المرأة والسينما… مهرجان أسوان فى دورته الرابعة
أميرة عبد الحكيم
رئيس وحدة دراسات المرأة والطفل بمركز الحوار
لا تزال العلاقة بين المرأة والسينما تشهد مزيد من الشد والجذب رغم تاريخية تلك العلاقة التى تمتد منذ بداية ظهور السينما، فمع كل مهرجان سينمائى يثار الحديث عن صورة المرأة فى السينما من جانب، ودور السينما فى ابراز قضايا المرأة ومشكلاتها من جانب آخر. ونظرا لاهمية هذه العلاقة جاءت فكرة تخصيص مهرجانات سينمائية للمرأة، كان من بينها مهرجان أسوان لافلام المرأة، والذى انعقدت فعاليات دورته الرابعة فى اوائل هذا الشهر (فبراير 2020) والتى اهدت هذه الدورة لاسم النجمتين نادية لطفي وماجدة، تقديراً لعطائهما الفني الكبير.
والحقيقة ان الكتابة عن مثل هذه المهرجانات امرا مهما لالقاء المزيد من الضوء على فعالياتها وتقييم ادائها والمطالبة بتوسيع المعرفة عن مجرياتها، حيث شهدت هذه الدورة استمرارا فى نهج المهرجان فى ترجمته لعدد من الافلام الروائية الطويلة والتسجيلية والأفلام القصيرة الى اللغة العربية بهدف مساعدة الحضور والمشاركين للاطلاع على قصص هذه الافلام، انطلاقا من ان فهم الحوار هو العامل الرئيسى فى نجاح أي فيلم، فالترجمة تسهل متابعة الجمهور للأفلام، خاصة إذا كانت ثمة اعداد كبيرة من الافلام المشاركة فى المهرجان من غير الناطقة باللغة العربية، فهذه خطوة مهمة جدا للتواصل مع الجمهور من غير المتخصص.
ولم يقتصر الامر على ذلك فحسب، بل كانت مبادرة المهرجان باستحداث جائزة تقديرية في مجال قضايا المرأة، تحمل اسم “جائزة نوت للإنجاز”، على أن تكون الجائزة ذات صبغة دولية ويتم منحها سنويا لشخصية كان لها إسهام كبير في مواجهة المشاكل والتحديات التي تواجه المرأة، وقد اختار المهرجان هذا العام السفيرة ميرفت التلاوي، لتكون أول سيدة تحصل على الجائزة نظرا لإسهاماتها الكبيرة في مجال قضايا المرأة على المستويين المحلي والدولي، وهو تكريم تستحقه السفيرة ميرفت التلاوى عن جدارة فكل التهنئة لها على هذا التكريم. ولكن، كنت اود ان يكون التكريم الممنوح فى هذه الجائزة لشخصية نسائية عملت فى مجال السينما سواء تمثيلا او انتاجا او اخراجا، وذلك بهدف تشجيع المرأة على الابداع فى هذا المجال الذى يمثل نقطة وصول سهلة إلى الجمهور، فلا تزال السينما والافلام بصفة عامة أداة رئيسية فى خلق الوعى والثقافة لدى المجتمع بأسره بقضايا المرأة، فإذا كانت الجائزة الاولى ذهبت الى السفيرة ميرفت التلاوى، فاتمنى ان تكون الجائزة القادمة للمهرجان لاحدى السيدات العاملة فى المجال السينمائي تشجيعا لهن.