“الأونروا” تطلب 93.4 مليون دولار لمواجهة جائحة كوفيد-19
مهند أبو عريف
تسعى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) للحصول وبشكل عاجل على 93,4 مليون دولار من أجل استجابتها لجائحة كوفيد-19 في مجالات الرعاية الصحية والتصحاح والنظافة الشخصية والتعليم على مدار الشهور الثلاثة القادمة. إن المبلغ المطلوب هو تحديث لمناشدة الوكالة السابقة، حيث هدف جزء كبير من التمويل المطلوب لتغطية المعونة الغذائية والنقدية لهذه المجموعة المعرضة للمخاطر على وجه التحديد، في الوقت الذي تستمر فيه تأثيرات العواقب الاجتماعية الاقتصادية لأزمة الصحة العامة على الأسر.
ومنذ بدء الأزمة، عملت الوكالة بجد على توفير الخدمات الأساسية والمنقذة للأرواح للاجئي فلسطين في أرجاء الشرق الأوسط. وتم توزيع معدات الوقاية الشخصية على الآلاف من موظفي الصحة الذين يعملون عند خط المواجهة مثلما تم تطبيق أنظمة الفرز في كافة المراكز الصحية لفحص المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية وتقليل الاتصال بالمرضى الآخرين، وتم تعليق الخدمات الصحية غير الأساسية وتطبيق خدمة التطبيب عن بعد وخدمة إيصال الأدوية والأغذية إلى المنازل بهدف التقليل من تواجد الأفراد فى العيادات ومراكز التوزيع.
ومن أجل ضمان استمرارية التعليم لأكثر من 530,000 طالب وطالبة مسجلين في مدارس الأونروا إلى جانب 8,270 شاب وفتاة في المراكز المهنية، فإن نهج الوكالة للتعليم في حالات الطوارئ، والذي تم تطويره استجابة للنزاعات في سوريا وغزة، قد جرى تعديله وتطويره من أجل أزمة كوفيد-19. ولتجنب أية مخاطر إضافية على الصحة العامة، تواصلت أعمال التصحاح وجمع النفايات الصلبة في كافة المخيمات، فيما تمت زيادة تدابير الوقاية لعمال التصحاح. وتواصل الوكالة برامجها الحيوية للمعونة الغذائية والنقدية للأشخاص الأشد عرضة للمخاطر.
“لقد شاهدنا كيف تعمل الأزمة وبشكل غير متناسب على ضرب المجتمعات الأشد فقرا وعوزا في العالم. إن هذا للأسف هو الواقع المعاش بالنسبة للاجئي فلسطين الذين هم من بين السكان الأشد عرضة للمخاطر في الشرق الأوسط”، يقول المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني مضيفا: “إن معظم اللاجئين الذين تخدمهم الأونروا يعيشون دون مستوى خط الفقر ويعانون من غياب شبكة الأمان المطلوبة لامتصاص الصدمات المالية والطبية التي أحدثتها جائحة كوفيد-19. إنهم الآن يواجهون عواقب مدمرة على رفاههم الجسدي والاجتماعي والاقتصادي“.
وستعمل مناشدة الأونروا الطارئة من أجل منع حدوث وضع كارثي يمكن أن يترك آلاف الأرواح على المحك وستحميهم من الآثار الأشد حدة للجائحة عن طريق تزويدهم بالاحتياجات الأساسية كالغذاء والماء والرعاية الصحية المنقذة للأرواح ومنع حدوث المزيد من التدهور في صحة اللاجئين وسلامتهم الاجتماعية الاقتصادية.
وقال لازاريني: “طالما أن الأزمة العالمية لا تزال مستمرة، فإن الأونروا ستستمر بتكييف طريقة عملها بحيث تستجيب لاحتياجات وتوقعات لاجئي فلسطين. وإنني أعول على تضامن المجتمع الدولي لمساعدتنا في ضمان أن يبقى لاجئو فلسطين سالمين وقادرين على تجاوز العاصفة الاقتصادية التي قد تدفع بهذا المجتمع الهش نحو حافة الكارثة. إن هذا قد يثير المزيد من انعدام الاستقرار في منطقة تعيش اوضاعا غير مستقرة أصلا.