سلطت الزميلة “عُمان” صباح اليوم الأضواء على تطلعات الدارسات والدارسين فى عموم سلطنة عُمان لتحقيق المراكز والنتائج المتقدمة في مختلف المجالات.. يأتى هذا وسط ترحيب المعلمين بطلابهم وتعريف الطلبة الجدد بزملائهم القُدامىَ ومدارسهم.
وجاء التقرير على النحو التالى:
مع إشراقة شمس أول يوم دراسي جديد انتظم أمس طلبة وطالبات السلطنة في مدارسهم، لبداية عامهم التعليمي الجديد متمسكين بالالتزام والمثابرة وفي وجوههم الفرحة للمضي عزما بالجد والاجتهاد لتحصيل العلمي والمعرفي، وذلك بعد إجازة طويلة قاربت 3 أشهر للعودة من جديد إلى مقاعد الدراسة والانتقال إلى عالم الاجتهاد والمثابرة والتحصيل العلمي، وتحقيق النتائج والمراكز العالية والإنجازات العلمية والأنشطة المدرسية، وقد ساد وجوه الطلبة بعد يومهم الأول في المدارس أجواء الفرحة العارمة والنشاط المبكر بعد إجازة قضوها ما بين المنزل والرحلات الداخلية والخارجية مع الأهل وها هم اليوم يعودون إلى مدارسهم بكل همة وحيوية وسعادة.
وقد انتظم أمس حوالي 634770 طالباََ وطالبة «319132 طالبًا و315638 طالبة» في 1166 مدرسة في عامهم الدراسي الجديد، بزيادة قدرها 30003 طلاب عن العام الدراسي الماضي، ويتوقع أن يصل عدد المعلمين هذا العام إلى 56717 معلمًا ومعلمة، بينما يقدر عدد الإداريين والفنيين بالمدارس بـ 11045 إداريًّا وفنيًّا.
* ؟؟؟؟؟
لم يكن لدى حور بنت راشد الجهورية تصور كامل عن شكل أول يوم لها في المدرسة، كانت حتى مساء أول أمس السبت تطرح الكثير من الأسئلة، عن شكل مدرستها، وزملائها في الفصل الدراسي، وعن زميلاتها في القرية إن كنّ معها في نفس الفصل،وكيف تستطيع الذهاب إلى «المقصف المدرسي».. أسئلة كثيرة من تلك التي يطرحها أي طالب لديه موعد مع عام دراسي جديد في مدرسة جديدة، فكيف بطالبة في الصف الأول الأساسي تدخل عتبة المدرسة لأول مرة، وبأحلام طفولية ولكنها تضع أسسا نحو المستقبل. حور التي انتظمت أمس في مدرسة شيدة لم تستطع النوم مساء السبت، كان القلق يحيط بها وهي تطرح الأسئلة، لكن أمها استطاعت تخفيف الأمر عبر جعلها تنشغل بترتيب حقيبتها المدرسية، وإطالة النظر في ملابسها الجديدة. كانت سعيدة بمريولها العنابي الذي بالغت في تقريبه من سريرها والتأكد أنه مكوي بشكل دقيق.. في الصباح زاد قلق حور، وتمسكت كثيرا بأختها نور وهي تدخل بوابة المدرسة، لم تستطع نور في البدء الإفلات من قبضة أختها ولكن المعلمات تكفلنّ بالباقي، وسرعان ما انخرطت حور في أول يوم دراسي مع فتيات في عمرها سيكن رفيقات دربها في المدرسة.. وانكسر حاجز الخوف وصار همها اللاحق بعد عودتها للبيت «كيف تجلّد كتبها الجديدة» تقول لأمها: «المعلمة قالت اليوم لازم نجلدهن». لم تكن حور إلا مثالا واحدا لعشرات الآلاف من القصص المشابهة التي عاشها طلاب الصف الأول الأساسي في مئات المدارس على طول عمان. وهي ذكريات ستبقى راسخة في الأذهاب يحكيها الآباء للأبناء.
وتفيد “عُمان” بأنها استطاعت «عُمان» أن ترصد أمس بعض القصص والحكايات التي صاحبت أول يوم دراسي لدى طلبة الصف الأول الأساسي حيث وجد محررو الجريدة ومراسلوها تباينا واضحا لدى الطلاب، بين الخوف والرهبة وبين الإقدام والإحجام. كانت الصلت الشيدي على سبيل المثال مندفعا للمدرسة، ينتظرها بفارغ الصبر لكن فور رؤيته لبكاء بعض الطلاب أحجم، وثقلت خطوته وهو يدخل عتبة مدرسة دار العلوم الخاصة وبعد أن انكسر حاجز الخوف بدأ في انتقاد المدرسة بناء على الصورة الذهنية التي رسمتها والدته وهي تشجعه للإقدام. وكرر القول إن «الألعاب في الحر والشمس». أما الطالب الأزهر بن سعيد السلماني الذي دخل مدرسة حي النهضة للتعليم الأساسي فكان متفائلا ورأى أن المدرسة «زينة». لكن الأزهر لم يطلب التأمل في تفاصيل المدرسة وقال مباشرة «سوف أجتهد كثيرا». وشكر الأزهر معلماته «ساعدنني وقلن إذا احتجت مساعدة أكلمهن».
* هدايا.. فلما الخوف؟!
وعلى عكس ما كانت تتوقع منها والدتها، كانت الطالبة آية بنت أحمد الكلبانية متحمسة ليومها الأول في المدرسة حيث عبرت عن ذلك بقولها: قالت لنا المعلمة بأنه سيكون لنا هدايا في أول يوم من المدرسة لذلك فأنا لست خائفة ولن أبكي.
وأضافت: أنا سعيدة لأنني كبرت وسأذهب للصف الأول حيث سيكون لي كتبا كثيرة كأخوتي الكبار، وسأكتب واجباتي المنزلية معهم. أما والدة آية فعبرت عن سعادتها لدخول ابنتها مرحلة دراسية جديدة، ولكنها تشعر بمسؤولية كبيرة في الوقت ذاته كونها خطوة ليست سهلة بالنسبة للأطفال وتحتاج إلى تعامل نفسي خاص. وأضافت: سأسعى هذا العام لتخصيص وقت كافٍ لمتابعة أداء آية دراسيًا وتعليمها، أسس استذكار الدروس البسيطة لتتمكن فيما بعد من كتابة واجباتها المنزلية بنفسها.
وعن استعدادات آية للعام الدراسي قالت والدتها: قبل حلول العام الدراسي الجديد، حكيت لآية الكثير من القصص عن يومها الأول في المدرسة كي تتشجع، كما حرصت على أن تختار أدواتها المكتبية بنفسها الأمر الذي أسعدها وزاد من رغبتها في الذهاب للمدرسة.
* أيهم.. لحظة وداع!
وفي إحدى مناطق ولاية صحار، استيقظ الأيهم بن فهد العبيداني بكل حماس وفرح عندما ذكرته أمه بأنه اليوم الأول له في المدرسة، ارتدى دشداشته البيضاء والحقيبة التي وضع بداخلها مجموعة من الدفاتر والألوان قبل أسبوع من العام الدراسي.
تقول والدة أيهم: لا يمكن أن أصف سعادته عند رؤيته لمبنى المدرسة الكبير وأسئلته المتكررة والملحة ما ان كان فعلا سيدرس هنا، وعند وصوله إلى القاعة الدراسية تفاجأ بعدد الطلبة والبالونات الموزعة على الطاولات مما جعله أكثر حماسًا حتى أنه طلب مني مغادرة الفصل كي يباشر يومه الدراسي الأول.
وأضافت: أتم الأيهم مرحلة الروضة والتمهيدي، ولكن دخوله للصف الأول في مدرسة نظامية ومناهج متكاملة يضع عبئًا أكبر علي، وكون الأيهم ولدي الأول فأنا لم أخض هذه التجربة من قبل وأتمنى أن لا تواجهنا أية صعوبات أو تحديات نفسية معه.
* براءة مريولة!
أما هند بنت يوسف السليمانية فلم يكن طريقها إلى المدرسة خاليا هي الأخرى من أسئلة طفولية ولكنها مغلفة ببعض القلق والكثير من الغموض نحو شكل أول يوم دراسي. كانت الكثير من الأسئلة قد رافقت الأسابيع التي سبقت أول يوم دراسي. كان الأهل يعملون على كسر حاجز القلق والخوف، ولكن كانت هند تكثر من الأسئلة. تقول والدة هند إن ابنتها اهتمت بأدق التفاصيل سواء في طرح الأسئلة أو وهي تقتني أدواتها المدرسية. وفي الصباح ارتدت مريولها وحملت أسئلتها وقلقها ويممت وجهها نحو المدرسة. كان اللون العنابي يحمل ضمن دلالته الجديدة مع هند مساحة للفرح ومساحة أخرى غير منظورة نحو المستقبل.
لم تكتف «هند» بتجهيز أدواتها بداخل الحقيبة، بل تعدى الأمر للتجهيز النفسي، فقد قادها الشغف لطرح العديد من الأسئلة على «والدتها» حول المدرسة، والمعلمات، وطبيعة الدراسة نفسها، كانت كمن يود رسم صورة ذهنية عامة في مخيلتها عن كل تلك الحياة القادمة والمليئة بالإثارة حسبما تصورت. وما إن جاء اليوم الموعود، وهو صباح اليوم الأول في الدراسة، استيقظت «هند» فجراً لتذهب هي لإيقاظ والدتها من النوم، ربما كان قلبها الشغوف هو من أيقظها على غير العادة، تقول والدتها: «إن الفرح الذي يصاحبه التوتر كان ظاهرا في تعابير وجهها الصغير، تسأل بصوت متردد (هل حان وقت المدرسة؟ لا أريد أن أتأخر)».
لحظات ارتداء ملابس المدرسة وحمل الحقيبة بأدواتها كانت أشبه بيوم العيد في ارتداء حلة جديدة مبكرا، ولكنه عيد مجهول لدى «هند»، لكن المفاجأة أن الطريق نحو المدرسة مليئا بالصمت الداخلي، ربما كانت لحظة تسجيل لذاكرة مستقبلية أو لحوارات منزلية قادمة.
.. وكانت المفاجأة
* هند والمجهول.. لقاء السحاب!
وعندما وصلت هند إلى مدرسة منبع الإيمان للتعليم الأساسي بولاية بوشر تبدت لها المفاجأة.. لم تكن هند تتخيل حجم المدرسة، كان هذا أول شيء شدها أثار دهشتها لكنه أيضا ساهم في قلقها خاصة لما رأت عدد الطلاب الكبير في المدرسة. بقي القلق مصاحبا لهند حتى التقت برفيقاتها في مرحلة التجهيزي، عندما رأتهن والتقت العيون بالعيون وبدت علامات الابتسامة ذهب القلق أدراج الرياح.
* بن شيخان.. وبزوغ أمل!
وفي مدرسة الحوقين للتعليم الأساسي بنيابة الحوقين كان الطالب علي بن شيخان الفوري متحمسا لبدء يوم دراسي بحجم عام كامل يتطلع لإكماله. وعلي كان متطلعا للتفوق والنجاح. كان الأمر باديا على محياه وهو يبتسم ويتحدث مع رفاقه.
قال وعلامات البشر على وجهه:«إن شاء الله سوف أكون من ضمن الطلاب المجيدين»، «المعلمات سوف يساعدن كل الطلاب على حب التعليم». صمت علي قبل أن يكمل: «أتيت مع والدتي وكانت تشجعني كثيرا لحب العلم والمدرسة».
* تفاؤل معتاد!
أما شذى بنت أحمد السيابية التي كانت متفائلة هي الأخرى وبعيدة عن القلق فتقول: المدرسة جميلة جدا وأشكر المعلمات على الاستقبال الجميل وعسى أن يكون عاما كله خير وأتطلع إلى عام كله سعادة ولقد استيقظت مبكرا حتى التقي بالمعلمات والزملاء في الفصل.
وفي ولاية إبراء استيقظ يامن بن حمود الريامي مبكرا بعد أن قضى ليلته في تحضير الحقيبة المدرسية، والتأكد من وجود كافة المستلزمات المدرسية من أقلام، ودفاتر، وألوان. لم تكن هذه التجربة الأولى ليامن، فقد سبق أن حمل حقيبة مدرسية وهو يدخل المدرسة في مرحلتي الروضة والتمهيدي ولذلك لم يكن أول يوم دراسي بالنسبة له مختلفا عن باقي الأيام التي قضاها في المرحلة الماضية، وإنما الاختلاف كان في المكان/ المدرسة الجديدة، والأصحاب الجدد أيضا.
* يامن بالعصا.. يغرد!
ارتدى يامن حقيبته المدرسية صباحا، وتفكيره كله يدور حول متى يستخدم حزمة الألوان المختلفة في تلوين كراسته المدرسية، وكيف يمسك القلم لرسم الحيوانات في حصة العلوم، ومتى تعطيه المعلمة عصاها على السبورة ليقوم بدورها في تحفيظ الآخرين من زملائه الطلبة نشيد جميل. وكان يامن قد عاش الكثير من هذه التفاصيل عندما كانت أسرته تهيئه لأول يوم دراسي في المدرسة الجديدة. ركب يامن الباص المدرسي الذي مر عليه من أمام باب بيته، وهو يتمنى أن تأتي الفسحة بشكل سريع، حتى يأكل السندويش والموز التي وضعتها له والدته في حقيبته، ومتى سيلعب أيضا مع زملائه في الحديقة المدرسية.
مر اليوم على يامن بسلام، لعب فيها مع زملائه الجدد، واستلم كتبه المدرسية، رجع بعد يوم طويل إلى المنزل، وفتح حقيبته وبدأ مع والدته في تصفح الكتب وتأمل صورها.
* وداعا للعب واللهو!
أما مؤيد بن عبدالله الريامي الذي بدأ يحضر حقيبته المدرسية قبل يومين من بدء العام الدراسي الجديد، فقضى ليلته في مشاهدة الرسوم المتحركة، واللعب مع إخوانه حول المنزل، مودعا أيام اللعب واللهو التي قضاها في الأشهر الماضية. استيقظ مبكرا في الصباح، وبدا متحمسا كثيرا في ارتداء الحقيبة والحذاء الجديدين، ثم تناول فطوره، وقلبه يملأه السرور والبهجة، ولكن ما إن ركب الباص، بدأ الحزن يخيم على وجهه، حيث بدت له الوجوه مختلفة عن المرحلة الماضية أي مرحلة التمهيدي، التفت يمينا وشمالا لعله يجد أحدا من أصحابه الذين كانوا معه في صف التمهيدي أو الروضة، وأخيرا وجد أحدهم وابتسم، وتنفس الصعداء، وأكمل مسيرته إلى المدرسة الجديدة.
كان يوما على مؤيد جميلا، ومتعبا في الوقت نفسه، قضاه في التعرف على المدرسة ومرافقها المختلفة، والتعرف كذلك على معلميه، والتقى بزملاء جدد، بعدها رجع إلى المنزل واستلقى على السرير معلننا وقت الراحة والنوم إلى المساء، حتى يصحو بعد ذلك في تصفح الكتب وتغليفها لحفظها من التلف.
أما حمزة بن علي الجابري فقال باقتضاب وهو يبدي الكثير من الفرح والسرور ببدء العام الدراسي: الجميع في أول يوم دراسي متعاون معنا من معلمات والكادر الإداري بالمدرسة كان يوما حافلا واستقبالا جميلا وأقول لهم شكرا يا معلمتي وساعديني لكي أتفوق في التحصيل الدراسي. أما سارة بنت سليمان الجامودية فقد عبرت عن سعادتها ببدء مشوارها التعليمي للصف الأول ودخول مدرسة ستتعرف فيها على زميلات جديدات سيرافقنها في مشوارها الدراسي لأربع سنوات على الأقل. لكن ساره تطمح وهي تخطو أولى خطواتها نحو المدرسة بأن تحقق «المركز الأول» في نهاية العام الدراسي.
* .. وجرسُُ يدق!
وفي صحم كان عبدالعزيز بن فهم الشيدي يخطو أولى خطواته نحو الفصل الدراسي في أول أيامه.. لم تكن خطوة عبدالعزيز الأولى في المدرسة ولكنها الأولى في مدرسة حكومية بهذا الحجم والاتساع. أبدى عبدالعزيز تخوفا في البداية، ولكن سرعان من سار اليوم الدراسي بشكل جيد. كان للمعلمة التي التقته دور كبير في كسر جميع الحواجز. لكن حكاية عبدالعزيز مع أول يوم دراسي بدأت منذ أيام، كانت خياراته متنوعة، فيوم يبدو متشجعا ويوم يبحث عن أعذار من أجل أن تحضر أمه معه أو والده. لكن ما بقي ثابتا أن المدرسة كانت تدور في ذهنه وكان ينتظر قرع الجرس ليبدأ يوما دراسيا يبقى خالدا في مخيلته.
* المقصف.. وولع الحلوى!
وفي مدرسة مناهل العلم للتعليم الأساسي تحدث الطالب علي بن حسن بن سلطان الشحي والطالبة هند بنت عبدالله بن محمد الشحي معبرين عن فرحتهما وأنهما يدخلان اليوم الدراسي الأول بكثير من الفرحة وبعيدا عن الخوف. لم يتحدث علي أو هند عن أي خوف أو قلق من أول يوم دراسي، كانا ينظران إلى ساحة المدرسة ومنها إلى المستقبل. لكن لم يفتهما الاحتفاء بالبالونات والحلويات التي قدمت لهما في أول يوم دراسي. رغم أن هند لم تكتف بذلك بل ذهبت للمقصف المدرسي واشترت وجبتها اليومية وعاشت بقية تفاصيل أول يوم دراسي الذي سيبقى راسخا في الذاكرة، وستجد في يوم من الأيام الوقت لترويه لآخرين في إشارة إلى استمرار الحياة وديمومتها.
* رحلة العودة!
مضى اليوم الأول لطلاب الصف الأول أساسي في كل المدارس، مضى بالكثير من الذكريات وبالكثير من التفاصيل التي سجلتها الذاكرة بعضها حاضر الوعي والآخر ستجتره الذاكرة ذات وعي آخر بهذا اليوم.. عاد الطلاب إلى منازلهم وسط احتفاء أسري ليس لأن طفلا من الأسرة خطى خطواته نحو المدرسة ولكن لأن عُمان سجلت ميلاد مشروع مستقبلي لاستمرار بنائها.