إقتصاد

تواكباً مع يوم النهضة العُمانية استمرار استراتيجية الشراكات الاقتصادية

استمع الي المقالة

نوران عبد المنعم

في الوقت الذي تستعد فيه سلطنة عُمان للاحتفال بيوم النهضة في الثالث والعشرين من يوليو الحالي والاحتفاء بالعيد الوطني التاسع والأربعين في الـ18 نوفمبر المقبل والذي يتوج مسيرة نصف قرن من العطاء والبناء للمجتمع العُماني البشر قبل الحجر تحت قيادة سياسية حكيمة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، تستمر الحكومة العُمانية في تنويع الإجراءات والفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الجانب الاقتصادي في المرحلة المقبلة، من خلال تفعيل الشراكات الاقتصادية المتمثلة في جهود القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.

وفي هذا الإطار تأتي الأدوار التي تقوم بها غرفة تجارة وصناعة عُمان التي وقعت هذا الأسبوع مذكرة تفاهم مع غرفة تجارة وصناعة لندن، وبروتوكول تعاون مع غرفة التجارة العربية البريطانية لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي وتشجيع الأعمال وإقامة الشراكات وتوسيع آفاق العلاقات التجارية مع الغرفتين.

ولا شك أن مثل هذه الاتفاقيات والشراكات ضرورية لتعزيز النشاط الاقتصادي وحفزه نحو المزيد من الآفاق باتجاه المنشود في المستقبل القريب، ارتكازاً على الإرث الذي تشكل في العقود الماضية من مسيرة بناء مؤسسات الدولة العصرية الحديثة، لأن الاقتصاد الوطني عبارة عن تراكم لمعارف وخبرات وإنجازات تأتي ثمرتها المتجددة من خلال التفاعل مع الزمن والاختبارات المستمرة على طول السنين، مع كل مرحلة جديدة من مراحل النماء والتطوير.

ومن ثم فإن التفاعل مع العالم في إطار البنى الاقتصادية الجديدة، ضروري مع متغيرات العصر ومستجداته، وهنا يمكن الإشارة إلى الأنشطة المتنوعة في هذا الإطار، فعلى صعيد النشاط الحكومي جاءت مشاركة السلطنة في أعمال الاجتماع السنوي الذي نظمه المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة داليان الصينية، الذي هدف إلى مناقشة دور الشركات الصغيرة والمتوسطة وصناديق التقنية والشركات المتخصصة في الابتكار والمعلومات وإنترنت الأشياء في الدفع بمعدلات النمو في الاقتصاد العالمي خلال السنوات القادمة.

هذه المشاركات العُمانية مع الفعاليات العالمية تتقاطع ما بين الدوافع والأهداف الراهنة والمستقبلية المرتبطة بالإطار الحكومي بشكل مباشر وأبعد من ذلك القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومجال ريادة الأعمال، التي يعول عليها كشريك فاعل في التنمية المستدامة في السنين المقبلة والتي بدأت بالفعل برسم طريقها المنشود في هذا المسار الحديث، حيث الابتكار والتكنولوجيا الجديدة وتوظيف الإنترنت، وغيرها من المجالات المتعلقة بالمعلوماتية والذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة من التاريخ الإنساني.

على صعيد آخر تأتي عملية التأهيل المستمر للكوادر العُمانية الوطنية في سبيل المضي باتجاه إنجاز السياسات المنشودة في كافة القطاعات وإنفاذ الخطط والبرامج، وجاء برنامج (اعتماد) الذي دشن الأسبوع الماضي تحقيقاً لتمكين الإدارات العمانية الوسطى والعليا في القطاع الخاص.

ومن هنا تتكامل الأهداف العليا الكبيرة في رسم المسارات الأكثر ديمومة للنهضة والاتجاه إلى المرحلة المقبلة في الألفية، من حيث الاستعداد للرؤية المستقبلية “عمان 2040”.

يبقى القول أن تكاملية الجهود العُمانية الوطنية سواء على مستوى العمل والنشاط داخل القطاع الحكومي أو الخاص وعبر مختلف الأنشطة والفعاليات، على مستوى الداخل والمشاركات الخارجية، تأتي بهدف توسيع الرؤى والقدرات العُمانية والانفتاح باتجاه التجارب الجديدة والاستفادة من كافة خبرات الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى