فيروس كورونا.. الوجه الآخر للاحتلال!
بقلم: سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
إن الواقع الناجم عن تحالف الأحزاب العنصرية الإسرائيلية في ظل انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا يعد استغلال قبيح لسرقة ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وإن هذا الخطوات اللامسؤولة التي يقودها ترامب ونتنياهو بحكومته الخامسة الوشيكة والتي يرتكز برنامجها بشكل أساسي على ضم المستوطنات والأغوار الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة تغير الواقع القائم وتلغي بشكل متعمد جميع القرارات والاتفاقات بما في ذلك تلك التي رعتها الولايات المتحدة نفسها وان تصعيد العدوان ومخاطر أزمة كورونا باتت تشكل خطورة بالغة على مجمل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وخاصة في ضوء ممارسات مكثفة تشير إلى قيام الاحتلال بتوظيف الأزمة من أجل تحقيق مخططاته بضم أجزاء من الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان وإحكام السيطرة على سكان القدس الشرقية.
أن مواصلة دولة الاحتلال تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الاحتلالية بما فيها المشروع المعروف باسم E1 الذي يفصل وسط الضفة وشمالها عن جنوبها ويقوض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا وتصعيد التواصل الاستيطاني الاستعماري وإضفاء الشرعية على عدد كبير من البؤر الاستيطانية التي أقامها المستوطنون في الضفة الغربية والتي تم تشيدها حديثا مما يعد هروب وتنصل من كل الاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية ويشكل إعدام سياسي لكل ما نشأ عن هذه الاتفاقات من وقائع على الأرض.
ولعل مواقف وسياسات وقرارات الإدارة الأميركية من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني شكلت الضوء الأخضر لليمين العنصري الحاكم لدى الاحتلال لمواصلة تدمير حل الدولتين وتطبيق ما يسمى صفقة القرن وقتل وإعدام اي فرص تحقيق السلام العادل والشامل وتقويض القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وان هذا الدعم الأميركي ساهم في اظهار المطامع الإسرائيلية علانية وبدون تحفظات ضمن مخطط حكومة الاحتلال للاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية شمال مدينة القدس وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية القائمة في المنطقة وذلك من خلال طرح مخطط بناء مستقبلي يهدف إلى توسيع مستوطنة كوخاف يعقوب الواقعة شمال القدس وإقامة نحو 3541 وحدة استيطانية جديدة على الأراضي المحيطة بالمستوطنة والتي تعود لبلدات وقرى كفر عقب وبرقة ومخماس وبحسب الخرائط فإن المساحة المخصصة للبناء الاستيطاني الجديد تتجاوز 1591 دونما.
ونتجت على سياسة الاحتلال في أزمة كورونا العديد من المصاعب الاقتصادية التي كان الفلسطينيون يواجهونها بالفعل قبل جائحة كورونا ثم جاء الوباء العالمي ليزيد من صعوبتها وأن سياسات الاحتلال تخاطر بإشعال وضع سيؤدي الي الانفجار والانهيار في اي لحظة وأن الأخطر في كل ذلك هي المساعي التي يبذلها اليمين الإسرائيلي لتوظيف الانشغال العالمي بمواجهة هذا الوباء لتفعيل وتنفيذ مخططات ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وخاصة في منطقة غور الأردن.
واضح انه بات توجه الاحتلال لدى القيادات العنصرية الإسرائيلية خاصة من حزب الليكود والأحزاب المتطرفة استغلال الظرف العالمي الطارئ والمتعلق بمواجهة وباء كورونا من أجل تكثيف التوسع في البؤر الاستيطانية ومحاولة فرض واقع جديد على الأرض خاصة في القدس ومحيطها وبات مطلوبا من دول العالم التعامل مع هذا الواقع على محمل من الجدية واتخاذ الإجراءات لمراجعة سياسات الاحتلال ووضع حد لها والتوقف الفوري عن ممارساتها ومراجعة تلك السياسات الخطيرة لضمان عدم انزلاق الأوضاع في فلسطين إلى ما هو أسوأ وأخطر خاصة جراء الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية وسياسة التوسع الاستيطاني الخطيرة التي نتجت عن وباء كورونا.