نوران عبدالمنعم
تضع المملكة العربية السعودية صحة حجاج بيت الله الحرام على رأس أولوياتها، ومن أجل هذا الهدف باتت كافة المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة السعودية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وجميع العاملين فيها في أقصى حالات الجهوزية من أجل توفير أفضل سبل الرعاية الطبية للحجاج منذ بداية وصولهم بسلامة الله إلى أرض الحرمين وحتى مغادرتهم منها، عائدين إلى بلادهم، حجاج مغفور لهم بإذن الله.
وسعيا وراء هذا الهدف، تم تجهيز قسم الطوارئ في مستشفى أجياد والمراكز الصحية في الحرم المكي الشريف في مكة المكرمة، استعداداً لتقديم الخدمة الصحية والعلاجية في أقسام الطوارئ والعناية المركزة للحالات الطارئة والعاجلة والحادة لضيوف الرحمن.
4 مراكز صحية توجد داخل الحرم مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، والكادر الطبي المؤهل الذي يستطيع التعامل مع كل الحالات المرضية بما فيها حالات العناية الفائقة.
كما توزعت مراكز الطوارئ في أماكن متفرقة داخل الحرم المكي؛ في توسعة الملك فهد في الجهة الغربية من المسجد الحرام، وبجوار باب السلام في قبو المسعى في الجهة الشرقية من المسجد الحرام، وفي الدور الأرضي بجوار باب اسماعيل، وفي الدور الأول بجوار جسر أجياد.
ويتم تقديم الخدمات الصحية اللازمة للحالة المرضية داخل تلك المراكز حتى يتم شفاؤها ومغادرتها، أو يتم نقلها إلى مستشفى أجياد كما في حالات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وحالات الكسور، وذلك عن طريق فريق صحي متخصص وبواسطة عربات النقل الاسعافي المخصصة لهذا الغرض.
وفي اطار استكمال الجاهزية الطبية في مكة المكرمة، تقوم مدينة الملك عبدالله الطبية بدور حيوي هام في توفير الرعاية المتخصصة باعتبارها المستشفى المرجعي رباعي الرعاية الوحيد على مستوى منطقة مكة المكرمة، حيث تولي موسم الحج اهتماماً خاصاً للتأكد من أن خدمات المدينة تدعم وتساند وتكمل الخدمات الصحية في مكة المكرمة.
ويعتبر مركز القلب بالمدينة المركز الرئيسي الذي يستقبل حالات القلب من الحجاج التي تحتاج إلى تدخل سواء بالقسطرة القلبية أو جراحة القلب المفتوح، حيث يتم قبول كافة حالات الرعاية القلبية، وذلك بالتنسيق الفعال بين المدينة وكافة مستشفيات المشاعر ومكة المكرمة لقبول وتحويل الحالات بأسرع وقت، وذلك بالتعاون مع الإخلاء الجوي للهلال الأحمر، حيث يتم نقل الحجاج المرضى من المشاعر إلى المدينة الطبية تفادياً للزحام وتأخير الحالات العاجلة.
كما تم تقليص الوقت الذي تستغرقه إجراءات الكشف على حالات القلب، وتشخيصها وإجراء عمليات القسطرة الأولية لمرضى الجلطات القلبية الحادة في أقل من 90 دقيقة، وذلك لإنقاذ عضلة القلب في الوقت المناسب.
كما تقوم المدينة الطبية بتوظيف طاقاتها للرعاية القلبية، من خلال منظومة علاجية متقدمة وجميعها تحظى بعناية فائقة، وتعمل على مدار الـ 24 ساعة عبر فريق متميز عالي المستوى من التأهيل العلمي والفني من تخصصات متعددة إشرافية طبية وفنية ومساعدة وعمل جميع الإجراءات التشخيصية والعلاجية والعمليات في أسرع وقت ممكن لتمكين الحاج من اكمال مناسك الحج والعودة سالماً ومعافى إلى وطنه بإذن الله.
ويقدم قسم جراحة القلب بالمدينة خدمات جراحية تخصصية معقدة لا تجرى إلا في أكبر المراكز العالمية وبمخرجات طبية مماثلة للمعايير العالمية، ويتميز المركز كذلك بخبرة عالية في زراعة المضخات الطاردة (القلب الصناعي) وبرنامج متكامل للعناية بمرضى فشل القلب.
ويقوم فريق متكامل بالقسطرة التداخلية بإجراء عمليات لتبديل الصمام الأورطي عن طريق القسطرة دون الحاجة لجراحة القلب المفتوح كإجراء بديل لكبار السن أو من لديهم أمراض متعددة لا تسمح حالاتهم بإجراء عمليات القلب، مما يسهل على المريض عناء الجراحة، وتمكنهم من استكمال حجهم بأقل مضاعفات ممكنة ومن الشفاء بأسرع وقت، خاصة من كبار السن.
وفي داخل مستشفى النور التخصصي في مكة المكرمة، تم إعداد خطة عمل متكاملة لتوفير أفضل مستويات الرعاية الطبية للحجاج، وذلك من خلال دعم كافة الأقسام والعيادات بالكوادر الطبية المتخصصة والمدربة، وتوفير الأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة، وبما يتماشى مع ما توليه القيادة السعودية من عناية واهتمام بالحجاج والمعتمرين.
وأوضحت وزارة الصحة السعودية أن إدارة مستشفى النور كلفت أكثر من (400) طبيب من كافة التخصصات الطبية، و(785) ممرضاً وممرضة بالإضافة الى أكثر من (225) فني وفنية في كافة الأقسام الطبية المساعدة مع إعطاء الأولوية لأقسام الطوارئ والحالات الحرجة، حيث تم تجهيز قسم الطوارئ بطاقة سريرية تبلغ (70) سرير مجهز رقمياً ومزودة بأحدث الأجهزة الطبية.
يُذكَّر أن مستشفى النور التخصصي يضم أكثر من (500) سرير ويقدم الخدمات الطبية المتخصصة في مجال الجراحة بمختلف التخصصات، وأمراض القلب، إضافة إلى خدمات العناية المركزة، ووحدة الحروق، وخدمات الحوادث والطوارئ، ووحدة المناظير، والغسيل الكلوي، وخدمات طب العيون، ورعاية مرضى السكري، وخدمات الأسنان، إضافة إلى الأشعة، والمختبر وبنك الدم، وأمراض الروماتيزم والتأهيل، والخدمات الصيدلانية.
وكانت وزارة الصحة السعودية وبغية التعامل مع الحالات الصحية الطارئة في موسم الحج لهذا العام، قد أتمت تجهيز ٦ مهابط للطائرات في المستشفيات التابعة لها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بهدف إجلاء الحالات المريضة بشكل سريع إلى جميع المستشفيات ذات التخصصات المطلوبة وخاصة حالات السكتات الدماغية والجلطات القلبية والحالات الاصابية وحالات العناية المركزة الخطرة والتي تحتاج إلى التدخل الطبي السريع.
كما تنظم الجمعيات الخيرية بالمملكة بالتعاون مع وزارة الصحة دورات تدريبية للعاملين في برنامج الاستقبال المدني للحجاج ضمن مبادرة ” مكة.. مدينة القلب الآمن”، بهدف تعليم المتدربين عمليات الإنعاش القلبي الرئوي للبالغين الإسعافات الأولية وانسداد مجرى الهواء وجهاز الصدمات الكهربائية.