سلايدرسياسة

ظريف: لولا قوة إيران.. ما تراجعت التهديدات الأمريكية!

* المنطقة متورطة بسياسات فئة قليلة من دعاة الحرب

استمع الي المقالة

في حديث خاص لقناة العالم: من الألف الى الياء مع الوزير ظريف.. لا تهدد الايراني، أکد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في لقاء خاص لقناة العالم ان “الجمهوریة الاسلامیة في ایران کانت ولاتزال ترید السلام والتعهّد بالإلتزام بالقواعد الدولية، إلا أنّها لا تستطيع الالتزام بذلك إزاء سیاسات أمریکا المتمثّلة بفرض الحرب”.

ظريف للعالم: ملتزمون بالسلام ما لم يفرضوا الحرب.. وتمنی ظريف أن یکون شهر رمضان، شهراً للوحدة والتضامن والتنسیق بین المسلمین مقابل المشاکل التي یواجهها العالم الإسلامي وعلی الأخصّ مشکلة الکیان الصهیوني، والأخطار التي تهدّد القدس الشریف وفلسطین.

ايران ملتزمة بالسلم ما لم يُفرض عليها الحرب

وصرح وزير الخارجية الايراني:”ماهو ضروري للعالم أن یکون مطّلعاً علیه یتمثّل في هذه الحقیقة التي مفادها أنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران کانت ولاتزال ترید السلام والتعهّد بالإلتزام بالقواعد الدولیة. إلا أنّها لاتستطیع الالتزام بذلک ازاء سیاسات أمریکا المتمثّلة بفرض الحرب”.

وأضاف ان”السیّد ترامب وفي إحدی مقابلاته خلال الاسبوع المنصرم مع قناة فوکس نیوز المعروفة في الولايات المتحدة، أعلن “أنّنا لانرید الدخول في حرب عسکریة مع ایران، لکنّنا دخلنا حرباً إقتصادیة معها”، ماذا تعني عبارة حرب إقتصادیة؟ معنی العبارة الآنفة الذکر هو أنّ حکومة الولایات المتّحدة قد إستهدفت الشعب الایراني، یجب أن یعلم جمیع شرکاؤنا هذه الحقیقة، کما یجب أن یعلموا ماهي طریقة حلّ هذه الأزمة. حلّ الأزمة لن یکون عن طریق توتّر الأجواء من قبل أمریکا، أو الخروج من أجواء حربیة مفتعلة، قام الأمریکیون بخلق هذه الأجواء کي یُنسی الموضوع الرئیس”.

رسالة ظريف في زياراته لدول خارج المنطقة

وبيّن ظريف ان “الموضوع الرئیس هو أنّ أمریکا قامت بخرق القانون، وفرضت علی الشعب الایراني حرباً تفتقد الشرعیة والقانون، إلی درجة أنّها تسعی إلی منع وصول الغذاء والدواء إلی ایران، هذا الذي یجب أن یوضع حدّ له. هذه هي الرسالة التي نقلتها في زیاراتي للدول الواقعة خارج المنطقة وکذلك في تنقّلاتي بین الدول الإقلیمیة”.

دعوة دول الجوار لتوقيع معاهدة عدم الاعتداء

وأشار وزير الخارجية الايراني الی زياراته للدول الاقليمية قائلا:”خلال زیاراتي للدول الإقلیمیة نقلت رسالة، في حقیقة الأمر هي تکرار لنفس الرسالة التي طرحتها عند بدایة تسلّمي منصبي في وزارة الخارجیة، داعیاً فیها إلی الحوار مع الدول الإقلیمیة والتوقیع علی معاهدة عدم الإعتداء، وهذه الرسالة نُقلت إلی دول المنطقة إضافة إلی الرسالة الأصلیة إلی أصدقائنا وجیراننا، وإلی الدول التي للأسف تتصوّر أنّها تستطیع الوصول إلی مبتغاها عن طریق الولایات المتّحدة”.

وعن زياراته الی الدول الاخری قال ظريف:”إن شاء الله ستکون لنا زیارات أیضاً لدول أخری ولکن ترکیزنا علی الجیران. بالطبع، قمتُ شخصیاً بزیارة أغلب الدول الجارة، کما أنّ مساعدي للشؤون السیاسیة قام بزیارة عدد من الدول العربیة المطلّة علی الشاطئ الجنوبي للخلیج الفارسي، یتبقّی بعض الدول الجارة التي لم تشملها زیاراتي الآخیرة، وإن شاء الله سأزورها بهد إنتهاء الشهر الفضیل وکذلك بعد نهایة عطلة عید الفطر المبارک”.

المنطقة متورطة بسياسات فئة قليلة من دعاة الحرب

ووضح وزير الخارجية الايراني ان “الهدف من الحوار مع الدول الجارة في حقیقة الأمر هو طرح الوقائع، وماهي وجهات نظرنا مقابل ایجاد التوتّر من قبل أمریکا، وما هي طریقة الحلّ للخروج من هذا الوضع، إضافة إلی طریقة الحلّ للمنطقة، لأنّ منطقتنا قد تورّطت بالسیاسات الداعیة لإشعال الحرب من قبل فئة قلیلة من الأفراد في أمریکا والکیان الصهیوني وللأسف بعض الدول الإقلیمیة”.

وأعلن ظريف انفتاح الجمهورية الاسلامية علی جمیع الدول العربیة المطلّة علی الخلیج الفارسي، قائلاً:”للأسف اختارت ثلاثة من هذه الدول طریقاً آخر. نحن نعتقد أنّ الطریق الذي إنتخبته الدول الثلاث لن یکون مؤثّراً، بل هو طریق خطر لهذه الدول قبل أن یکون خطراً علی الدول الأخری، ونحن لم نضمر أيّ شرّ لهذه الدول وحتّی الیوم لانرید بهم شرّاً. نحن نعتقد بأنّنا جیران وسوف نبقی جیران بسبب الواقع الجغرافي. علی هذا الأساس، إذا لم یسافر الدکتور عراقجي إلی هذه الدول، فهذا الأمر لیس إختیارنا نحن بل إختیار تلك الدول التي فضّلت مسیراً آخراً”.

ايران في ذروة قوتها في المنطقة وهذا ما يقلق امريکا

وأکد ظريف انه “بتوفیق من الله عزّ وجل، وببرکة السیاسات المحنّکة والفذّة للجمهوریة الإسلامیة، فأنّ ایران الیوم في ذروة قوّتها في المنطقة. نحن لانمرّ بظروف صعبة، وسبب الضغوط الأمریکیة علی بلادنا وشعبنا یعود إلی القلق الذي یعتري أمریکا من قوّة ایران في المنطقة. وللعلم فانّنا لم نحصل علی القوّة عن طریق فرضها علی الشعب بل عن طریق الإختیار الصحیح، دائماً کان إختیارنا في المنطقة یعود إلی الشعب الذي کان ولایزال هو الذي یختار. واجهنا الإرهاب والتطرّف وهذا یعني أنّه لدینا القوّة”.

وأضاف ظريف:”فیما یخصّ موضوع متّی قدّمنا هذه الإقتراحات، فأنّ أوّل مقالة کتبتها بصفتي وزیراً للخارجیة کتبتها لصحیفة الشرق الأوسط باللغة العربیة، وفیها قدّمت إقتراحي للحوار مع الدول الإقلیمیة”.

وتابع وزير الخارجية الايراني:”بمجرّد أن إنتهت المفاوضات النوویة الخاصّة ببرنامج ایران النووي السلمي، حینما کانت الدول الجارة لنا قلقة من تقارب أمریکا مع ایران، وکان مسؤولو هذه الدول یتحدّثون رسمیاً من أنّ أمریکا قد إنتخبت ایران ووضعت تلك الدول جانباً، نحن رفضنا الدخول في حوار مع أمریکا حول المنطقة بأيّ شکل من الأشکال، وقلنا أنّه یجب أن تکون حواراتنا بشأن المنطقة مع دولها فقط. آنذاك أعلنّا بصراحة عن إستعدادنا للحوار مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون، لکن للأسف الشدید بعد أن ردّ الدکتور روحاني بایجاب علی رسالة أمیر دولة الکویت، أعلن السیّد محمد بن سلمان بصراحة ان لا حوار بیننا وبین ایران وسوف ننقل المعرکة إلی داخل الأراضي الایرانیة. یبدو أنّ أصدقاءنا في بعض هذه الدول قد نسوا التاریخ، فهم یعتقدون أنّ هذه الإقتراحات قد طُرحت للتوّ، فیما یخصّ إقتراح التوقیع علی معاهدة عدم الإعتداء قدّمته في نفس المقالة التي ذکرتها لکم، وقلتُ في المقالة أنّ منتدی الإجتماع الإقلیمي في منطقة الخلیج الفارسي یمکن أن ینتهي بالتوقیع علی معاهدة عدم الإعتداء.”

واستطرد الوزير حديثه قائلاً:”أصدقاؤنا لم یدقّقوا بهذه الإقتراحات أو لم یریدوا أن یدقّقوا، والسبب أنّهم عقدوا آمالهم علی مکان آخر، إعتقدوا أنّ الولایات المتّحدة الأمریکیة، والعیاذ بالله ربّ الکون، بإمکانها تخلیص هذه الدول من جمیع المشاکل التي تعاني منها، وکما یقول الأمریکیون بلسانهم أنّ هذه الدول کانت تقول بأنّ أمریکا علی إستعداد للحرب مع ایران حتّی آخر جندي أمریکي!”.

الأمریکیون متذبذبون في القول.. والمعيار لدينا، العمل

وقال وزير الخارجية الايراني:”ما نتابعه في سیاستنا الخارجیة یتمثّل في الشفافیة، لو تتذکّرون المفاوضات السابقة التي دخلناها مع الأمریکیین فقد أعلن قائد الثورة الإسلامیة (حفظه الله) في عید ذلك العام من أنّه یمکننا الدخول في حوار. لا نسعی لأيّ عمل سرّي، فسیاستنا الخارجیة شفّافة کما أنّ منطقنا واضح فقد قلنا مراراً وتکراراً عدم حاجتنا إلی وساطة، مایحدث هو أنّ أمریکا قد بدأت بحرب إقتصادیة ضدّ شعبنا. یمکن للمرء أن یقول مایحلو له، فهذا الکلام الصادر من أمریکا کما تسمعون، في أحد الأیّام یطلق الأمریکیون کلاماً شدید اللهجة بینما في یوم آخر یصدر عنهم کلام ایجابي، لکنّ المعیار هنا هو العمل.

وتابع ظريف:”الیوم أمریکا منشغلة بحرب إقتصادیة فاعلة ضدّ ایران، کما أنّها تتّصل ببعض الأفراد وتبثّ الرعب في قلوبهم، بسبب وجود علاقات إقتصادیة منطقیة لهم مع ایران. والآن إنتبهوا إلی ماتقوم به أمریکا، لیس فقط تقوم أمریکا بإنتهاك وخرق قرار مجلس الأمن الدولي بل تشجّع وتجبر الآخرین علی القیام بإنتهاك القرار، تماماً کبلطجي یقف أمام إشارة المرور أو تقاطع الطرق ویقول لسائقي السیّارات الذین ینوون العبور من التقاطع إذا ما وقفتم خلف الإشارة الحمراء فسوف أحطّم زجاج سیّاراتکم! أو أن یقول لهم إذا ما عبرتم عندما تتحوّل الإشارة إلی خضراء فسوف أحطّم سیّاراتکم! هذه هي السیاسة التي تتابعها أمریکا في یومنا هذا، وهذه السیاسة یجب أن تتوقّف، أقصد سیاسة البلطجة والسیاسة المفروضة وسیاسة الإرهاب الإقتصادي ضدّ الشعب الایراني. حینما تتوقّف هذه السیاسات فأنّ الأجواء سوف تتغیّر بشکل کامل”.

لاتهدد الايراني أبداً !

وأوضح الوزير ان الاهدف من زياراته الی دول المنطقة کانت أوّلاً تقديم ایضاحات بشأن سیاسات الولايات المتحدة، وثانیاً توضیح سیاسات الجمهوریة الإسلامیة وهي أنّنا نسعی إلی المسایرة والتعاون في هذه المنطقة. فلقد کانت ايران هکذا منذ البدایة ولاتزال کذلك”.

وعن مشاهدة أي رد تراجع أو مرونة في سلوک الولايات المتحدة، قال ظريف:”نعم شاهدنا ذلک في القول والخطاب ولکن ما يهمنا فهو العمل. نعم، المواقف مهمّة من حیث أنّه یجب علی هذه الدول أن تخاطب ایران بکلّ إحترام، لکن هذا السلوب لیس فیه شئ من الإحترام؛ أن تقوموا بممارسة الضغوط الإقتصادیة وتدخلوا حرباً إقتصادیة، هذه هي کلّها مؤشّرات علی عدم الإحترام. الشرط الأساسي للإحترام هو الموقف المتساوي بین الأطراف”.

وأضاف الوزير:”الحرب الإقتصادیة إن دلّت علی شئ فإنّما تدلّ علی السیاسة المفروضة وسیاسة البلطجة، وهذه السیاسة لن تجد طریقها إلی النجاح مع ایران علی الإطلاق. قلتها شخصیاً في إحدی المرات، لاتفکّروا علی الإطلاق بتهدید أيّ ایراني، ولا أزال أقول هذا الکلام. فسیاسة التهدید یجب ألا تُستخدم ضدّ أيّ شعب وأيّ دولة، نحن کإیرانیین نقول بأنّ هذه السیاسة لن تجدي نفعاً معنا”.

حقيقة السياسة الامريکية بين مزاعم التهديد والترغيب

ورأی ظريف انه بالإمکان النظر إلی موضوع تهديد ترامب بالحرب وترغيبه الی الحوار من بُعدین:”البُعد الأوّل یمکن القول بأنّ السیاسة التي تتابعها الولایات المتّحدة والمتطرّفون فیها عرض الحوار وعرض المفاوضات في السیاسات المعلنة، حتّی أنّ السیّد بولتون ذکر في المقالة التي کتبها عام 2017 هذا الإقتراح والمتمثّل في أنّه بعد الخروج من إتّفاقیة خطّة العمل المشترك الخاصّة بالبرنامج النووي الایراني السلمي اعلنوا عن الحوار والمفاوضات، هذه واحدة من المشاکل. أمّا فیما یخصّ المشکلة الثانیة فتتمثّل في عدم وضوح سیاسات الإدارة الأمریکیة الحالیة، إلی درجة أنّ العالم لم یستوعب ما یریده الأمریکیون علی وجه التحدید وماهي الأهداف التي یسعون إلیها. وفیما یخصّ ما ذکرتموه أنتم، أنّه یبدي إعجابه ومحبّته للشعب الایراني، ما نلاحظه ونلمسه هو ممارسة الضغط علی الشعب الایراني ومنع بیع الغذاء والدواء وقطع غیار الطائرات له، أنا شخصیاً ذکرتُ هذه المطالب الثلاثة لأنّ محکمة العدل الدولیة أمرت الإدارة الأمریکیة فیما یخصّ المطالب الآنفة الذکر السماح بإجراء وتنفیذ المعاملات المصرفیة، وهذا الأمر مؤقّت للعلم. علی هذا الأساس، فإنّ الحکومة التي لن تسمح بالتعاملات المصرفیة في هذه القطاعات، وفي حقیقة الأمر تفرض حظراً وعقوبات علی المصارف المشارکة، لا یمکن أن تدّعي بأنّها تتعاطف مع الشعب الایراني”.

وعن تأثير هذه السياسة الامريکية علی مدی امکانية العامل معها، قال ظريف:”ماهو مهمّ لنا في الحقیقة وضع حدّ للتهدید لغة وعملاً ضدّ ایران، سواء کان التهدید إقتصادیاً أم عسکریاً”.

وأکد ان “الجمهوریة الإسلامیة في ایران قویّة جدّاً بتوفیق من الله عزّ وجل، وبإمکانها مواجهة أيّ تهدید. وخطورة التهدید الموجّه لایران تستهدف أکثر تلك الدول التي تشجّع أمریکا علی بلورة تهدیداتها، ومن مصلحة هذه الدول أن توقف سیاساتها. ولکننا لن نسعی لأيّ مواجهة أو صراع؛ فان أمریکا هي التي أدارت ظهرها لطاولة المفاوضات وترکتها، وأمریکا هي التي خرجت من إتّفاقیة خطّة العمل المشترك الخاصّة بالبرنامج النووي الایراني السلمي، کما أنّ أمریکا هي التي بادرت بسیاسة ممارسة الضغط والتهدید، لذا علی أمریکا أن تغیّر هذه السیاسات”.

سياسة الولايات المتحدة متورطة بنتانياهو

وقال وزير الخارجية الايراني:”کما ذکرتُ شخصیاً في أمریکا خلال شهر نیسان/أبریل المنصرم، في حديث لقناة فوکس نیوز هناك مجموعة تسعی لتحقیق مصالح غیر أمریکیة، بمعنی أنّها کانت تتابع مصالح لا تخصّ الشعب الأمریکي، بل کانت ولاتزال تحمّل الشعب الأمریکي نفقات باهظة. یجب علی الشعب الأمریکي أن یعي هذا الأمر بشکل کامل، وهو أنّ سیاسات أمریکا رهن لرغبات نتنیاهو؛ أن تأتي أمریکا إلی منطقتنا وتتنازل عن القدس الشریف، هذه المدینة لیست ملکاً لأمریکا کي تهبها لمن تشاء، قامت بمنحها لنتنیاهو! کما أنّ مرتفعات الجولان لیست لأمریکا لکنّها منحتها لنتنیاهو أیضاً!

وتابع ظريف:”للأسف الشدید هناك مجموعة من الحکام في منطقتنا یساندون ویدعمون هذه السیاسات، ماذا یعني کلّ هذا؟ هذا یعني أنّ کلّ هذه السیاسات تدور في مصلحة “إسرائیل” ولیست مصالح أمریکا، کما أنّها ضدّ مصالح شعوب المنطقة وحتّی مصالح الشعب الأمریکي. لذا، علینا تحدید وتوضیح هذه الأمور للأمریکیین من أنّ ما إتّخذته حکومتهم في القدس الشریف وفي مرتفعات الجولان، ونحن نحيي یوم القدس العالمي، علینا أن نوضّح للعالم أنّ القدس ملك للفلسطینیین ولیست للإدارة الأمریکیة کي تهبها لمن تشاء، ولن یستطیح أحد في منطقتنا عن طریق شراء الأراضي وبناء الفنادق إنتزاع القدس من الفلسطینیین، علی حکّام المنطقة أن یعوا الأمور ولایسیروا خلف خطّ ینتهي بهم المطاف بمواجهة الشعب الفلسطیني، وللأسف فقد واجهوه، لأنّهم یعتقدون أنّهم سیحصلون علی قلب ترامب ورضاه من خلال نتنیاهو، ومن خلال نتنیاهو یمکنهم تعویض سیاساتهم الخاطئة في المنطقة. هذه السیاسة خطأ، أنتم وفقاً لأيّ سبب تتبعون هؤلاء الذین لایعتبرونکم قرشاً أسوداً حتّی، بل یستفیدون منکم کوسیلة لا أکثر. تعالوا فنحن جیران في المنطقة، یجمعنا دین واحد ولدینا تاریخ مشترك وثقافة، نحن یمکننا العمل سویّآً بصورة أفضل بدلاً من اللحاق باولئك، هم یسعون إلی الحرب، (جون بولتون ومايك بومبيو وبنيامين نتنياهو و ابن سلمان) يسعون وراء الحرب، وهذه الحرب لیست من صالح المنطقة، وأکثر من ذلك لن تکون في صالح اولئك الذین یسعون لإشعال الحرب.

واستطرد ظريف حديثه قائلاً:”توجد عدّة مواضیع، أحدها وهذا شعوري وتحلیلنا بصورة جماعیة، من أنّ السیّد ترامب وبالأخصّ نظام إتّخاذ القرار في الإدارة الأمریکیة، بالطبع لاتقتصر هذه الإدارة علی عدد من الأفراد الموجودین في الأجهزة الحکومیة، معارضین للحرب. هؤلاء یرون الحرب خطراً علی مستقبلهم. ومن جانب آخر فأنّ إمکانیات وقدرات الجمهوریة الإسلامیة في ایران واضحة للعیان، لهذا نحن نعتقد بعرضها من خلال هذا المسیر. ولکن الحقیقة تکمن في أنّ ما تسمّی بالسیاسات المفروضة والهیمنة التي لم تثمر سببها مقاومة الناس، فالمقاومة في لبنان منعت سیاسات “إسرائیل”، کما أنّ المقاومة في سوريا والمقاومة في الیمن، کلّ ماسبق ذکره هو مقاومة إلی جانب مقاومة الشعب الایراني بحمدالله”.

متی سيتصل ظريف بترامب؟

وعن الظروف التي تمهد للحوار بين ايران و الولايات المتحدة قال قال وزير الخارجية الايراني:”إتّخاذ القرار بشأن هذا الموضوع یجب أن یتمّ من خلال أعلی المستویات في البلاد، نحن نقول أنّ الشرط الأساسي أن یکون للحوار معنی. ویکون للحوار معنی حینما یلتزم الطرف الآخر بما تعهّد به. نحن حاورنا أمریکا لعدّة أشهر، من وجهة نظرنا فإنّ هذه الإدارة لاتختلف عن سابقتها ولا عن اللاحقة لها، یعتقد البعض بوجود مشکلة لنا مع السیّد ترامب، کلا! نحن تحاورنا وتفاوضنا مع الإدارة الأمریکیة، لم تنجح الإدارة الأمریکیة بالإلتزام بما تعهّدت به. خلال رئاسة السیّد أوباما لم تنجح الإدارة الأمریکیة بتنفیذ جمیع تعهّداتها وتبرأت ممّا إلتزمت بتنفیذه، أمّا خلال رئاسة السیّد ترامب فقد خرج الأمریکیون بصراحة من إتّفاقیة خطّة العمل المشترك الخاصّة بالبرنامج النووي الایراني السلمي وقد کان هذا الإجراء خرق للإتّفاقیة، وإن دلّ هذا التصرّف علی شئ فإنّما یدلّ علی عدم وجود حکومة أمامنا کي نتفاوض معها، لأنّ الحوار والتفاوض من أجل الحوار فقط لامعنی له، فالحوار أو التفاوض هما من أجل الوصول إلی معاهدة أو إتّفاقیة. والإتّفاقیة أیضاً لیست من أجل الإتّفاقیة فحسب، بل لتطبیقها ووضعها موضع التنفیذ.

حسناً، حالیاً لدینا إتّفاقیة تتکوّن من مائة وخمسین صفحة، والأمریکیون لن یحصلوا علی إتّفاقیة أفضل من هذه في المجال النووي وفي أيّ زمان”.

لتثبت أمريكا أُخوّتها أولاً؛ ثم تطلب الميراث

وفي رده علی سؤوال حول امكانية تبلور مفاوضات جديدة مع الطرف الامريكي، قال ظريف:”لاحظ معي، أنتم تریدون البدء بمفاوضات جدیدة، من أجل ماذا؟ من أجل الوصول إلی إتّفاقیة، هل هذه الإتّفاقیة یجب أن تنفّذ أم لا؟ إذا کان من المفروض أن تُنفّذ فلدینا إتّفاقیة موجودة. بدایة علیهم أن ینفّذوا الإتّفاقیة الموجودة کي یبیّنوا للعالم أنّهم یلتزمون بما یتّفقون علیه، ثمّ لاحقاً علیهم أن یحضروا ویتحدّثوا عن أيّ شئ”.

وأضاف وزير الخارجية الايراني:” لدينا مثل في اللغة الفارسیة یقول “أثبت الأخوّة اولاً ومن ثمّ طالب بالمیراث”! بدایة علی الأمریکیین أن یثبتوا أنّهم طرف في الإتّفاقیة، هذه الإتفاقیة التي یصلون إلیها لیست من صفحتین، لم تکن لدینا إتّفاقیة مکوّنة من صفحتین مع الإدارة الأمریکیة، نحن کان لدینا إتّفاقیة تتکوّن من مائة وخمسین صفحة، وللعلم فإنّ هذه الإتّفاقیة لم توقّع مع الإدارة الأمریکیة فقط، بل مع ستّ دول والإتّحاد الأوروبي”.

الدور الأوروبي بين القول والعمل

وعن الدور الأوروبي قال ظريف:”لاحظ معي، بإمکان الجمیع أن یؤیّدوا إتّفاقیة خطّة العمل المشترك ویمیلوا إلیها، والآن دعنا نضع أمریکا جانباً لأنّها خرجت رسمیاً من الإتّفاقیة لدرجة أنّها لاتؤیّدها حتّی باللسان وتعتبرها أسوأ إتّفاقیة في تاریخ البشریة، لکنّ الدول الأوروبیة تساند وتدعم الإتّفاقیة النوویة باللسان. نحن بإمکاننا دعم الإتّفاقیة باللسان أیضاً، ما قامت ایران بتنفیذه یبیّن أنّها نفّذت الإتّفاقیة بطریقة عملیة. والآن أنا أطرح هذا السؤال علی الدول الأوروبیة، کم عدد الشرکات الأوروبیة حالیاً في ایران؟ کم عدد الدول الأوروبیة التي تقدّم خطابات الإعتماد المصرفیة لایران في الوقت الراهن؟ کم یبلغ عدد المصارف الأوروبیة التي تتعامل مع ایران؟ لذا، علی الدول الأوروبیة أن تثبت بطریقة عملیة مساندتها للإتّفاقیة النوویة بدلاً من ذکر ذلك علی اللسان، کیف تقوم الدول الأوروبیة بالدعم والمساندة؟ بإمکاني أنا أن أنتهك جمیع بنود الإتّفاقیة وموادها ومن ثمّ أقول بلساني أنّني أحمیها وأدعمها. هذا ماتقوم به أوروبا في الوقت الراهن، لم تلتزم أوروبا بأيّ بند من بنود الإتّفاقیة النوویة، ظاهریاً نعم أوافقکم الرأي، ولکن بصورة عملیة لم تلتزم بها علی الإطلاق”.

وأضاف الوزير:”ماهو مطلوب من أوروبا أن تقوم بتنفیذ الإتّفاقیة بصورة عملیة، ماهو معنی تنفیذ الإتّفاقیة؟ یعني بأنّنا لم نوقّع الإتّفاقیة مع أمریکا، بل مع مجموعة من الدول، التي قامت بدورها بنقل الإتّفاقیة إلی مجلس الأمن الدولي الذي أصدر أعضاؤه قراراً بشأن الإتّفاقیة النوویة. یهدف القرار المذکور إلی تحقیق أمرین، ضمان سلمیة البرنامج النووي لایران، وضمان تطبیع العلاقات الإقتصادیة لایران مع العالم. أربعة عشر تقریراً للوکالة الدولیة للطاقة الذرّیة تثبت بما لاتدع مجالاً للشكّ أنّ ضمان سلمیة البرنامج النووي لاغبار علیه. الیوم، یجب علی الأوروبیین أن یبیّنوا ویثبتوا أيّ مصرف یتعامل مع ایران، أيّ شرکة ملاحیة تتعامل مع ایران، وأيّ مصفاة أوروبیة تشتري النفط الایراني. أن تعلن الدول الأوروبیة أنّها تدعم الإتّفاقیة النوویة لاقیمة له حینما یکون الشعب الایراني تحت الضغط الإقتصادي الظالم من قبل أمریکا”.

وعن سبب استمرار التزام ايران بالاتفاق النووي رغماً من خروج الولايات المتحدة منه وعدم الالتزام العملي لأوروبا به قال ظريف:”نحن لاحاجة لنا من الانسحاب من الاتفاق، ایران دولة ملتزمة بجمیع تعهّداتها، نحن نعمل وفقاً للآیة الکریمة “وأوفوا بالعهود”، إلتزمنا بما تعهّدنا به ونفّذنا کلّ ماهو مطلوب منّا ولم نحنث بعهودنا. بإمکاننا نحن عدم تنفیذ بعض المواد التي وردت في الإتّفاقیة وفقاً لروح الإتّفاقیة نفسها، وذلك في مواجهة إنتهاك الطرف الآخر للإتّفاقیة النوویة. نحن لسنا بالجهة التي تنتهك الإتّفاقیة، منحت إتّفاقیة خطّة العمل المشترك هذه الإمکانیة للطرفین کضمان تنفیذي، کما أنّ ایران نفّذت إلتزاماتها في الإتّفاقیة المذکورة، علی هذا الأساس لیس بإمکان الطرف الآخر أن یدّعي بأنّ ایران هي التي إنتهکت الإتّفاقیة. هؤلاء قاموا بإنتهاك الإتّفاقیة النوویة ونحن لدینا کامل الحقّ بالإستفادة من بنود الإتّفاقیة وحالیاً نقوم بهذا العمل. نحن لسنا بحاجة للانسحاب من إتّفاقیة خطّة العمل المشترك. هذه الإتّفاقیة منحتنا هذا الحقّ، ولهذا السبب نحن نؤمن بأنّ الإتّفاقیة قد دُرِست بدقّة متناهیة. نحن منحنا أوروبا فرصة لمدّة سنة ولکنّها لم تستفد منها.

ان کنا نثق بأمريکا لوقّعنا اتفاقاً بصفحتين

و ردّ ظريف أن يکون ندمان علی توقيع الاتفاق النووي قائلاً:”کلا، علی الإطلاق. نحن لم نوقّع الإتّفاقیة مع أمریکا بل مع المجتمع الدولي، مع الدول 5+1.

لاحظ معي، لو کنّا مطمئنین للجانب الأمریکي لاکتفینا بتدوین إتّفاقیة من صفحتین فقط. أقصد أنّ الجملتین اللتین وردتا في قرار مجلس الأمن الدولي وهما، علی ایران ألا تسعی خلف السلاح النووي، وعلی الطرف الآخر تطبیع العلاقات الإقتصادیة مع ایران. هاتان الجملتان کانتا تفیان بالغرض. لماذا کتبنا موّاد الإتّفاقیة في مائة وخمسین صفحة؟ السبب هو عدم وجود ثقة لدینا في الطرف الآخر. لماذا وضعنا المادة السادسة والثلاثون في إتّفاقیة خطّة العمل المشترك والتي تنصّ علی أنّه إذا لم ینفّذ الطرف المقابل إلتزاماته یحقّ لایران عدم القیام بتنفیذ جمیع إلتزاماتها أو قسم منها؟ السبب هو أنّنا کنّا نتوقّع أن یحنث الطرف المقابل بوعوده، علی هذا الأساس لم یکن الأمر لنا نحن غیر متوقّع، بل کان متوقّعاً. هذا هو الواقع، أمریکا معروفة في العالم بأنّها الدولة التي لاتلتزم بتعهّداتها، ونحن حینما دخلنا هذه المفاوضات لم ندخلها بناء علی أوهام وتخیّلات، کنا علی علم تامّ بأنّنا دخلنا في مفاوضات مع دولة ومع مجموعة من الدول بینها دولة غیر ملتزمة کثیراً بالقواعد والقوانین الدولیة. أمّا فیما یخصّ السؤال الذي تطرحونه، فهذا الواقع ینطبق علی إتّفاقیة باریس أیضاً، وعلی إتّفاقیة “نفتا”، وعلی التعاون في المحیط الهادئ، وإتّفاقیة “آي إن إف” الموقّعة بین أمریکا وروسیا. کلّ إتّفاقیة وقّعتها أمریکا أدارت ظهرها لها لاحقاً، والآن هل هذا یسبّب في أن لا یدخل أحد في إتّفاقیة ما؟ کلا! بل إذا أردنا الدخول في إتّفاقیة مع أمریکا یجب علینا وضع جمیع هذه الملاحظات في الحسبان. نحن کان لدینا جمیع هذه الملاحظات في إتّفاقیة خطّة العمل المشترك، ولهذا فإنّه وفقاً للمادّة السادسة والثلاثین من الإتّفاقیة النوویة فإنّنا نقوم بإتّخاذ خطوات قانونیة بالکامل”.

لم نمهل الاوروبيين

وعن الـ60 یوم الذي عينتها ايران للتراجع من بعض التزاماتها، قال ظريف:”لم نمنح الاوروبيين إنذار نهائي أو فرصة، نحن أخبرنا الأوروبیین أنّکم لم تنفّذوا الإتّفاقیة النوویة خلال سنة، بعد مرور سنة من خروج أمریکا من الإتّفاقیة إلا أنّ أوروبا لم تتّخذ أيّ خطوات عملیة بل إکتفت بالکلام فحسب، علی هذا الأساس أخبرنا الأوروبیین بأنّ هذا هو برنامجنا، سوف نقوم بإتّخاذ هذه الخطوات خلال فترة زمنیة مقدارها ستّین یوماً، وفي الشهرین الآخرین هذه هي الخطوات التي سنتّخذها، في أيّ وقت قمتم بتنفیذ ما التزمتم به سوف نعود إلی الوضع السابق بنفس مستوی إلتزامکم، ما أقصده أنّنا قمنا بإبلاغهم، للأسف أتی البعض وأطلقوا علی هذا الکلام صفة الإنذار، کلا! حینما خرج السیّد ترامب من الإتّفاقیة النوویة العام الماضي، قلنا للأوروبیین آنذاك لو حدث وان لم تنفّذوا إلتزاماتکم ولم تضمنوا حقوق الشعب الایراني الإقتصادیة، سوف نستفید من اللوائح داخل الإتّفاقیة النوویة، وهذا علی وجه التحدید مانقوم به الیوم، ما قمنا به هو الإعلان عن برنامجنا فقط لاغیر”.

المقاومة ستجعل من صفقة القرن، افلاس القرن

وصرح ظريف:”من وجهة نظري أن الولايات المتحدة تقصد إضاعة حقوق الشعب الفلسطیني، وأن یتقدّم مشروع صفقة القرن التي ستتحوّل إلی إفلاس القرن بسبب مقاومة الشعوب، وأن یفرض القائمون علی المشروع صفقتهم علی الشعوب. نشعر بالأسف الشدید حیث تتماشی دول في منطقة الخلیج الفارسي مع هذا المشروع، إذا کانت هذه الدول تأمل أنّ تدافع أمریکا عنها مقابل هذه الخیانة التي ینفّذونها بحقّ العالم الإسلامي فهذا الأمل في غیر محله، لاحاجة لبیع القدس للصهاینة، ولاحاجة لبیع الجولان للصهاینة، عودوا إلی المنطقة فأیدینا ممدودة اليکم بشرط أن تکون قضیّة فلسطین التي هي مطلب شعوب المنطقة تکون مطلبکم أنتم ولیس مطلب نتنیاهو. لایبدو أنّ هذا الإقتراح یحمل في طیّاته أيّ درجة من الواقعیة کي یصل إلی نتیجة ما. ولهذا السبب قلتُ أنّ صفقة القرن سوف ینتهي بها الأمر أن تصبح إفلاس القرن”.

وأکد وزير الخارجية الايراني ان صفقة القرن، عبارة عن حرکة موجّهة ضد الشعب الفلسطیني، وهذا الشعب سوف یواجهها، وقد أعلنت الجمهوریة الإسلامیة سیاستها بشکل رسمي وبصفة مستدامة من أنّها لن تدعم أيّ خطوة تهدف إلی ضیاع حقوق الشعب الفلسطیني”.

اسطورة “اسرائيل التي لاتقهر” أصبحت في خبر کان

وقال ظريف:”مشکلة الولایات المتّحدة والکیان الصهیوني والمجموعة ب أو 4 ب (مع حزب الله) تکمن في أنّ مجموعة من دون الإعتماد علی الخارج وفقط بالإعتماد علی مقاومة الناس تنجح في الإنتصار علی الکیان الصهیوني ، وإلغاء الأسطورة التي کانت تقول بعدم إمکانیة هزیمة الکیان الصهیوني وعدم إمکانیة هزیمة السلاح في سوریا، والنجاح في الوقوف ضدّ المجموعات الإرهابیة التي تمتلك أنواع الأسلحة المختلفة وذلك بتلاحمها مع أبناء الشعب السوري والجیش السوري.

وأضاف ان ” القلق الرئیس یکمن في أن تصل شعوب المنطقة إلی مرحلة الثقة بالنفس کي تستغني عن الحاجة للإعتماد علی قوّة خارجیة والتوسّل بها للدفاع عن حقوقها. من وجهة نظري انّ کابوس أمریکا والکیان الصهیوني وعملائهم في المنطقة هو وصول الشعوب إلی مرحلة الثقة بالنفس، هذا هو الکابوس المسیطر علیهم، وهذا الکابوس لازمهم منذ إنتصار الثورة الإسلامیة، لیس لأنّنا تدخّلنا بل لأنّهم هم الذین أصابهم القلق”.

لا نفرض أراءنا علی أصدقائنا أبداً

وعن الحديث عن فرض ايران علی اصدقائها في العراق وضع قانون لاخراج القوات الامريکية من هذا البلد، وضح ظريف ان “الأسلوب الذي نتّبعه مع أصدقائنا لیس بهذا الشکل، نحن قلنا وجهات نظرنا دائماً وبصراحة. ما یحدث الیوم في العراق هو مطلب الشعب العراقي وهو الذي یطرحه، نحن لن نفرض وجهات نظرنا علی أصدقائنا مطلقاً. إذا کان هناك من یتصوّر أو یعتقد من أنّنا نفرض وجهات نظرنا علی أصدقائنا في العراق، لیذهبوا ویروا التجارب السابقة. الأفراد الذین کانوا في المعارضة العراقیة خلال عهد صدّام حسین والذین کانوا یتعاونون مع ایران بحکم إقامتهم في ایران، هل کانوا یتابعون سیاساتهم أم سیاساتنا؟ خلال الفترة التي لم نکن نتفاوض فیها مع الحکومة الأمریکیة ، کانت الشخصیات العراقیة المتواجدة علی الأراضي الایرانیة تتفاوض وتتحاور مع أمریکا، بالطبع کنّا معارضین لهذه السیاسة آنذاك، نحن لانعتقد أنّ هذا من إختصاصنا، أي أن نقوم بفرض سیاساتنا علی أصدقائنا. لهذا فانّ مایحدث ویتبلور في العراق، نعتقد أنّ حضور القوّات الأجنبیة في أيّ بقعة من المنطقة یُعتبر خطراً. ولکن أن نقول للشعب العراقي ما الذي یتوجّب علیهم فعله، هذا غیر صحیح، نحن لم نملي علی الشعب العراقي مایجب القیام به، کما أنّنا لم نقل للشعب الأفغاني ما الذي یجب علیهم فعله، فالشعوب قد نضجت وهي علی قدر کبیر من الفهم وتتّخذ القرارات لمستقبلها، وسبب نجاح الجمهوریة الإسلامیة في المنطقة هو وقفوفها إلی جانب الشعوب ولیس فرض أمر ما علیها”.

الاسلحة الامريكية تصل الی داعش في سوريا عن طريق السعودية

وعن الضجة التي تثار ضد الوجود الايراني في سوريا رغم وجود عدة دول فيها قال ظريف:”ان الضجة تثار بسبب وجود دولتین في سوریا بشکل قانوني وذلك بناءاً علی طلب رسمي من الحکومة السوریة، وهما ایران وروسیا، أمّا البقیّة فهم دخلوا سوریا بصورة غیر قانونیة، ومن أجل أن یغطّي هؤلاء علی تواجدهم غیر القانوني في سوریا، یقومون بإطلاق جعجعة حول الحضور القانوني للآخرین الذي یتمثّل في تواجد المستشارین في هذا البلد. حسناً الأمر واضح، کان هؤلاء یتمنّون التوفیق والنجاح للإرهابیین، هذا التاریخ یعود لثلاث أو أربع سنوات ولیس إلی القرن الماضي کي ننساه، نحن نتذکّر جمیعاً خلال السنوات الثلاث أو الأربع ما الذي کانت أمریکا تریده من سوریا وما الذي کان الغرب یریده منها، کانوا یمنّون النفس بتقدّم ونجاح الإرهابیین، وکانوا یدعمونهم. نحن لم ننس الأخبار ولم ننس الوثائق التي کانت توثّق کیف أنّ الأسلحة الأمریکیة کانت تصل إلی داعش عن طریق السعودیة، کما أنّنا لم ننس کیف أنّ الأسلحة الکیمیائیة کانت توضع تحت تصرّف الإرهابیین عبر دول المنطقة. بالرغم من کلّ هذا، إلا أنّهم هُزموا وفشلوا بسبب مقاومة الشعب السوري المدعوم من قبلنا نحن والروس وآخرین، وبدلاً من أن یقبل هؤلاء بالهزیمة ویقرّوا بها، وفي الحقیقة یسمحوا للشعب السوري بالتوجّه صوب الإستقرار وإعادة الإعمار، نجدهم یستمرّون في سیاساتهم الخاطئة. أنا أقترح بدلاً من التغطیة علی هذه السیاسات الخاطئة عن طریق إطلاق الشعارات، أن یقوموا بتغییر سیاساتهم”.

اقتراح ايران حول وقف الحرب في اليمن

وعن الوضع في اليمن قال وزير الخارجية الايراني:”الإقتراح الذي قدّمناه قبل أربع سنوات من أجل ایقاف الحرب في الیمن لا یزال هو نفسه، ویتمثّل في وقف إطلاق النار الفوري وإرسال المساعدات الإنسانیة وقیام حکومة موسّعة في الیمن ومن ثمّ إجراء الإنتخابات، بعبارة أخری تشکیل حکومة یمنیة موسّعة تضمّ جمیع المجموعات وإجراء الإنتخابات في هذا البلد عن طریق الحوار بین جمیع المجموعات والأطراف الیمنیة، هذا هو الطریق الوحید للحلّ في الیمن. کما أنّنا قدّمنا نفس الإقتراح لموضوع سوریا، الإقتراح الذي قدّمناه منذ مایقرب الستّ سنوات بالنسبة لسوریة، لایزال علی حاله. کنّا دائماً نقول أنّه لایمکن للحلّ العسکري أن ینجح في سوریا، یجب أن یکون هناك حلّ سیاسي، الآخرون کانوا یتمنّون النجاح للحلّ العسکري في هذا البلد، الآخرون الذین کانوا یعتقدون أنّه وخلال ثلاثة أسابیع بإمکانهم ترکیع الشعب الیمني بواسطة هذا الکمّ الکبیر من الأسلحة، والآن وقد مضت أربع سنوات وکلّ هذه الجرائم أُرتکبت في الیمن، ومن ضمنها الجرائم الحربیة، ماذا کانت النتیجة للنظامین السعودي والإماراتي غیر الغضب والأحقاد والقتل والأمراض؟”.

مستعد لزيارة الرياض غداً..

وفي رده علی سؤال حول امكانية زيارته للرياض قال محمد جواد ظريف:”إذا کان لدی الحکومة السعودیة الإستعداد لتغییر سیاستها، بإمکاني أن أکون في الریاض یوم غد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى