رأى

الخلود للقائد الفلسطيني الكبير الدكتور رمضان عبد الله شلَّح

استمع الي المقالة

بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي

فقدت الامة الاسلامية وجبهة قوى المقاومة احد روادها وقادتها البررة الزعيم الفلسطيني الدكتور رمضان عبدالله شلح الامين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي الذي انتقل الى جوار ربه بعد صراع مع المرض.
فقد نعت الحركة في بيان لها هذا القائد المناضل الذي وصفته بانه كان (فارس الكلمة والموقف ورجل المقاومة الذي حمل الامانة على افضل ما يكون وحافظ دون تردد على راية الجهاد عالية وبقي على عهد المقاومة وعهد تحرير فلسطين والقدس الشريف حتى لقي وجه ربه سبحانه وتعالى).
الفقيد الراحل رمضان شلح ثبَّت طيلة فترة 25 عاما من قيادته حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين قواعد هذه الحركة التحررية التي صنعت ملاحم خالدة على مستوى النضال والمقاومة وتحدي الغطرسة الصهيونية وايجاد معادلة الرعب وانزال الضربات القاسية بالاحتلال الغاصب وجيشه المجرم.
وكان رحمله الله مفكرا واعياً له بصمات خالدة على الفكر الاسلامي المعاصر وعلى ادبيات الثورة الفلسطينية .. بصمات طافحة بالايمان وعقيدة الجهاد ذات اثر بليغ على استمرارية عملية الصراع ضد مسيرة التسوية سياسياً وثورياً وثقافياً.
وكان الدكتور رمضان عبدالله الى مفكراً اقتصادياً الى جانب كونه قائداً حركياً ومفكراً اسلامياً وصاحب رؤى سياسية استراتيجية، فهو من الاشخاص الذين سخروا مميزاتهم الخاصة وقواهم الشخصية لخدمة الاهداف التحررية على مستوى الساحتين الفلسطينية والعربية والاسلامية وقد حققت حركة الجهاد الاسلامي بفضل قيادته الواعية قفزات نوعية في الابعاد النضالية والفكرية والثورية، ما جعلها حركة لها وزن ثقيل داخل فلسطين و خارجها ويحسب لها الاستكبار الصهيو اميركي الف حساب.
لقد حافظ هذا القائد الفلسطيني الكبير على نهجه الثوري الاقتحامي طول عمره الشرف ولم يتردد قط في ادانة النهج الاستسلامي والتساومي واقطابه محرضا اياهم على العودة الى جادة الامة الاسلامية التي رفضت وما تزال طريق الخيانة والمهانة والانصياع للغة البلطجة الاميركية والاسرائيلية.
المرحوم الدكتور رمضان عبدالله شلح تسلم القيادة من سلفه مؤسس حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الشهيد العظيم الدكتور فتحي الشقاقي (طاب ثراه)، وقد كان هذان القائدان مؤمنين بالثورة الاسلامية المعاصرة وبقيادة سيدنا الراحل الامام الخميني(قدس سره الشريف) ومن بعده بقيادة ولي امر المسلمين الامام الخامنئي (دام ظله الوارف) وقد اظهرت مواقفهما وكتاباتهما الفكرية معرفة دقيقة بابعاد النهضة الاسلامية المباركة وما يتعين القيام به لصيانتها وادامتها بما يضمن تحقيق حلم المسلمين والعرب بتحرير فلسطين وجميع الاراضي المحتلة من براثن الغزاة والغاصبين.
يقول الراحل رمضان شلح في احدى حواراته مع كيهان العربي (ان انتصار الامام الخميني بدا وكانه بعيد رسم الخارطة السياسية في المنطقة والعالم) مشيرا في مكان آخر الى (ان المشروع الاسلامي في المنطقة والعالم هو مشروع متكامل وان حركة الامام الخميني ونهضته جزء اساسي وحيوي منه، وهو مستمر اليوم بقوة وزخم بقيادة الامام الخامنئي الذي مثَّلت قيادته واستلامه الراية بعد رحيل الامام الخميني نعمة ورحمة بايران والاسلام في هذا العصر ولعل ابرز حضور لها من هذه الزاوية هو الحضور الاسلامي في لبنان وفلسطين حيث المقاومة والانتفاضة المباركة).
رحم الله القائد والمفكر الاسلامي الدكتور رمضان عبدالله شلح واسكنه فسيح جناته وحقق الله على ايدي اخوانه وابنائه في جبهة الجهاد والمقاومة حلم تحرير فلسطين والاقصى المبارك قبلة المسلمين الاولى بعد إزالة “اسرائيل” لكي يتسنى للامة من جديد التبرك برحاب القدس الشريف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى