سلايدرسياسة

وزير الخارجية السعودي: النظام الإيراني نظام مارق وإرهابي ..والمملكة لن تتوانى في الدفاع عن مقدساتها وسيادتها

استمع الي المقالة

نوران عبد المنعم

أكدت المملكة العربية السعودية أن الأعمال العدائية والهجمات الأخيرة فضحت طبيعة النظام الإيراني للعالم أجمع، مبينة أن العالم أمام نظام مارق وإرهابي، يستمر في تهديد الأمن والسلم الدوليين، وأمن الطاقة والاقتصاد العالمي، مشددة على أن الهجمات الأخيرة هي اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي.

جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها مساء أمس وزير الخارجية إبراهيم العساف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين في نيويورك.

وقال العساف : “كنت آمل أن أتحدث اليوم عن جهود بلادي، العضو المؤسس في الأمم المتحدة، في تحقيق مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، في الحفاظ على أمن وسلامة شعوب العالم، ووددت أن استعرض التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه عالمنا، وموقف المملكة ورؤيتها ودورها تجاه هذه التحديات” .

وأضاف “كنت أرغب في التحدث عما تشهده المملكة من تقدم اقتصادي وإصلاحات في مختلف المجالات، لكن ما حدث في الرابع عشر من سبتمبر الجاري من عمل عدواني خطير ينتهك مبادئ وميثاق هذه المنظمة ويهدد أمن واستقرار ورخاء منطقتنا والعالم، يستلزم منا جميعاً موقفاً تاريخياً”

وشدد وزير خارجية المملكة على أن الهجمات النكراء التي تعرضت لها المنشآت النفطية في المملكة باستخدام 25 صاروخاً مجنحاً، وطائرات بدون طيار تشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، واعتداءً على الأمن والسلم الدوليين وتهديداً كبيراً لإمدادات النفط للأسواق العالمية.

وكشف أن المملكة دعت خبراء من الأمم المتحدة وخبراء دوليين للتثبت ممن يقف وراء ما حدث، مشيرا إلى أن من يقف وراء هذا الهجوم هو من هاجم الناقلات التجارية في خليج عمان في شهري يونيو ويوليو الماضيين، وتبعه عملاؤُه بالهجوم على مطار أبها في شهر يوليو وحقل شيبة النفطي في شهر أغسطس، و هو النظام الذي يستتر بشكل رخيص وجبان عبر تحميل الميليشيات التابعة له مسؤولية الهجمات على بقيق وخريص وقبل ذلك على محطات ضخ النفط، النظام الذي لا ينظر لدولنا وشعوبنا سوى أنها ساحات لتحقيق أجندته التدميرية.

وأضاف العساف، أن هذا النظام قام منذ نشأته بأعمال إرهابية في المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت ولبنان والدول الأوروبية وفي مختلف أرجاء المعمورة، واغتال عدداً من الدبلوماسيين السعوديين، واغتال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري عام 2005م، وهو النهج المستمر حتى الآن، ونراه كل يوم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وسائر دول المنطقة.

دعا العساف الأمم المتحدة والعالم بأسره أن يقف اليوم أمام مسؤولياته الأخلاقية والتاريخية، للوقوف موقفاً موحداً وصلباً، يمارس فيه أقصى درجات الضغط بكافة أدواته لإنهاء السلوك الإرهابي والعدواني للنظام الإيراني، رافضا أنصاف الحلول، والاتفاقات الجزئية المؤقتة، ومحذرا مما أدت إليه هذه السياسات من استمرار وزيادة أنشطته العدوانية والإرهابية خلال الأعوام الأربعة الماضية.

ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أن هذا النظام الدموي لم يعد يشكل تهديداً لشعوب المنطقة فحسب، وإنما يهدد أمن العالم أجمع، ويتوهم من يعتقد أن عقد الاتفاقات الجزئية برفع عقوبات أو العودة إلى اتفاق أثبت فشله سيولد الاعتدال لديه ويجنب العالم شروره.

وقال العساف: “من يريد دليلاً على فشل الاتفاق النووي فما عليه سوى أن ينظر إلى جرائم النظام الإيراني في سوريا التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون سوري، أو يمكنه التمّعن في حطام أكثر من (250) صاروخاً باليستياً أُطلقت على مواطني المملكة، وأقرت الأمم المتحدة بأن النظام الإيراني زوَّد ميليشياته في اليمن بها في خرقٍ صارخٍ لقراري مجلس الأمن 2216 و2231.

وتابع العساف: من يريد دليلا اخر عليه أن ينظر إلى الطرف الذي يعطّل الحل السياسي في اليمن، وينتهك القرارات الدولية، ويستهدف المدنيين، ويهدد الملاحة البحرية في الممرات المائية الحيوية، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية، لافتا إلى أن إيران استغلت المردود المادي من الاتفاق النووي لتمويل نشاطاتها العدائية والإرهابية.

وأكد العساف أن تجفيف مصادر تمويل هذا النظام هو الوسيلة السلمية الأمثل لإجباره على التخلي عن ميليشياته وعن تطوير الصواريخ الباليستية وعن أعماله العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة والعالم أجمع، مطالبا النظام الإيراني مواجهة أحد الخيارين إما أن تصبح إيران دولة طبيعية تحترم القوانين والأعراف الدولية، وإما أن تواجه موقفاً دولياً موحداً يستخدم كافة أدوات الضغط، والردع.

واختتم وزير الخارجية ابراهيم العساف كلمته مؤكدا أن أرض الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، لم تكن يوماً من دعاة الحرب، لكنها لن تتوانى عن الدفاع عن مقدساتها وسيادتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى