بقلم: دكتورة ولاية الجهمي
الهمة والنشاط ديدنها، والهدوء والأناة سمتها ، تسعى لخدمة وطنها المكلوم الذي كان سعيدا قديما ، وترسم البسمة في وجوه المرضى ، تبذل ما في وسعها لراحة المرضى وتسعد حين يسعدون وتحزن لحزنهم وتتألم حين تقف عاجزة عن خدمتهم ،ضربت أروع الأمثلة في المهنة الإنسانية – الطب –
وتمثلت القول المشهور ( الأطباء ملائكة الرحمة ) وبالفعل إنها ملاك في مهنتها الإنسانية كيفا ومعنى وقولا وفعلا. إنها ابنة اليمن الدكتورة صدقية عبده علي الصلوي التي تعتبر احد ى النساء اليمنيات اللواتي ضربنا أروع الأمثلة في رد الجميل لوطنها ولساكنيه ، تحب وطنها حتى الثمالة وبالمقابل تتمثل مهنتها حتى النخاع.
الدكتورة الصلوي خريجة الثانوية القسم العلمي كما حصلت على اجتياز من منظمة تطلعات بلا حدود كما حصلت على شهادة من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والصيدلة وشهادة دبلوم في اللغة الإنجليزية وكذلك شهادة دبلوم الرخصة الدولية للقيادة وتخرجت من جامعة عين شمس في القاهرة ماجستير جراحة عامة.
اثبتت المرأة اليمنية كفاءتها في كل مرفق وإدارة ولكن الحظ لم يكن في صفها لاسيما في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين بسبب ما تعرض وتتعرض إليه اليمن من مآسي جمة ومشاكل لا حصر لها للأسف..
وضعت الدكتورة صدقية الصلوي نصب عينيها خدمة اليمن أرضا وانسانا لكن للأسف ان أحلامها لم تتحقق بفعل ما تمر به البلاد من اعاصير كثيرة بالإضافة إلى عدم الاهتمام من الجانب الرسمي بالكوادر الكفوءة التي نذرت نفسها لخدمة الوطن بكل ما تملك من خبرة علمية وطبية ولو كانت الدكتورة الصلوي في بلد آخر لتحقق لها كل ما حلمت به منذ اختيارها تخصص الطب ودخول عالم ملائكة الرحمة.
لماذا نهمل العقول المتفوقة ونضعها في آخر مصفوفة التخصص للأسف..؟؟؟
كم من كوادر يمنية تركت الوطن ورحلت الى ما وراء الحدود ونال غيرنا خدمات متقدمة مع ان الوطن في أمس الحاجة لتلك الكوادر الطبية.. لماذا الوطن يبني وغيره يقطف الثمر أما آن الأوان لسد هذه الثغرة التي تستنزف العقول الذكية والكوادر ذات المهنية الراقية..؟؟؟
لماذا ولماذا ولماذا ؟ والقائمة تطول وما الدكتورة صدقية الصلوي الا نموذجا من آلاف النماذج الكفؤة التي حرم الوطن من خبرتها في هذا المجال..
لكن لن نيأس سيأتي اليوم الذي يعتني الوطن بأبنائه الأكفاء وينعم بخبراتهم وخدماتهم، فصبرا ثم صبرا دكتورة صدقية الصلوي وصبرا ثم صبرا ايها الوطن الجريح.