سلايدرسياسة

هل تنجح الدبلوماسية الجزائرية بعد فشل قمة برلين؟

ماذا وراء زيارة اردوغان الى الجزائر؟

استمع الي المقالة

د. حذامى محجوب

وصل اليوم الأحد 26 يناير 2020 الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان إلى الجزائر في زيارة تدوم 48 ساعة لمناقشة الأوضاع الخطيرة في ليبيا والتي تنذر بأزمة إقليمية تسعى الجزائر أن تلعب دور الوسيط فيها.

كما سيكون التعاون الدولي بين البلدين كذلك موضوع اهتمام زيارة أردوغان الى الجزائر نظرا للوفد الرفيع من رجال الأعمال الذي يرافقه.

وقد استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نظيره التركي وقد أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية APS أن الرئيسان قد تباحثا في القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك ،وتعد هذه الزيارة هي الأولى للجولة الأفريقية لأردوغان والتي سيتحول بعدها الى كل من السنيغال وقمبيا ، وكان قد صرح الرئيس التركي للصحافة قبل مغادرته لمطار إسطنبول “بأنه سينظم منتدى اقتصادي في الجزائر وأن تركيا تحتل المرتبة الأولى من حيث المستثمرين الأجانب في الجزائر”.

وتجدر الإشارة بأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس تركيا رجب الطيب أردوغان قد التقيا يوم الأحد الماضي في قمة برلين التي خصصت للأزمة الليبية.

ان ليبيا التي احتد فيها الصراع منذ سقوط معمر القذافي سنة 2011 والتي هي ممزقة اليوم بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والتي مقرها طرابلس وسلطة أخرى قوية في الشرق يمثلها الجنرال خليفة حفتر.

كما لا تخفي تركيا دعمها ومساندتها لحكومة الوفاق الوطني أي حكومة فايز السراج ، وقد قامت تركيا بإرسال مقاتلين إلى ليبيا، في حين أعربت الجزائر على وقوفها على نفس المسافة تجاه الطرفين المتنازعين في ليبيا وعن رفضها لكل تدخل أجنبي في الشأن الليبي.

ان الجزائر تملك شريط حدودي مع ليبيا يمتد حوالي 1000كلم ، وقد كثفت خلال هذه الأسابيع الأخيرة المشاورات بهدف البحث عن تسوية سياسية لهذا الصراع في ليبيا والذي يهدد استقرار كل المنطقة.

وفي هذا الإطار احتضنت الجزائر يوم الخميس اجتماعا للدول المجاورة لليبيا حسب بلاغ رسمي صدر على إثر هذا الاجتماع .وأكد المشاركون على ضرورة توخي الطرفين المتنازعين الحوار للوصول إلى حل سلمي برعاية الأمم المتحدة وبالتعاون مع الاتحاد الأفريقي وبلدان الجوار للوصول إلى تسوية شاملة بعيدة عن أي تدخل أجنبي.

وقد سجلت يوم الاحد مهمة الأمم المتحدة Manul انتهاك اتفاق حظر استعمال الأسلحة في ليبيا على الرغم من الالتزامات التي تعهد بها الطرفان المتنازعان في ليبيا في قمة برلين وتأكيدهما على احترام هدنة وقف إطلاق النار.

أما على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين فالأولوية للاقتصاد وقد ترأس الرئيس التركي مع الوزير الأول الجزائري عبد العزيز جراد ظهر اليوم منتدى أعمال جزائري -تركي لإعطاء دفع جديد للشراكة الاقتصادية في مجالات الصناعة والسياحة والفلاحة والطاقات المتجددة …

وتجدر الإشارة الى أن تركيا هي الشريك التجاري الخامس للجزائر بعد كل من الصين وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وقد بلغت المبادلات التجارية بين البلدين سنة 2019 ال 4 مليار دولار ويبدو أن الهدف المنشود هو أن تصل في السنوات المقبلة الى 10مليار دولار في السنة.

فهل ستنجح الحكومة الجزائرية الجديدة في رفع هذا التحدي التجاري لينتعش الاقتصاد الجزائري ؟
وهل سيتمكن الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون من استرجاع القيم الديبلوماسية الجزائرية ودورها النشيط بالتوصل إلى تسوية سياسية في ليبيا بعد استقباله الرئيس التركي ؟

هل سينجح في قيادة هذه المشاورات مع البلدان التي عمقت الأزمة ولاسيما تركيا ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى