سلايدر

ترامب وكورونا التنافس الرئاسي الاميركي

استمع الي المقالة

بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي

بعد اعلان اصابة الرئيس الاميركي وزوجته بفيروس كوفيد 19، تراوحت ردود الفعل في الولايات المتحدة والعالم بين متشفية ومتعاطفة، لكن الاغلبية الساحقة حمّلت دونالد ترامب مسؤولية ما وقع سيما وانّه اتخذ مواقف ساخرة من كورونا ما تسبب في وفاة مئات الآلاف من مواطنيه نظرا لعدم توفيره المتطلبات اللازمة للوقاية من هذا المرض.
واعلنت الطبيبة آني ريميون في حديث لقناة CNN امس الجمعة ان وضع الرئيس الاميركي ترامب مقلق للغاية بسبب سنّه ووزنه باعتباره من فئة المصابين العالية المخاطر.
وتعرضت اسواق التعاملات المالية واسعار النفط للانخفاض بنسب طفيفة في الوقت الحاضر نظراً لاصابة رئيس الولايات المتحدة في وقت يرتفع فيه حمى التنافس الانتخابي بين ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن وحصول الاخير على شعبية اكبر بعد المناظرة التي تمت بين المرشحين يوم الاربعاء الماضي وسط مخاوف اخرى من انتقال العدوى الى الآلاف ممن حضروا المناظرة او الذين كانوا على تلامس قريب مع ترامب .
ويتردد في اوساط المراقبين احتمال ان يطيح كرونا بدونالد ترامب بسبب المشاكل القلبية الناجمة عن سمنته وقلة نشاطه الرياضي، الامر الذي دفع رئيسة الكونغرس بيلوسي الى التصريح بانه قد تم اتخاذ الاحتياطات المطلوبة لادامة سير اعمال السلطة في الولايات المتحدة تزامنا مع ما هو راهن.
وفي وقت سابق نشرت صحيفة “اندبندنت” البريطانية مقالا تحت عنوان (ماذا لو اصيب ترامب بفيروس كورونا؟) قالت فيه: (لو حصل ذلك فان اصابته قد تتسبب في حالة استنفار ومن المرجح ان يصار الى الاتصال بالوزراء وكبار المساعدين والمشرعين وربما مع قادة العالم).
واضاف كاتب المقال: لا احد يجيد لعب دور الضحية افضل منه. ان ترامب بارع في التلاعب بالحقيقة وتحويلها الى كذبة والاصرار عليها (موضحا) انه لا يستطيع ان يحكم او يسيّر الامور لكن يمكنه ان يشوه الحقائق ويجعل الكذب يبدو مقنعاً.
من الواضح انه حتى اصابة ترامب بالوباء اصبحت موضع شك وريبة لدى الاوساط السياسية والاعلامية العالمية، فالرجل كذاب اشر ويعول كثيراً على عنصر الضجيج والفوضى في حياته الشخصية والرئاسية، وهو ما يعزز الاعتقاد من احتمال استغلال الرئيس الاميركي حالته ايضا للتهرب من اجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة واعلان حالة الطوارئ فيها لسحب البساط من تحت اقدام الديمقراطيين ومرشحهم بايدن، ومواصلة سياسة التوتير والتشنج وتاجيج الازمات الذي اعتمدها الجمهوريون في عهد ترامب طيلة السنوات الاربع الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى