بعد 10سنوات ثورة..الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر لتردى أوضاع النساء والفتيات في سوريا
أشرف أبو عريف
نيويورك، 16 آذار/مارس 2020- يعبر صندوق الأمم المتحدة للسكان، منظمة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية ،عن قلقه المتزايد إزاء أوضاع النساء والفتيات المحاصرات بسبب التدهور المتزايد في الوضع الإنساني في سوريا ، وخاصة شمال غرب البلاد، حيث تسببت الأعمال العدائية في نزوح جماعي ومعاناة بشرية وأضرار بالمرافق المدنية. ومع دخول النزاع عامه العاشر، لا تزال النساء والفتيات يتحملن وطأة هذه الأزمة ويكافحن من أجل البقاء ورعاية الأطفال المصابين بصدمات حيث يقدر عدد النازحين بحوالي 960.000 شخص منذ ديسمبر ، 80٪ منهم من النساء والأطفال ، وحوالي 25.000 من النساء حوامل.
وبسبب تصاعد حدة النزاع تعطلت خدمات الصحة الإنجابية بشدة وتزايد خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي وزواج الأطفال ، وقد أبلغت نساء وفتيات في سوريا مراراً أنهن نادراً ما يشعرن بالأمان بسبب خطر العنف وشددن على الحاجة إلى خدمات الوقاية وضرورة تقديم خدمات متسقة وذات جودة للناجيات. ولقد عانت عمليات صندوق الأمم المتحدة للسكان في شمال غرب سوريا نتيجة للأعمال العدائية بشكل مباشر وغير مباشر.
وقالت الدكتورة ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان إن الوضع في سوريا لا يزال حرجًا، ونحن قلقون للغاية بشأن الظروف الصعبة التي تواجهها النساء والفتيات بشكل يومي. وأضافت كانيم أن ملايين النساء والفتيات يواصلن دفع ثمن باهظ لصراع لم يكن لهن دور في نشوبه، “سيستمر اعتمادهن على صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه لتقديم الدعم المنقذ للحياة حتى انتهاء هذه الأزمة. الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية ، وكرامة وحماية النساء والفتيات غير قابلة للتفاوض“: قالت كانيم.
ومنذ كانون أول / ديسمبر 2019 ، اضطر صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى إغلاق 7 نقاط لتقديم الخدمات تخدم 13000 شخص بسبب النزاع المتصاعد وتقييد وصول المساعدات الإنسانية. وفي الأسبوعين الماضيين، اضطر مركزان صحيان وعيادتان متنقلتان، تخدمان حوالي 6000 شخص شهريا ، إلى التوقف عن العمل ، في حين تم تعليق العمل في ثلاثة أماكن آمنة توفر خدمات منقذة للحياة للنساء والفتيات في المنطقة.
وأبلغت القابلات العاملات في سوريا أن هناك زيادة حادة في حالات الولادات المبكرة والإجهاض والمواليد الجدد الذين يعانون من نقص الوزن. وتطلب الحوامل إجراء عمليات ولادة قيصرية خوفًا من دخول المخاض أثناء التنقل وبدون رعاية طبية. كما لاحظن أن العنف ضد المرأة أصبح “روتينيّا”.
ويقول الدكتور لؤي شبانه، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الدول العربية، إنه حين تصمت المدافع ، فهذا لا يعني أن معاناة النساء والفتيات تتوقف، إن تداعيات وآثار المعاناة وسوء المعاملة التي تتعرض لها النساء والفتيات تستمر لأمد بعيد، فإذا تزوجت فتاة في سن 13 أو 14 سنة ستعاني من ذلك طوال حياتها. وأضاف شبانه أنه يجب أن تكون قضايا المرأة على رأس الأولويات في الاستجابة الإنسانية الفورية للأزمة لإنقاذ الأرواح وكذلك في جهود التعافي وتحقيق التنمية.
ومنذ ديسمبر 2019 ، واصل صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه دعم المجتمعات المتضررة في سوريا من خلال 67 مساحة آمنة حيث يمكن للنساء والفتيات تلقي الخدمات والمعلومات والدعم النفسي والاجتماعي و 15 مركزا للشباب و 29 من مرافق رعاية التوليد في حالات الطوارئ و 98 من مرافق الرعاية الصحية الأولية و97 عيادة متنقلة.
ويضيف الدكتور لؤي شبانه أنه وخلال جميع الأزمات ، سواء كانت في وقت تفشي فيروس كورونا المستجد (COVID-19 ( أو أي أزمة صحية أخرى ، غالبًا ما تضحي المرأة بصحتها من أجل صحة الآخرين. فهن يقدمن الدعم لكبار السن والأطفال ويقع على عاتقهن التعامل مع تردي الوضع الاقتصادي لأسرهن. وبذلك يهملن العناية بصحتهن. وشدد شبانه أن صحة النساء والفتيات يجب أن تكون في الأولوية لذلك في جميع الأوقات.
وفي السنوات الثلاث الماضية، وصل صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى 7.6 مليون شخص سوري متضرر في جميع أنحاء المنطقة من خلال الخدمات الصحية المنقذة للحياة، والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له. يشكل الضغط المتزايد الواقع على النظام الصحي والخطر المستمر للهجمات ضد مرافق الرعاية الصحية تحديا لتقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ، ولا يزال خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي كبيرا.
يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن هناك فجوة تمويلية تبلغ 57 مليون دولار لبرامجه في سوريا وأن حوالي 13 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في جميع أنحاء البلاد ، بما في ذلك 3.4 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب.