ثقافة الكراسي!
بقلم: نرمين الحوطي
nermin-alhoti@hotmail.com
لعبة الكراسي المتحركة، من منا لم يلعبها في صغره؟ ومن منا لم ير أبناءه يلعبونهــا في وقتنا هذا؟ تدور الأزمنة وتمر بنا السنون وتبــــقى هذه اللعبة متوارثة جــيلا بعد جيل.. ولكــن!
العديد اتبع ما توارثه من الماضي في لعبة الكراسي من منظمة وأساس لها وهي بأن يأتوا بتسعة كراسي لعشرة أطفال وقد يكثر العدد أو تقل الكراسي وفق أعداد الأطفال المتواجدين والراغبين في لعبة الكراسي، يبدأ اللعب وفق منظومة محددة وهدف واضح وهو «أن الرابح هو من يحصل على الكرسي الأخير ومن يبق من دونه يكون خارج اللعبة» وتستمر اللعبة مع تقليل عدد الكراسي كل مرة ليخرج لاعب بعد آخر حتى يبقى طفل واحد ويتم الإعلان أنه هو الفائز، فيتعلم الطفل من تلك اللعبة «نفسي ثم نفسي» ولكي أنجح علي أن أزيح غيري.. تلك هي الثقافة التي تعلمها البعض ومازلنا نعلمها لأبنائنا من لعبة الكراسي.
هي لعبة ولكنها ثقافة لأننا نزرعها في نفوس أطفالنا فلابد على البعض أن يقرأ عن ثقافة الألعاب ويتعلم كل ما هو أفضل لزرعها في نفوس أطفاله! فعلى سبيل المثال «لعبة الكراسي» محور مقالتنا عندما نقرأ عنها وكيف تلعبها الشعوب الأخرى نجد بعض الشعوب تقوم ثقافتها على نهج آخر، فمثلا اليابان طريقتهم مختلفة وثقافتهم تحمل العديد من الجماليات لزرعها في نفسية أطفالهم من خلال «لعبة الكراسي».. فنجد الشعب الياباني يأتون بكراسيهم وفق عدد الأطفال الراغبين في اللعب وأيضا تكون الكراسي ناقصة بواحد من عدد الأطفال ولكن المبدأ ومنظومة اللعب مختلفة! فمع بداية اللعبة يقولون للأطفال إن عددكم أكبر من الكراسي، فإذا بقي أحدكم بلا كرسي يخسر الجميع، فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض، كي يستطيع الأطفال المتواجدون في اللعبة الجلوس على الكراسي المتواجدة، ومن ثم يقللون عدد الكراسي تباعا مع بقاء قاعدة أنهم يجب أن يحرصوا على ألا يبقى أحدهم من دون كرسي وإلا خسروا جميعا.. هنا يتعلم الطفل ثقافة «أنه لا نجاح لي من دون مساعدتي لغيري على النجاح» وتزرع في نفوسهم التعاون ومحبة البعض ومساعدة الآخرين!
٭ مسك الختام: قد تختلف اللغات وتتعدد اللهجات ومن هذا وذاك تبقى ثقافة لعبة الكراسي!