نوران عبدالمنعم
أكدت المملكة العربية السعودية على دورها المحوري في حفظ الوئام والسلام العالمي، وأهمية مركزية المملكة وثقلها العالمي بوصفها القائد للعالم الإسلامي.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها معالي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، في الإحاطة غير الرسمية للدول الأعضاء حول استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية، والتي عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأوضح معاليه أن العَالَم اليوم يواجه كثيرًا من التحديات، أهمها صنع الإنسان المسالم المحب للآخر المتقبل له، مفيدًا أنه قبل كل شيء يتوجب على الجميع الإيمان بأن هناك مشتركات إنسانية وطبيعية تجمعنا وهي كافية لإحلال الوئام والسلام في عالمنا.
وأفاد أنه ينبغي عدم ممارسة أي أسلوب من أساليب النفعية على حساب القيم الإنسانية المشتركة، لذا، من المهم الانفتاح على الآخرين ومواجهة التحديات بثقة وتفاؤل والسعيَ دومًا لإيجاد الحلول بأقل التكاليف وأقل المخاطر.
وأشار معاليه إلى المؤتمر الذي عقدته رابطة العالم الاسلامي في شهر مايو الماضي، واصفًا إياه بالمؤتمر النوعي والذي حمل عنوان “القيادة المسؤولة” وذلك بحضور كبار القيادات الدينية من مختلف أتباع الأديان وعدد من كبار المفكرين والسياسيين والحقوقيين الحكوميين والأهليين حول العالم وعدد من منسوبي الأمم المتحدة، إلى مواجهة خطاب الكراهية حول العالم وحل القضايا العالقة بمنطق السلام العادل والشامل.
وقال السفير المعلمي: “صناعة الوئام تبدأ من الحوار وروح الفريق الواحد وتحديد الأهداف والأولويات عنصر مهم في النجاح، لذلك أدركت المملكة العربية السعودية أهمية وعمق هذه الصناعة من خلال إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “كايسيد” وهو منظمة دولية تأسست عام 2012 من قِبَل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسسًا مراقبًا حيث يقع مقر المركز في مدينة فيننا، عاصمة النمسا، وهدفه السعي لدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب ومحاربة خطاب الكراهية الذي يُعَدُ العنصر والمسبب الرئيسي في صُنع الاٍرهاب والتطرف بكل أشكاله.
ولفت النظر إلى أن المملكة قامت بإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وتمويله، مفيدًا أن المركز مستعد للتعاون مع الجميع لمكافحة ظاهرة خطاب الكراهية.
وأضاف قائلاً: “لا يفوتني التنويه بوثيقة مكة المكرمة التي كتبت وصدرت في 30 مايو 2019م، وتنص الوثيقة على تأصيل قيم التعايش بين الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة في العالم الإسلامي، وأقرّها 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية”.
وأوضح أن أبرز ما جاء في الوثيقة من بنود ذات الصِّلة بحوار اليوم هي (التصدي لممارسات الظلم والعدوانية والصدام الحضاري والكراهية، ومكافحة الإرهاب والظلم والقهر، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة والشعارات العنصرية).
وبَيَّنَ السفير المعلمي أن أولوية حوار اليوم تأتي في وضع خطة فعالة وفاعلة لمواجهة خطاب الكراهية مع تعزيز المناعة الفكرية لدى الجميع وخاصة الشباب، مؤكدًا أن خطابات الكراهية والإرهاب والتطرف عابرة للقارات والمنازل والعقول من خلال كل أنواع وسائل التواصل اليوم، تحتم على الجميع الوقوف بحزم ومحاسبة المسهلين والناقلين من خلال وضع حزمة من القوانين الدولية.