المرأة.. وحفظ السلام
أميرة عبد الحكيم
رئيس وحدة دراسات المرأة والطفل بمركز الحوار
في التاسع والعشرين من مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحفظ السلام، وإن كان الاحتفال هذا العام يختلف عن الاعوام السابقة إذ يأتى في وقت يواجه في العالم تهديدا مختلفا للامن والسلام، تهديدا خافيا لا يرى بالعين، ففى مواجهة فيروس مستجد ادخل العالم بأسره في بوتقة من الخوف والعزلة، تزداد المخاطر التى تواجه قوات السلام البالغ عددها كما ذكر الامين العام للامم المتحدة 95 ألف شخص من الأفراد المدنيين وأفراد الشرطة والأفراد العسكريين المنتشرين حالياً في جميع أنحاء العالم، وأنهم يواجهون تحدياً من أكبر التحديات على الإطلاق، ألا وهو الوفاء بما أوكل إليهم من ولايات متعلقة بالسلام والأمن والقيام في الوقت نفسه بمساعدة البلدان على التصدي لجائحة كوفيد-19، فضلا عن الخطر الذي يتعرضون له حال اصابتهم بهذا الوباء الشرس.
ومن ثم، ونحن نحتفل بهذا اليوم العالمى يجب علينا أن نضع نصب اعيننا أمرين مهمين: الاول حجم الضحايا من الرجال والنساء الذين بذلوا ارواحهم في سبيل هذه المهمة الانسانية وقد احصاهم الامين العام بأكثر من 3900 رجل وإمراة، وهنا يجب ان نقف لحظة بشأن مستقبل اسر هؤلاء الضحايا وخاصة من النساء فمشاركة المرأة في مثل هذه العمليات الدولية تلقى بمزيد من الاعباء عليها وعلى مستقبل اسرها، فإذا كان صحيحا اننا نحتفل بالذكرى السنوية العشرين لصدور قرار مجلس الأمن 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، فإن الامر ليس مجرد ارقام تذكر بقدر ما ان ثمة ضرورة لإعداد دراسات مستفيضة عن حجم مشاركة المرأة في هذه العمليات وتأثيراتها ايجابا وسلبا ليس فقط على نجاحها في مهمتها الامنية التى تمثل فيها محورا مهما كما ذكر ذلك الامين العام للأمم المتحدة بأن النساء يسهُل عليهن في الغالب التواصل مع المجتمعات المحلية التي نخدمها، مما يمكّن من تحسين حماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان والارتقاء بالأداء عموما، وإنما كذلك تأثيرات ذلك على مستقبلهن ومستقبل اسرهن.
أما الامر الثانى فيتعلق بالتحدى الجديد المتمثل في تفشى جائحة كورونا، والتى ادخلت تهديدا جديدا ضمن مهام قوات حفظ السلام، فلم يعد الامر قاصرا على مساعدة المجتمعات المحلية في ازماتها المعيشية وإنما كشفت الجائحة عن اتساع هذه المساعدات لتشمل إلى جانب ما سبق كيفية العمل على حماية هذه المجتمعات من اخطار الاوبئة والجوائح وتأثيراتها بالتبعية على صحة الافراد المشاركين في هذا القوات، وما يتطلبه ذلك من اعداد رؤية حول كيفية حمايتهم من الاصابات بل وفى حالة الاصابة في اماكن تواجدهم ما هى رؤية المنظمة للعلاج خاصة وان تواجدهم في اماكن غير معدة لمعالجة مثل هذه الامراض.
ملخص القول إن الاحتفال باليوم العالمى للسلام يجب ان يكون نقطة تذكير بحجم الانجازات التى تحققت في هذا المجال، وفى الوقت ذاته نقطة تذكير بحجم التحديات والصعوبات التى تواجه القائمين على هذه العمليات، تقليلا للمخاطر التى يتعرضون لها وتعظيما للمردودات المستهدفة من وجودهم.