سلايدرسياسة

احتفالات”يوم النهضة” تعبر الخليج بزيارة “بن علوى” لإيران لتجنيب المنطقة “الدمار الشامل”

استمع الي المقالة

مهند أبو عريف

تواصل سلطنة عمان اجراء جولات مكوكية من المشاورات المكثفة مع مختلف الدول في اطار الادوار الايجابية للدبلوماسية العمانية . تتوالي العديد من هذه الجولات في اوج فترة الاحتفالات بيوم النهضة ، حيث تواصل السلطنة اجراء المباحثات المهمة في اطار السياسات التي يوجه بتنفيذها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان .

في هذا الاطار تتابع العواصم العربية والعالمية باهتمام بالغ زيارة يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إلى إيران حيث وصل اليوم السبت الي طهران.وقد
‏التقى مع جواد_ظريف وزير الخارجية الأيراني ، وقد تم بحث العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك والمستجدات في منطقة الخليج والعمل على ايجاد حلول مناسبة تسهم في حفظ السلام والاستقرار في المنطقة وسلامة حرية الملاحة عبر مضيق هرمز.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية ان الزيارة تأتي في إطار العلاقات الثنائية والتشاور المستمر بين البلدين وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في المنطقة.

وكانت السلطنة قد أعلنت في وقت سابق، انها على اتصال مع جميع الأطراف بهدف ضمان المرور الآمن للسفن التجارية العابرة لمضيق هرمز مع احتفاظها بحقها في مياههاالإقليمية.

وتطلعت السلطنة إلى قيام ايران بإطلاق سراح السفينة البريطانية المحتجزة و دعت إيران والمملكة المتحدة إلى حل الخلافات بينهما بالطرق الدبلوماسية.
من جانبها اكدت العديد من التقارير السياسية والإعلاميةالدولية أن السلطنة تتميز بعلاقات جيدة مع مختلف الاطراف ، وهو ما تتأكد اهميته خلال الأزمات الإقليمية المتعاقبة ، مما يسمح لها بالاضطلاع بادوار ايجابية رئيسية لتهدئة الازمات وجمع مختلف الفرقاءعلي طاولة المفاوضات ، بما في ذلك الولايات المتحدة.
اشارت التقارير الدولية الي مخاطر التوترات التي تتصاعد في منطقة الخليج منذ شهر مايو الماضي وسط أزمة متفاقمة بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي لطهران ، مع سلسلة من الحوادث التي شملت ناقلات نفط وطائرات بدون طيار ، الي جانب احتجاز قوات الحرس الثوري الإيراني ناقلة ترفع العلم البريطاني على متنها طاقمها المكون من 23 فرداً في مضيق هرمز.

ومن جانبها دعت عمان الي الإفراج عن ناقلة ستينا إمبيرو وطالبت كلا من لندن وطهران بحل خلافهما بطرق دبلوماسية.

السلطنة تدعو لعدم تعريض حرية الملاحة في مضيق هرمز

كما جدد مصدر مسؤول بوزارة الخارجيةالعمانية في بيان نشره تلفزيون سلطنة عمان، توجيه الدعوة الي جميع الأطراف بالتحلي بضبط النفس واحترام الخطوط الملاحية والقانون البحري الدولي وعدم تعريض المنطقة إلى مخاطر تؤثر على حرية الملاحة.

في رجع صدي صدرت مجموعة من التقارير السياسية والاعلامية التي تثمن مواقف السلطنة بقيادة السلطان قابوس .
في احدثها وصف تقرير أمريكي الدبلوماسية العمانية بأنها تساعد على إطفاء الحرائق في الشرق الأوسط من خلال نهجها الساعي نحو إحلال السلام في هذه المنطقة التي لا تخلو من التوترات، مشيرا إلى أن التاريخ العماني يشهد على العديد من المواقف التي تعكس هذا النهج.

ووفقا للتقرير المطول الذي نشره موقع (إن بي آر) الأمريكي – موقع الإذاعة الوطنية العامة بالولايات المتحدة -فإن السلطنة تبذل جهودا عديدة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف من أجل الوصول إلى السلام.

بدأ التقرير حديثه عن السلطنة قائلا: على أحد شواطىء العاصمة مسقط، تتجمع العائلات مساء يوم الجمعة للاستمتاع بفترة راحة قصيرة من حرارة الصيف الحارقة، وترتدي النساء العبايات وتلعبن وسط الأمواج الهادئة مع أطفالهن، فيما تعلو الضحكات وتملأ الهواء الدافئ، بينما الأطفال يبنون القلاع الرملية على حافة الماء.

ويصف التقرير الصورة على أنها تعبر عن الهدوء الذي يتنافى مع الأخبار العنيفة القادمة من هذه المنطقة؛ حيث تشترك السلطنة في حدود مع اليمن ، التي تعاني من الحرب. كما تقع عمان بين السعودية وإيران. وبحر عمان – الذي يشهد تجمعات الأسر كل أسبوع- هو جزء من طريق رئيسي لشحن النفط في العالم ، وموقع تعرضت فيه ناقلات نفطية لهجوم في الأسابيع الأخيرة.

ومع ذلك ، تمكنت عُمان من البقاء بعيداً عن كل شيء . وفي جزء من العالم المنكوب المشتعل بالحرب ، برزت السلطنة، كوسيط للحوار الهادئ وكصديق للعديد من الأطراف المتعارضة ، بدبلوماسية استطاعت أن تخلق لنفسها مساحة بين الصراعات دون أن تغمرها.

ويرى التقرير الأمريكي أن سياسة السلطنة الخارجية امتداد لنهجها الداخلي، فعلى النقيض من صخب المدن والعواصم الأخرى في الشرق الأوسط -مثل ازدحام حركة المرور في ، و ناطحات السحاب – تتميز مسقط بالهدوء؛ حيث تسير المركبات على شوارع واسعة ناعمة تصطف على جانبيها مروج خضراء. ويمكن التعرف على المدينة من خلال فيلاتها البيضاء الأنيقة واللامعة الواقعة خلف السياج الذي يمتلىء بالورود. حتى سوق مسقط للأوراق المالية يخلو من الفوضى المعتادة في مثل هذه الأسواق.

ويوضح التقرير أن السلطنة سعت إلى تهدئة الصراع في اليمن، وساعدت في تأمين إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في كل من صنعاء وطهران.

كما انها صديقة لكل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وتلك الصداقة سمحت لمسقط بأن تكون المكان المناسب لاستضافة أول اللقاءات السرية بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين ، وهي المناقشات التي أدت في النهاية إلى خطة العمل الشاملة، والمعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني، في عام 2015.

الآن ، ومع انهيار هذا الأتفاق ، يأمل البعض في إيران والولايات المتحدة أن تتدخل مسقط مرة أخرى.

والتقى الدبلوماسيون العمانيون مع مسؤولين إيرانيين في الأسابيع الأخيرة. كما تم لقاء واتصالات بين السلطان قابوس ووزير الخارجية مايك بومبيو في يناير الماضي، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الإيراني.

وزار إيبريان هوك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران ، مسقط الشهر الماضي في جولة بالمنطقة ، إثر إسقاط إيران لطائرة أمريكية بدون طيار في مضيق هرمز.

ويرى التقرير أن تاريخ عمان التليد يعزز من تميزها مقارنة بالكثير من الدول المحيطة بها؛ حيث لم ولا تدخل في صراعات . وعلى الرغم من أنها دولة عربية، إلا أنها تتمتع بتأثيرات من الهند وشرق إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم نظرا لكونها دولة تجارية على البحر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى