المرأة وتلال الفردوس.. قراءة فى كتاب
أميرة عبد الحكيم
رئيس وحدة دراسات المرأة والطفل بمركز الحوار
مع صدور النسخة العربية من كتاب الروائية الهولندية مينيكه شيبر بعنوان تلال الفردوس: تاريخ الجسد الانثوى بين السلطة والعجز، اضحى من المهم أن تطلع المرأة على محتويات هذا الكتاب الذى يناقش قضية المرأة فى العالم بين الموروث الثقافي والأساطير القديمة، من خلال مجموعة من القصص والأفكار تدور حول الجسد الأنثوي، وتشكل تاريخها.
فالكتاب بفصوله الاثنى عشر يشير إلى أنه إذا كانت هناك بعض الافكار الواردة فيه قد نجحت فى عبور الحواجز الاجتماعية والثقافية لتسهم فى تحرير النساء، فإن بعضها الاخر قد جرى اعادة بنائه من جديد على نحو راديكالى وهو ما يعني أن هناك بعض النساء لا يزالن واقعات في أسر تقاليد انتقلت عبر العصور، تربطهن بأسلافهن على نحو أوثق مما قد يتم إدراكه. ففهم الماضى يسهم فى قراءة الحاضر والتعامل مع تحديات المستقبل.
والحقيقة أن كثير من الدراسات النسوية كان لها الفضل فى الكشف عما تتعرض له المرأة فى كثير من المجتمعات الذكورية من نظرة تقلل من قدرها ومكانتها، بل وتحاول استغلالها بكل الصور، الامر الذى يؤكد على اهمية الدور الذى تقوم به الدراسات والبحوث فى مختلف قضايا المرأة، إلا ان نجاح هذه البحوث والدراسات مرهون بأمرين: الاول، مدى التعمق فى مثل هذه الدراسات رصدا وتحليلا. الثانى، مدى التكامل بين هذه الدراسات بما يقدم نماذج عديدة يمكن ان يستفيد منها الباحثون فى مختلف دول العالم، وصولا إلى رؤية كلية بشأن التعامل مع قضايا المرأة من خلال خلق وعى مجتمعى بأن للمرأة مكانتها وأن دورها ليس استكمالا لدور الرجل وإنما دورها رئيسيا فى بناء الاسرة التى هى لبنة المجتمع والدولة.
من هذا المنطق، نخلص إلى القول إن قضايا المرأة ومشكلاتها لم تقتصر على منطقة معينة او ثقافة محددة فقد كشفت دراسة تلال الفردوس عما تتعرض له المرأة من اضطهاد وعنف وتحرش واعتداء فى ثقافات عدة ومناطق عديدة، استجوبت تعاضد الجهود وتكامل السياسات فى سبيل وقف تلك الانتهاكات ضد المرأة كشريكة للرجل فى الحياة.