الخارجية والمغتربين تُطالب بتحرك دولي عاجل لوقف تنفيذ ” صفقة القرن ” بقوة الإحتلال
نوران عبدالمنعم
يواصل نتنياهو حقن جمهور الناخبين من اليمين بــ (حقن تحفيز) وشحنه بجملة من الوعود، هدفها إبقاء الخطة الامريكية حاضرة بقوة في الجدل الإنتخابي الإسرائيلي حتى موعد الإقتراع في الثاني من آذار المقبل، وهو ما يظهر جلياً من خلال تصريحات ومواقف متتالية وليست عشوائية، كان آخرها الإعلان عن تشكيل لجنة امريكية اسرائيلية لرسم خرائط الضم، وإعلان نتنياهو تحويل (أراضي الوطن في يهودا والسامرة إلى جزء من دولة إسرائيل إلى الأبد). إن تصريحات نتنياهو ورغم ما تحمله من دعاية إنتخابية، إلا أننا نجد ترجماتها في ضجيج الجرافات التي تقوم ميدانياً بتنفيذ تفاصيل ما جاء في الخطة الامريكية، كما هو حاصل في شق طريق إستيطاني ضخم يربط مستوطنات شمال الضفة بالأغوار كجزء لا يتجزأ من ربط العمق الإسرائيلي بالأغوار بشكل أفقي، وما يجري من تجريف لمساحات واسعة من أراضي قرى وبلدات جنوب وجنوب غرب نابلس بهدف التوسع الإستيطاني، وإغلاق مداخل عديد البلدات والقرى الواقعة غرب رام الله بالسواتر الترابية والإسمنتية بهدف تكريس الفصل المواصلاتي بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين، وتخصيص عديد الطرق لإستخدام المستوطنين فقط، في شكل واضح من أشكال الفصل العنصري (الأبرتهايد)، كما نسمع صدى أقوال نتنياهو في تصريحات ومواقف أكثر من مسؤول امريكي يحيط بالرئيس ترامب تتبنى وتدعم عمليات تنفيذ صفقة القرن وبندها الأساس المؤيد للضم، كان آخر هذه التصريحات ما قاله المستوطن فريدمان بشأن ما تمنحه الخطة الامريكية من ترجمة لما يؤمن به التيار المسيحي الصهيوني والرواية التوراتية، وهو ما يؤشر بوضوح أن مراحل تنفيذ بنود تلك الصفقة تسير ليس فقط وفق ساعة الرمل الإنتخابية الإسرائيلية، وإنما أيضاً وفقاً للساعة الإنتخابية الامريكية، بما يخدم إحتياجات ترامب الإنتخابية ويرضي جمهوره من اليمين المسيحي الصهيوني المتطرف، ذلك كله على حساب حقوق شعبنا العادلة والمشروعة.
تدين الوزارة بشدة تصريحات نتنياهو الإستعمارية التوسعية المعادية للسلام، وتنظر بخطورة بالغة إلى ما يجري يومياً من تطبيق فعلي لبنود الصفقة الامريكية الإسرائيلية، والمحاولات الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة في الأرض الفلسطينية المحتلة تتماشى مع بنودها تحت المظلة الامريكية. تؤكد الوزارة أن المجتمع الدولي ليس لديه متسعاً من الوقت لإنقاذ ما تبقى من فرص لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وترى في ذات الوقت أن الصيغ الملتبسة أو المحايدة أو المترددة اتجاه هذه المؤامرة الامريكية الإسرائيلية الخطيرة لا تجدي في وقف الإنقلاب الامريكي على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، ولا تساعد في إنقاذ السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بل تشجع سلطات الاحتلال على التمادي في تنفيذ هذه الخطة المشؤومة. من جانبها تواصل الوزارة الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني على المستويات كافة لحشد أوسع رفض دولي لخطة ترامب نتنياهو، ادراكاً منها لمخاطرها الحقيقية ونتائجها الكارثية على الأمن والإستقرار في المنطقة والعالم. تطالب الوزارة مجدداً المجتمع الدولي والدول والاتحادات والتجمعات الإقليمية المختلفة برفض وإدانة هذه الخطة وإجراءات وتدابير الإحتلال التي أصبحت لصيقة بها، والتصدي الحقيقي للتنمر الامريكي على المجتمع الدولي وشرعياته، والمحاولات الرامية لإستبدال القانون الدولي بشريعة الغاب.
انتهى
17 شباط 2020