي تؤهلهم للالتحاق بوزارة الخارجية في وظيفة ملحق دبلوماسي.

وقد أظهرت نتائج مسابقة التعيين للالتحاق بالسلك الدبلوماسي تنوع خلفية الناجحين الأكاديمية، التي لم تقتصر على تخصص بعينه حيث ضمت خريجي العلوم السياسية والحقوق والهندسة والطب والإعلام والصيدلة وإدارة الأعمال والاقتصاد وغيرها، فضلاً عن تنوع الخلفية الاجتماعية للمتقدمين لتشمل كل شرائح المجتمع. كما لوحظ أيضا أن الدفعة الجديدة المعينة لم تضم أي من أبناء السفراء حيث تقدم عدد 11 من أبناء السفراء لتلك المسابقة إلا أن أياً منهم لم يتمكن من الحصول على النسب المقررة للنجاح واجتياز الاختبارات سواء التحريرية أو الشفهية.

وتعد الاختبارات التى تجريها وزارة الخارجية المصرية للالتحاق بالسلك الدبلوماسي واحدة من أصعب الامتحانات التى تجريها وزارات الخارجية فى الشرق الأوسط والعالم. وتتسم عملية الاختيار بالصرامة والحيادية التامة والموضوعية، والمعيار الحاكم هو اختيار أكفأ العناصر القادرة على اجتياز كافة الاختبارات على تنوعها وبنسب نجاح مرتفعة ومحددة، حيث يتعين على الراغبين بالالتحاق بالسلك الدبلوماسي اجتياز سلسلة من الاختبارات التى تشمل الاختبار التحريري على مدار خمسة أيام متتالية من خلال لجان وأرقام جلوس تحول إلى أرقام سرية وتشمل: اللغات/القانون الدولي العام/العلاقات والمشكلات السياسية الدولية المعاصرة/الاقتصاد السياسي والعلاقات الاقتصادية الدولية/موضوعات مصر والوطن العربي أفريقيا، ويعقب ذلك إجراء امتحان لقياس قدرات المتقدمين ومهاراتهم. وفى إطار تحقيق مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص، تحرص وزارة الخارجية على تكليف عدد من أساتذة الجامعات المشهود لهم بالكفاءة بالمشاركة فى وضع أسئلة الاختبارات التحريرية، وتتواصل عملية التقييم نهاية بالاختبار الشفهي الذي تجريه لجنة مكونة من كبار الشخصيات الدبلوماسية والثقافية.

وتجدر الإشارة إلي أن إجمالي عدد أعضاء السلك الدبلوماسي يبلغ حوالي ألف عضو من درجة ملحق إلى درجة سفير ممتاز يعمل نصفهم فى جميع بعثات مصر بالخارج من سفارات وقنصليات والنصف الآخر بديوان عام الوزارة بالقاهرة، وتنتمي الغالبية الكاسحة لأعضاء السلك الدبلوماسي لأبناء الطبقة الوسطى بمختلف شرائحها، الأمر الذي يعكس التحول الاجتماعي الجذري الذي شهدته مصر بعد ثورة 23 يوليو التي أكدت على مبدأ تكافؤ الفرص، فلا يوجد خلال عملية التقييم أى اعتبار للخلفية الاجتماعية للمتقدم، فالمعيار الوحيد للتقييم عند الالتحاق هو الكفاءة المطلقة وحسن السير والسلوك والتمتع بالسمعة الطيبة، والأمثلة كثيرة على عدم تمكن العديد من أبناء السفراء والوزراء من اجتياز امتحانات القبول. 

وطبقاً لنص القانون رقم 45 لسنة 1982 الخاص بنظام السلك الدبلوماسي والقنصلي والمعدل بالقانون رقم 69 لسنة 2009، فإنه يحظر على أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي ممارسة أى نشاط سياسى بما فى ذلك الانضمام لأي حزب سياسى طوال فترة الخدمة الرسمية بالسلك الدبلوماسي، مراعاة للحيادية والموضوعية وتمثيل مصر بمختلف تياراتها وتوجهاتها. 

وجدير بالذكر أن عدداً محدوداً من المقالات تناولت معلومات مغلوطة جملة وتفصيلا تجافى الحقيقة وتعطى انطباعا خاطئا كالإدعاء بأن المقبولين ينتمون إلى فئة دون غيرها، وبأن وزارة الخارجية استبعدت الشاب “عبد الحميد شتا” لعدم لياقته اجتماعيا مما دفعه إلى الانتحار، وهو كلام عار عن الصحة تماماً، حيث تعي الخارجية الأهمية القصوى لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الشعب المصري، كما أن المذكور لم يتقدم أصلاً لاختبار السلك الدبلوماسي، وإنما كان قد تقدم إلى اختبار نظمته إحدى الوزارات الأخرى وليس وزارة الخارجية. وتكفي الإشارة مرة أخرى إلى أن أياً من أبناء السفراء لم ينجح فى اجتياز الامتحان التحريري أو الشفهي الأخير، فضلا عن وجود مئات الدبلوماسيين الذين ينتمون إلى شرائح اجتماعية بسيطة جداً، فالمعيار الوحيد للقبول هو الكفاءة فقط وحسن السمعة والانتماء الوطني، فمبدأ تطبيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين هو حق كفله الدستور وجسدته ثورة 23 يوليو 1952 والتى فتحت الباب على مصراعيه أمام دخول أبناء الشرائح المختلفة للمجتمع المصري وكرسته ثورتا 25 يناير و30 يونيو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى