الجولان السوري الثائر
بقلم: حميد حلمي البغدادي
نفذ الشعب السوري المناضل في الجولان المحتل يوم الاربعاء ٩ ديسمبر ٢٠٢٠ اضرابا عاما في جميع مفاصل الحياة احتجاجا على اجراءات التطهير العرقي التي يقوم بها الكيان الصهيوني على مدى عقود اغتصابه فلسطين والاراضي العربية المحتلة. وعم غضب وجرح العشرات في قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية في الجولان جراء توسع اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي على الاهالي الذين تظاهروا احتجاجا على اقامة مراوح توربينية فوق اراضيهم الامر الذي ينطوي على تهجير السكان السوريين من مزارعهم.
ويعيش الجولان السوري غليانا متواصلا في مواجهة الممارسات التعسفية الصهيونية الداخلة في نطاق تجاهل قرارات الشرعية الدولية التي تنص على ان الاراضي والمرتفعات التي سيطرت “اسرائيل” عليها في حربي 1967 و1973 هي اراض محتلة وعلى اساس ذلك فانه لا يسمح للصهاينة بضمها او تغيير واقعها بتقادم الزمان.
والشعب السوري في الجولان المحتل متمسك بارضه وعروبته وقد قدم شهداء كثرا وتعرض ابناؤه للسجن والاعتقال والتهجير ومع ذلك فانه عصي على الاخضاع وهو يقف الى جانب قوى محور المقاومة التي تشكل شوكة في عيون الصهاينة ومرتزقتهم المتطرفين والارهابيين الذين انخرطوا في المشروع الاستكباري المعادي للامة ودولها وشعوبها الكريمة.
الجولان السوري الذي يقع جغرافيا بموازاة الجنوب اللبناني المجاهد هو جزء لا يتجزأ من نهضة الامة الاسلامية والعربية في مواجهة مشروع الشرق الاوسط الجديد ويمثل اليوم قبلة المقاومين الذين يؤلمهم استمرار السيطرة الصهيونية الغاشمة على الاراضي المحتلة التابعة لسوريا والاردن ولبنان والسعودية عدا فلسطين والقدس الشريف اللتين تشكلان بوصلة لجميع شعوب المنطقة بل والعالم الاسلامي برمته من اجل الثورة والتحرير.
الجولان هو احد معاقل الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي وهو اليوم ارض رباط ومقاومة بل انه البوابة الاكيدة لتطهير فلسطين والقدس والمسجد الاقصى من دنس المحتلين الصهاينة الذين لن تشفع لهم صفقة القرن ووعود الرئيس الاميركي المهزوم دونالد ترامب، كما لن تشفع لهم حركة المهرولين والمطبعين الذين ارتدوا لبوس الخيانة والانهزام خلافا لارادة اكثر من مليار و800 مليون مسلم في انحاء الارض.
وفي القريب سيجد الجولان نفسه محاطا بالمجاهدين الرساليين الذين نذروا انفسهم للدفاع عن حرمات الامة ومقدساتها وهم ينتظرون ساعة الصفر لانطلاق عملية تحرير اهلنا واحبائنا في كل بقعة يحتلها الصهاينة والاميركان، فيما سيجد الانبطاحيون والعملاء انفسهم خارج إطار الامة تسوقهم اللعنات الى مزابل التاريخ.