بدء أعمال الدورة الثامنة للمؤتمرالإسلامي لوزراء البيئة في مقر الإيسيسكو بالرباط
الإشـادة بـجـهـود الإيسيسكـو في تـعـزيـز الـتـعـاون الإسـلامـي الـمـشـتـرك
أسرف أبو عريف
مدير عام الايسيسكو يعلن التحول الكامل إلى مؤسسة صديقة للبيئة ويدعو شعوب العالم الإسلامي أن تساهم في حماية بيئتها والمحافظة على كنوزها
انطلقت اليوم في مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو-، بمدينة الرباط، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة، الذي تنظمه الإيسيسكو بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية تحت شعار: (دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة والتنمية المستدامة).
في بداية الجلسة الافتتاحية، تلا السيد محمد الأعرج ،وزيرالثقافة والاتصال في المملكة المغربية الرسالة الملكية التي وجهها العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى المؤتمر والتى اشاد فيها جلالة العاهل المغربي الملك محمد السادس، بالجهود التي تبذلها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، في سبيل تعزيز التعاون الإسلامي المشترك في المجالات كافة، ولاسيما في مجال البيئة، لما للجوانب العلمية والثقافية والدينية من أهمية بالغة في تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة.
بعد ذلك ألقى الدكتور سالم بن محمد المالك، المديرالعام للإيسيسكو كلمة اكد فيها أن كوكبنا الأزرق ليس بخير، لأنه يتعرض لتدمير شامل هائل لنظامه البيئي ، مشيرا إلى أن الموارد الطبيعية تلوثت ومساحات الاستيطان للنبات والحيوان تراجعت ، وأن أعداد النازحين بسبب الجفاف والكوارث الطبيعية فاقت عدد اللاجئين من الحروب والصراعات العرقية. وأوضح أنه إذا استمر هذا الوضع، فإن حوالي سبعمائة (700) مليون نسمة غالبيتهم من دول العالم الإسلامي سيضطرون إلى هجرة مناطقهم في أفق عام ألفين وثلاثين (2030م) .
وأشار في كلمته إلى أن التقارير الموثوقة الصادرة عن المؤسسات والهيئات المتخصصة كشفت أرقاما مرعبة وحقائق مفزعة حول التغيرات المناخية، أرقاما وحقائق تبعث على القلق من ارتفاع حرارة الأرض وتنذر بكوارث حقيقية ونوازل مأساوية للموارد الطبيعية، خاصة وقد تضاعف عدد الكوارث، فمن خمسمائة وتسع وتسعين (599) كارثة بيئية عام ألفين واثنين (2002) إلى ألف ومائة (1100) عام ألفين وسبعة عشر (2017). وتساءل المدير العام للإيسيسكو عن جدوى المعاهدات الدولية حول المناخ، إذا كانت الدول الكبرى هي صاحبة القدر الأكبر من الانبعاثات المسؤولة عن الاحتباس الحراري، ولا تفي بالالتزام المطلوب ضمن المجتمع الدولي في قضية إنسانية كهذه، بل وتتنصل من المسؤوليات القانونية التي أخذتها على عاتقها في قمة باريس أمام غلبة المصالح الآنية للجشع التجاري والصناعي.
وختم المدير العام للإيسيسكو كلمته قائلا “رغم كل ما نشهده من معالم الأزمة البيئية المعاصرة، إلا أن أملنا بالله وفي عالمنا الإسلامي كبير، وأملنا في العمل المشترك داخل عالمنا الإسلامي وخارجه..
وأملنا في المبادرات النوعية الجادة لحماية البيئة والمحافظة عليها.” . وأكد استعداد الإيسيسكو للتعاون على برامج عمل مع كل مبادرة مقدمة من الدول الأعضاء في عالمنا الإسلامي ، وأعلن أن الإيسيسكو أخذت على عاتقها التحول الكامل إلى مؤسسة صديقة للبيئة حسب الأنظمة والمعايير الدولية في تدبير عملها وتسييرها اليومي لأنشطتها مع الدول الأعضاء وغيرها.
تم بعد ذلك حفل تسليم جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي (دورة 2018-2019) حيث ألقى كلمة بالمناسبة الدكتور عبد الرحمن الطريقي ، رئيس اللجنة العليا للجائزة ، الرئيس العام للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة . وتم توزيع الجوائز على للفائزين بها وعددهم 17 مرشحا من 13 دولة إسلامية ، موزعين على فروع الجائزة الخمسة والتي تشمل مجالات أفضل البحوث في مجال الإدارة البيئية، وأفضل تطبيقات الإدارة البيئية في الأجهزة الحكومية بالدول الإسلامية، وأفضل تطبيقات الإدارة البيئية في القطاع الخاص بالدول الإسلامية، وأفضل الممارسات الريادية في مجال الإدارة البيئية لجمعيات النفع العام والجمعيات الأهلية التي يمكن تعميمها في العالم الإسلامي، وأفضل مدينة إسلامية صديقة للبيئة