رأى

التجارة الإلكترونية.. نجاحات باهرة و أرباح طائلة

استمع الي المقالة

فؤاد الصباغ

منذ مطلع العشرية الثانية من الألفية الحالية وبالتحديد منذ سنة 2010, برزت العديد من المواقع علي شبكة الإنترنت المختصة في التجارة الإلكترونية العالمية. لكن هذا الإنتشار السريع لتلك المواقع لم يشكل تغييرا جوهريا علي أرض الميدان لأن التجارة الإلكترونية برزت مع نشأت الإنترنت كوسيلة للتواصل بين الأشخاص و الشركات منذ سنة 2000 و مازالت إلي حد الآن مقتصرة إستخداماتها فقط علي الأشخاص ميسورة الحال ماديا. فالعولمة الرقمية الحالية شكلت ملامح ثورة بروز التجارة العصرية الجديدة التي تعتمد علي تكنولوجيات الإتصال و المعلومات كوسيلة مهنية جديدة و ذلك بشكل متزايد و متصاعد بديلا عن التجارة التقليدية. إن الإنتشار الرهيب و الغريب لظاهرة التجارة الإلكترونية خاصة بالدول المتقدمة منها دول الإتحاد الأوروبي, الولايات المتحدة الأمريكية, كندا و الدول الخليجية حولت قاعدة التسوق التجاري برمتها من العالم الواقعي إلي الإفتراضي. ففي هذا السياق أصبح المستهلك قادر علي الولوج إلي أي موقع إلكتروني من أجل إختيار منتوج معين يرغب في شرائه و كل ذلك بسرعة فائقة و كفاءة عالية و في ثوان معدودة. أما المنصات الرئيسية للبيع عن بعد مازالت تقتصر بالأساس علي الشركات العالمية العملاقة للتجارة الإلكترونية علي غرار شركة أمازون Amazon, أي باي eBay , علي بابا Alibaba , الفنك Fnac و أيضا العديد من الشركات المختصة في بيع جميع تلك المنتجات عن بعد من إلكترونيات, أحذية و ملابس رياضية و عادية, عطورات, مجوهرات و كتب و غيرها. فتلك المواقع أصبحت مؤخرا تشهد إقبالا مكثفا من قبل ملايين المستهلكين من مختلف دول العالم بحيث أصبحت تعود بأرباح تقدر بمليارات الدولارات يوميا علي خزينة تلك الشركات, و بالتالي علي الدول مباشرة عبر العملة الصعبة الوافدة علي الإحتياطي المركزي و الغير مباشرة عن طريق تلك الضرائب الجبائية. أما في المقابل فقد أصبح للتجار الإلكترونيين إمكانية لفتح متاجر إلكترونية خاصة بهم أو إعتماد عمليات البيع بالعمولة عبر ما يعرف بالأفلييت Affiliate, و كذلك إنشاء المدونات الترويجية و إستخدام طرق البيع بالتجزئة و البيع المباشر عبر مواقع خاصة علي شبكة الإنترنت.
متجر إلكتروني eStore
إن أغلب خبراء التجارة الإلكترونية في العالم أصبحوا يبحثون عن التجديد و التطوير المستمر في أنماط المعاملات اليومية لبيع المنتجات العالمية عن بعد بدقة عالية و جودة ناجعة. بالإضافة إلي ذلك أصبح التاجر الإلكتروني قادر علي إنشاء متجر إلكتروني خاص به يحمل طابع قانوني أو حتي إنشاء سلسلة من المتاجر الإلكترونية التي يجب عليها أن تحمل موصفات عالمية منها SSL و Trust. فعلي سبيل المثال يوجد بفرنسا شركات مختصة في إنشاء المتاجر الإلكترونية بصفة إحترافية كبري بحيث تكون قادرة علي جلب العديد من المستهلكين الفرنسيين للشراء عن بعد و ذلك بإعتماد معايير خاصة منها التصميم و الجاذبية و تحديد المحتوي مع إنشاء ماركة أو علامة خاصة بذلك المتجر الإلكتروني الخاص. فقد أثبتت التقارير العالمية في التجارة الإلكترونية أن التجار الإلكترونيين بالدول المتقدمة أصبحوا قادرين علي تحقيق أرباح مالية طائلة في وقت وجيز جدا. كما أن تلك النوعية من التجارة تعتبر غير مكلفة من حيث الإنشاء لأنها تتطلب فقط إنشاء موقع مرخص له من قبل وكالات التجارة الإلكترونية و يحمل Domain خاص خالص المعلوم و قالب متجر جذاب مع توفير جميع طرق الدفع عن بعد و سهولة تصفح Catalog المنتجات العالمية إلكترونيا. أيضا التاجر أصبح مستغني عن كراء محل و غيرها من التكاليف المعقدة المتعلقة بالتجارة التقليدية بحيث أصبح قادرا علي التزود إلكترونيا بالعديد من منتجات الشركات العالمية للتجارة الإلكترونية في شكل صور و روابط و ذلك بدون دفع أي معاليم لشراء تلك المنتجات لإلحاقها بمتجره الإلكتروني الخاص لأن العمليات التجارية تقع ببساطة بواسطة عمولة علي كل بيع لمنتج معين بحيث تكون السوق التجارية الإفتراضية شاسعة و مربحة.
الأفلييت Affiliate
تؤكد الجهات المختصة في التجارة الإلكترونية و المتواصلة مباشرة مع أكبر الشركات العالمية للبيع علي شبكة الإنترنت أن الأفلييت Affiliate تعتبر طريق تجارة الثراء السريع و السهل لكل شخص خبير و محترف يتقن ذلك الإختصاص. إذ بعيدا عن الأساليب الملتوية و المغالطات منها Scam و Fraud, فإذا كان التاجر الإلكتروني مختص علميا و مؤهل مهنيا في ذلك القطاع فهو بالتأكيد قادر علي الإستثراء الشرعي و التعامل مباشرة مع شركاء دائمين و مزودين رسميين للمنتجات من قبل تلك الشركات العالمية. فالإلتزام بقواعد البيع و الشراء الإلكتروني عن بعد يوفر للطرفين مساحة من الثقة في التعامل عن بعد و ذلك تحت إشراف و مراقبة وكالات الحماية السيبرانية و مقرها الحالي الولايات المتحدة و القادرة علي التدخل المباشر عالميا في حالة إيجاد أي تجاوز من قبل الطرفين, إما التهرب من دفع عمولة للتجار الإلكتروني أو إعتماد وسائل غير شرعية للترويج علي غرار إزعاج المستهلكين بإعلانات تسويقية إلكترونية مزعجة. فالتجارة الإلكترونية أصبحت اليوم موازية في أهدافها و محتواها للتجارة التقليدية بحيث أصبحت الدول المتقدمة تشجع علي إنشاء تلك المشاريع الرقمية الصغري ذات المردودية العليا. فالأفلييت Affiliate أو بالأحري بيع منتجات الشركات الإلكترونية العالمية بواسطة عمولة يقع تحديدها سلفا بنسبة مئوية علي قيمة المنتج أضحت تحظي بإهتمام كبير من قبل التجار الإلكترونيين و المستهلكين علي الصعيد العالمي. فالفضاء الرقمي أصبح للتجار الإلكترونيين مجال عمل واعد و صاعد و أبرز دليل علي ذلك هو تشجيع دولة فرنسا علي الإقبال علي تلك النوعية من التجارة و تسخير جميع الإمكانيات المادية و المعنوية اللازمة لإنجاحه. بالنتيجة تتحقق تلك النجاحات الباهرة المذكورة و الأرباح الطائلة الموعودة للتجار الإلكترونيين المحترفين عن طريق العمل عن بعد علي شبكة الإنترنت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى