السفيرة دينا السيحى: ضرورة تعزيز بيانات وأبحاث الهجرة لتطوير حوكمة الهجرة في افريقيا
أشرف أبو عريف
ألقت السفيرة دينا السيحى البيان الختامى للمنتدى الأفريقي الخامس للهجرة حول تعزيز بيانات وأبحاث الهجرة من أجل تطوير وتنفيذ سياسات فعالة لحوكمة الهجرة في افريقيا والتى جاءت على النحو التالى:
السيد جيوفري وافوال، منسق برنامج الهجرة بالمفوضية الأفريقية
حضرات السيدات والسادة الكرام،
شاركت مع حضراتكم يومى 14/15 الشهر الجارى في أعمال المنتدى الخامس للهجرة، والذي تم خلاله التطرق الى عدد من القضايا الهامة والمرتبطة في واقع الأمر بقضية تمس كافة بلداننا سواء كانت بلدان للمقصد أو المعبر أو المصدر أو الثلاث معا، كما أنها تؤثر على حياة أكثر من 34 مليون مهاجر افريقي نصفهم من النساء والأطفال، وتؤثر على عائلاتهم الذين ظلوا في دول المنشأ، وترتبط بشكل وثيق بالتنمية المستدامة في القارة الأفريقية.
ويمثل عقد الإجتماع من وجهة نظري خطوة هامة في سبيل ترجمة دول القارة لتعهداتها بمقتضى العهد الدولي للهجرة الى سياسات محددة تتعامل مع كافة الأبعاد المرتبطة بالهجرة على نحو شامل. ولا أحتاج أن أؤكد على حضراتكم الى أن المجموعات الإقليمية التي تفاوضت بشأن تلك الوثيقة، وتمسكت بأهمية التوصل اليها على الرغم من البيئة الدولية الصعبة التي تم تبنيه خاللها. كما سبق تبني تلك الوثيقة تأكيد الإتحاد الإفريقي في أجندة 2063 على أهمية تعزيز حرية الحركة بين دول القارة لدعم التنمية والتكامل بين دولها، الى جانب اصدار عدد من الوثائق والقرارات المتعلقة بالهجرة ومن أهمها السياسة الإطارية للهجرة، والوثيقة المعدلة لها وخطة العمل 2018-2027 ، وكذا إعلان الهجرة الذي
تبنته الجمعية العامة للإتحاد الأفريقي عام 2015.
ويُعد تركيز المنتدى الأفريقي الخامس للهجرة على موضوع الإحصاءات وأبحاث الهجرة فرصة لنا جميعا إلي هذا المجال الإهتمام الواجب، حيث أن الهجرة تعد أحد العوامل المحركة للتنمية ولها آثار اجتماعية وسياسية واقتصادية ال يمكن اغفالها، ومن ثم فإن الإستثمار في جمع وتحليل المعلومات والإحصاءات لا يُعد على سبيل الرفاهية وإنما أولوية تقتضيها
أو أمر وتحليل المعلومات والإحصاءات لا يعد مطلبا لاحتياجات التنمية في بلادنا، لا سيما في وقت تتزايد فيه الضبابية وعدم اليقين على كافة الأصعدة، ومن ثم فإن امتلاك معلومات دقيقة وتفصيلية هي وسيلة أساسية للوقوف على أرضية صلبة لنتمكن من التعامل مع تلك الضبابية.
وكما تكرم السيد “جيوفري وافوال” منسق برنامج الهجرة في الإتحاد الإفريقي خلال استعراضه لتقرير نتائج الإجتماعات، فإن النقاشات التي جرت قدمت بالفعل مجموعة من التوصيات الواقعية والممكن تطبيقها على المستويين الوطني والقاري لتطوير هذا المجال الهام. وأثق في أن كل مشارك من حضراتكم هو سفير يحمل تلك التوصيات الى مؤسسته ليعكس الخبرات والآراء التي تم تبادلها خلال المنتدى من أجل تعزيز التنسيق والتعاون بين المؤسسات الوطنية المختلفة وتوحيد المعايير الخاصة بإجراء االحصاءات.
وأود كذلك التأكيد على أن العمل على توحيد المنهجيات والمعايير أو ما يعرف بالتنميط harmonization يعد من أهم الأولويات التي نحتاج الى التركيز عليها سواء على المستويات الوطنية أو الإقليمية لضمان القدرة فيما بعد على الإستفادة من المعلومات وتحليل طبيعة المسارات ودعم القدرة على التنبؤ. وأثق في أن اجتماعنا أسهم ولو بقدر محدود في دعم أطر وشبكات التعاون والتنسيق على المستويات الوطنية ودون الإقليمية والقارية فيما يتعلق بموضوعات الهجرة بشكل عام، ولذلك أود إعادة التأكيد على جدوى النظر في المقترح المصري الخاص بإعداد مسح شامل على المستوى القاري لتوفير رؤية شاملة عن التنقل البشري في إفريقيا وسد الفجوة الموجودة في هذا الشأن وتبني خطوة هامة تأخرت كثيرا من أجل توحيد المفاهيم ومعايير القياسات.
كما أرجو من جانب آخر أن تكون النقاشات التي جرت بشأن الآليات الإقليمية المعنية بالهجرة قد أسهمت في توضيح رؤيتنا بشأن التكامل المرجو تحقيقه من أجل تفادي الإزدواجية في الآليات التشاورية القائمة لضمان زيادة كفاءة وفعالية دور تلك الآليات في حوكمة الهجرة وفقا للألولويات الوطنية والقارية، و توسيع فرص توجيه الدعم لها بما يضمن استمراريتها بدلا من تشرذمه بين آليات قد تكون متكررة.
وأخيرا، وليس آخرا، اسمحوا لي أن اهنئ الإتحاد الأفريقي على نجاح المنتدى، وأن أوجه الشكر بصفة خاصة لكافة أعضاء الشئون الإجتماعية بالمفوضية الإفريقية، وأود كذلك أن أقدم الشكر للمنظمة الدولية للهجرة على تعاونها في التنظيم ورعايتها للمؤتمر، كما أشكر بكل حرارة سيادتكم على مداخالتكم القيمة التي أثريتم بها النقاشات طيلة يومين، وأثق في أن مخرجات الإجتماع التي سيتم تبنيها غدا خلال الإجتماع الو زاري ستمثل نقطة تحرك هامة في سبيل بدء
تنفيذ العهد الدولي للهجرة على المستوى الأفريقي.
