رأى

الحجر الأسود.. لا عدوي ولاطيرة!

استمع الي المقالة

د. محمد فرحات

عزيز علي مبغضي الإسلام أن تظل شعائر الإسلام وثوابته شامخة عبر عشرات القرون … فلابد من صناعة وإيقاظ الفتن .. وان القلب ليحزن وان العين لتدمع علي شتات أمر المسلمين وتفرقهم وعدم وجود مرجعية إسلامية موحدة للعالم الإسلامي لمواجهة فريق صناعة الفتن ومحاربة الاسلام الذين توحدوا وابدعوا وانفقوا … آخر هذه الفتن رؤية الكعبة المشرفة والحجر الأسود بلا مسلمين ومحبين وطائفين وركع سجود … واسجل خواطري حول تلك الفتنة الجلل من منظور شرعي فأقول:

أولا: إعطاء الفيرس والطاعون اهتماما وهلعا فوق حجمه .. فقال الحبيب صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لا عدوي ولاطيرة … ) فقال الصحابة يا رسول الله نري البعير الاجرب يعدي القطيع .. فقال : فما اعدي الأول ؟ أي أن المرض والعدوي ليس له فاعلية ذاتيه .. بل جند من جنود الله وقدر من أقدار الله مأمور يسلطه علي من يشاء ويصرفه عمن يشاء .. وأمرنا أيضا إلا يدخل احد بلد بها طاعون أو يخرج منها أحد .. وبالتالي كان علي السلطات السعودية .. أن تمنع دخول أحد مواطني بلد كالصين وإيران انتشر فيها المرض ولاتعمم المنع علي الجميع .. وباقي الدول المشكوك فيها يتم عمل تحليل لراغبي العمرة أسوة بأصحاب تأشيرات العمل بالمملكة.

ثانيا : ما سبق بيانه ينطبق علي الدول العادية الخالية من قدس الاقداس للمسلمين مكة والمدينة .. ولم يسبق عبر التاريخ انتشار الطاعون بين الحجاج والمعتمرين رغم الزحام الشديد والاختلاط .. بل الاعجب .. هو تقبيل الحجر الأسود من جميع أجناس الارض عبر أربعة عشر قرنا من الزمان .. والمفترض طبقا للعلم البشري أن يكون أكبر مصادر نقل العدوي بين جميع أجناس الارض .. لكن ذلك لم يحدث علي الاطلاق ( لان تقبيل الحجر بحب وإخلاص وقدسية تفوق مئات المرات تقبيل الزوج لزوجته ) وكيف لا وهو أحد أحجار الجنة بنص الحديث الصحيح .. وانه يأتي يوم القيامة شاهدا بالاسم لكل من قبله بحق وصدق.

ثالثا : تجربتي الشخصية مع الحجر الأسود ادام الله علينا تقبيله امتثالا لأمر الحبيب المصطفي .. عبر خمس وثلاثون سنه اقبل كل عام الحجر الأسود بشفتي قربي الي الله ولم اصب مرة واحدة قط بأنفلونزا أو أي عدوي والله علي ما اقول شهيد.

رابعا : وفي حديث ابو هريرة الصحيح ( ولم يستحل البيت إلا أهله .. فإن استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ) وقال تعالي (وما لهم إلا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اولياؤه أن اولياؤه إلا المتقون ) وهذا تحذير ووعيد شديد لمن يصد الحجاج والمعتمرين عن بيت الله والكعبة المشرفة .. فويل العرب من شر قد اقترب.

خامسا : ظهور فيرس كورونا ماهو إلا أحد الأسباب الكاشفة للتربص بالإسلام ومقدساته .. والا ما معني ان تكون تذكرة الطيران اقل من أربع آلاف جنيه في الأيام العادية .. ثم ترتفع الي 6500 جنيه عمرة يناير و 7500 عمرة فبراير ثم 17000 جنيه أي والله تذكرة حج هذا العام في الاعلانات .. وكذلك مضاعفة أسعار الفنادق في مكه وخيام مني والمحرم اخذ اجرة عليها شرعا .. فبئست التجارة ولا اشبع الله البطون المبغضة للإسلام وشعائره المقدسة .. ومن أعجب العجب والبغض والبغض الإسلام .. أن تفرض السعودية العام الماضي ضريبة وقرصنه وبلطجة عشرة آلاف جنية علي كل حاج ومعتمر مستغلة وجود المشاعر المقدسة بالمملكة … لكن مصيبة المصائب وعجيبة العجائب أن تنحو مصر نحوها وتفرض هي الاخري ضريبة عشرة آلاف جنيه علي الحاج والمعتمر ؟؟؟ سميه جنان أو بجاحة أو تناحة أو فجور وعصيان للرب الرحمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى