قصيدتان في رثاء الإمام الباقر (ع)
بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي
قصيدتان رثائيتان بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الامام محمد الباقر (عليه السلام) ، والإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم الصلاة والسلام) المشهور بالباقر وباقر العلوم (57 – 114 هـ) هو الإمام الخامس من آئمة آل البيت النبوي الشريف. واستمرت إمامته 19 عاما . وقد شهد واقعة كربلاء وهو صغير. ويعتبر المؤسس للثورة العلمية الشيعية الكبرى التي بلغت ذروتها في زمن الإمام الصادق (عليه السلام).
وقد روي عنه روايات كثيرة في مجالات شتی کالفقه والتوحيد والسنة النبوية والقرآن والأخلاق، كما بدأت المعتقدات الدينية تتبلور في فترة إمامته وذلك في مختلف الفروع کالفقه والكلام والتفسير. واعترف علماء أهل السنة بشهرة الإمام الباقر العلمية والدينية، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم، وجامعه، وشاهر علَمه وأنّه عمّر أوقاته بطاعة الله وكان يحظى بمراتب عالية في مقامات العارفين:
القصيدة الاولى
صلّى الإلهُ على الامام الباقرِ
_______________
صلّى الإلهُ على الإمامِ الباقرِ
سِبطِ النبيِّ وذي العَطاءِ الباهرِ
سَبَرَ العُلومَ أَبَانَ سِرَّ نَوالِها
للمسلمينَ فكانَ خيرَ مُبادِرِ
وعلا مكاناً في القلوبِ مهابةً
مَنْ مثلُهُ في هِمَّةِ المُتصابِرِ
شهِدَ الطُفُوفَ وكرْبلاءَ مُعايِنَاً
لمَصائِبٍ نزلَتْ ببيتٍ عامِرِ
آلُ النبِّيِّ المصطفى ووَصِيِّهِ
صارُوا رهائنَ غاصِبٍ مُتآمِرِ
زادَتْ بعاشُوراءَ مِحنةُ عِترةٍ
وبغى على الإسلام حُكمُ الفاجِرِ
في دَولةٍ كفرتْ بنهجٍ محمدٍ
سادَ الطليقُ على الشَّريفِ الطاهرِ
فبُيوتُ آلِ مُحمدٍ رُزِئَتْ بمَنْ
بَقَرَ العُلومَ وجاءَ بالمُتَناثِرِ
فعلى قَبِيلِ الجاهليَّةِ لَعنةٌ
لاتنتهي أبداً ومَقْتُ القاهِرِ
قتَلوا إماماً عبقرِياً زاهداً
دانَ التقاةُ لهُ وكلُّ مُثابِرِ
يا أيها الصّرْحُ العلِيُّ مَقامُهُ
سَقياً لِرَمسِكَ بالبقيعِ الحاسِرِ
ما أنصفَ الطّغيانُ قَدرَكَ عندما
غالُوكَ بالسُمِّ الألِيمِ الغادِرِ
أوَ رائدٌ يهدي الأنامَ محبةً
يغدو صريعَ مُعاندٍ متفاخِرِ
تبكيكَ أعيُنُنا بحرقةِ واجٍدٍ
يا ابنَ الاعاظمِ والكمالِ النادِرِ
يا مَعدِنَ العلمِ الذي نشرَ الهدى
وابا اليتامى قد فُجِعتُ بخاطري
حُزني عليكُم آلَ بيتِ محمدٍ
ما هكذا أَجْرُ البَشيرِ الناذِرِ
………………….
(القصيدة الثانية)
باقرُ العلم كان فِكراً يصولُ
________________
عظُمَ الخطبُ فالمصابُ جليلُ
سبطُ طه دامي الحشا معلولُ
غيلَ بالسُمِّ فالسﻻمُ عليهِ
يومَ لبّى والطاهراتُ عويلُ
بيتُ آلِ النبي أمسى أنيناً
باقرُ العلم راحلٌ مقتولُ
جاد بالخيرِ عابداً ﻻيُجارى
ذابَ في اللهِ والمآقي ذُبولُ
إنهم بيتُ أحمدٍ والذراري
خيرُهُم للورى عميمٌ جميلُ
يتَّقونَ الأهوالَ عنّا دروعاً
ويجُودون واﻷيادي وَصولُ
نهجهُم شاعَ في العباد ضياءً
باقرُ العلم كان فِكراً يصولُ
بقرَ العلمَ واضحاً للبرايا
وأنارَ الديارَ هَدْيَاً يجولُ
ذاق سَبْياً في كربلاءَ صبيّاً
والأسى عارمٌ ودمعٌ يسيلُ
ودماءُ الطفوف تغلي عَطاشى
والجثامينُ في البراري نُزولُ
سمعَ الصوت هادراً من إمامٍ
يطلبُ النصرَ واﻻعادي نُكُولُ
باقرُ العلم قد روى كربلاءً
رايةً ترتقي وظُلماً تُزيلُ