رأى

أميركا.. والقرصنة الارهابية

استمع الي المقالة

بقلم: الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي

القرصنة الاميركية التي طاولت طائرة الركاب الايرانية التابعة لشركة (ماهان) مساء الخميس 23 / تموز / 2020، التي كانت متجهة الى بيروت عبر الاجواء السورية ،اضافة جديدة الى السجل الارهابي الاسود الذي تختص به حكومة الولايات المتحدة دون سواها من دول العالم.

فالعملية وان كانت تطورا خطيرا على مستوى الاخلال بامان الملاحة الجوية العالمية والتي ينبغي على الامم المتحدة ومنظمة الطيران الدولية (الايكاو) ملاحقتها قانونيا وقضائيا،الا انها تشكل حقيقة ساطعة للرأي العام العالمي مفادها ان اميركا دولة مارقة بامتياز وهي لا تتورع ابدا عن زعزعة الامن والسلام في المنطقة لتحقيق مأربها السلطوية بالغزو والاحتلال وارهاب الدولة المنظم والقرصنة جواً وبحراً وبراً.

وفي مقابل قانون الغاب الاميركي يبدو من غير المفيد في ايامنا هذه الاكتفاء بالعبارات الدبلوماسية لاستنكار هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي اعترفت واشنطن بارتكابها ومنها اغتيال القائدين الكبيرين الشهيد الفريق قاسم سليماني والشهيد الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما في قلب بغداد مطلع العام الجاري، لان مثل الدولة الاستكبارية الباغية لا ينفع معها الا لغة القوة والرد بالمثل او باكثر لئلا تتمادى في غيها وتخلق المزيد من التوترات والفتن في الشرق الاوسط. ونعتقد ان التصريح الذي ادلى به مسؤول مطلع يمثل تحذيرا مناسبا باتجاه لجم العربدة الاميركية عندما قال: (ان من يحب حياة قادته فان عليه عدم المغامرة بحياة مسافرينا).

 لقد اتضح للعالم اجمع ان واشنطن تفصل الامور الخاصة بمنطقتنا وشؤوننا السيادية وفقا لمقاساتها واحداثياتها العدوانية. والسؤال المطروح بقوة هنا هو: من سمح للاميركان الغزاة بتعريف مناطق واجواء في سوريا والعراق وغيرهما على انها مساحات محرمة ولايجوز للاخرين الاقتراب منها؟! واقع الامر يبين ان الولايات المتحدة لم تعد تعترف بسيادة البلدان الاخرى على اراضيها واجوائها لمجرد وجود قواتها وقواعدها العدوانية اللاشرعية هنا او هناك، وهو ما يخالف الميثاق الدولي للامم المتحدة الذي يؤكد على حماية سلطات الدول والشعوب فوق اراضيها ومياهها واجوائها.

اننا امام مشهد عالمي مقزز بات فيه الاميركان المتوحشون يسوغون لانفسهم تجاوز كل الخطوط الحمر والمعايير القانونية ضاربة عرض الحائط ما اتفقت عليه شعوب الارض لحماية الامن والسلم الدوليين، الامر الذي يستوجب ويتطلب وقفة جماهيرية حضارية ينبغي ان توقف الولايات المتحدة عند حدها لكي تدرك بان ماتقوم به من انتهاكات سافرة وسلوكيات همجية لن يبقى دون جواب. صفوة القول انه ليس من الصعب السيطرة على الحماقات الاميركيةالتي استفزت مسافري طائرتنا المدنية وعرضتهم للخوف ولاصابات بعضها حرجة، فهناك اكثر من طريقة وسيناريو لتعريض مصالح الولايات المتحدة وقواعدها وقادتها العسكريين للخطر لن نتحدث عنها ولكنها يمكن ان تكون العناوين الرئيسية للفضائيات ووكالات الانباء العالمية وتكون حديث الناس في ارجاء المعمورة . بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى