فى ذكرى النكبة71.. سفير فلسطين: قدمنا لائحة اتهامات ضد الولايات المتحدة الأمريكية إلى محكمة العدل العليا في لاهاي
مستشار أول..د. منهل أحمد شعث فى المنتصف أثناء إلقاء كلمة فلسطين..
د. نعيمة أبو مصطفى
ألقى مستشار أولد. منهل أحمد شعث كلمة سفارة فلسطين بالقاهرة بمناسبة مرور 71 عام على النكبة على النحو التالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة كل باسمه وصفته ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أحييكم وأنقل لكم تحيات سعادة السفير/ ذياب اللوح سفير دولة فلسطين في القاهرة والمندوب الدائم لجامعة الدول العربية، وأنقل لكم تحيات شعبنا الفلسطيني المرابط في أرض الرباط ، والذي يمر عليه وعلينا اليوم ذكرى أليمة وقاسية كما في كل عام في الخامس عشر من شهر أيار، ذكرى لا تزال آثارها العميقة محفورة في الوجدان والتاريخ الفلسطيني المعاصر، فاليوم تمر بنا الذكرى الواحدة والسبعين لنكبة فلسطين واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرض آبائه وأجداده، ذكرى الجريمة البشعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية والتي تمثلت في اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها في المنافي والشتات، ذكرى إقامة دولة العدو الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية،ذكرى ضياع قضيتنا بين مؤامرات تحاك، وتحديات صعبة تواجه شعبنا الذي يبحث عن حريته وعودته للديار التي هجر منها قسرا، بعد أن خلف إرهاب سلاح العصابات الصهيونية مئات القرى المدمرة والبيوت المنسوفة، والذي تسبب بنكبة الشعب الفلسطيني وتعرّضه لجريمة تطهير عرقي بتشريده من وطنه وتجريده من ممتلكاته وتدمير قراه ومُدنه.
تمر الذكرى الواحدة والسبعين للنكبة هذا العام في وقت يتصاعد فيها العدوان الهمجي لدولة العدو على شعبنا متخذا أشكالا عنيفة ومتصاعدة، بهدف كسر إرادة شعبنا وفرض سيطرة الاحتلال عليه من خلال توسيع الاستيطان وجدار الضم والعزل العنصري وتحويل أراضي الضفة إلى معازل، واستمرار محاولات عزل وتهويد القدس، بالإضافة إلى تواصل العدوان الهمجي على شعبنا واستمرار فرض الحصار الظالم على قطاع غزة وعزله عن العالم الخارجي عبر إغلاق المعابر، وتحويل القطاع إلى أكبر سجن في التاريخ، والذي يهدد بحدوث كارثة إنسانية بشعة تطال حياة أكثر من مليوني فلسطيني، وغيرها من الانتهاكات التي تستوجب المُحاسبة والمُعاقبة، بل ومُحاولته إضفاء صفة قانونية ومحاولة شرعنه هذه الجرائم عبر سلسلة من القوانين العنصرية مثلما يُسمى بـ” قانون القومية ” الذي يُكرّس لدولة الأبارتهايد.
ويجري كل ذلك بهدف تكريس الاحتلال وقطع الطريق على إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 هذا الاستحقاق الشرعي والقانوني الذي يتزايد اعتراف العالم به يومًا بعد يوم، تطبيقًا لقرارات الشرعية الدولية، وتلبية لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في الحرية وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على كافة الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين طبقًا للقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ورغم كل المحاولات المستميتة التي يبذلها الاحتلال ومن لف لفيفه من دول لاغتيال حلم الشعب الفلسطيني بانتزاع حقوقه مستغلاً بذلك حالة الانقسام التي نأمل أن يعمل الجميع على أن ينهيها ويجعل من بعد الانقسام لحمة وتكاتف للعمل على إنهاء هذا الاحتلال الغاشم ومجابهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية التي ترمي إلى تصفية الحقوق الوطنية وتكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة.
إن وعد بلفور في عام 1917 ترجم بتنفيذه في نكبة العام 1948 بتهجير مَن ْتبقّى من الفلسطينيين، والعمل على تكريس القدس الموحّدة عاصمة للكيان الإسرائيلي، وهو نفسه ما يتجلّى مجددا في نكبة القرن وليس صفقة القرن ، حيث يتجدد ذلك بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب إليها، والعمل على إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، في محاولة لشطب وكالة «الأونروا» الشاهدة على أطول نكبة في العالم، وهما ركيزتان رئيسيتان في نكبة القرن الجديدة، التي عملت الإدارة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ بنودها قبل إعلان الرئيس الأميركي عن بنودها رسمياً .
ولعل مواقف فخامة الرئيس أبو مازن كانت واضحة برفضه لقاء الرئيس الأميركي ترامب، بعد اعتراف إدارته بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده إليها، بل قطع العلاقات الفلسطينية مع الإدارة الأميركية، وهو ما كرّس في اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الـ30 ،والتي اتخذت فيها أيضاً قرارات بالغة الأهمية، بوقف التنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي معا للاحتلال الإسرائيلي، وتعليق الاعتراف بهإ لحين الاعتراف بالدولة الفلسطينية .
إن هذه المواقف اتخذها رئيس آخر دولة مازالت ترزح تحت الاحتلال، مع إدراك واضح بأن ّالفلسطينيين لن يكرّروا ما جرى في العامين 1948 و1967 ،وسيبقون صامدين في أرضهم لإفشال مخطّطات الاحتلال والإدارة الأميركية والتآمر على القضية التي مرَّت على نكبتها 71 عاماً، وهذا يجب أن يكون ملهماً للكثير من الدول بالتصدي لنكبة القرن ، بل لصفعة القرن، حتى لا تتوالى الصفعات على الجميع ، ونبشركم بأن اليوم وبناءاً على تعليمات من فخامة الرئيس/ محمود عباس قدم معالي وزير الخارجية والمغتربين/ د. رياض المالكي لمحكمة العدل العليا في لاهاي لائحة اتهام ضد الولايات المتحدة الأمريكية لنقلها سفارتها من تل أبيب إلى القدس .
ومما لاشك فيه أن المشروع الاستعماري يستهدف المنطقة العربية برمتها وليس فقط فلسطين، فسايكس بيكوو وعد بلفور المشؤوم شكلا بداية للمخططات التآمرية على فلسطين والمنطقة بغرض تقسيمها وتفتيتها، وما يسمى الربيع العربي هو إحدى نتائج السياسة الغربية الرامية إلى خلق ما يسمى الشرق الأوسط الجديد ويتم تكريس ذلك بما سينتج عن نكبة القرن،وعليهلابدمنوحدةالموقفينالعربيوالإسلاميووضعبرنامجعملمنظملتحقيقنهضةفعليةللشعوبالعربية،فلابدمنتحويلالهزيمةإلىعزيمة،والعملعلىتحقيقوحدةبينشعوبالمنطقة،بالتوازيمعتحقيقالتقدمالعلميوالتقنيوالتكنولوجي،فشعوبالمنطقةلنتستطيعحسمالصراعمعالعدودونالاعتمادعلىالعلموالمعرفة والتكاتف .
والشكر موصول لاتحاد المحامين العرب على تنظيمه لهذه الندوة الهامة في هذا التوقيت الهام ، والذي يعمل من خلالها على تجديد ثوابت النضال الفلسطيني بصفة خاصة والعربي بصفة عامة ، والتمسك بالحقوق العربية غير القابلة للتصرف في ظل ظروف إقليمية ودولية متغيرة .
أحبتي .. تحل هذه الذكرى في حال نصفها بالأسوأ، وذلك في ظل تشاؤم كبير سببه التقارب العربي الإسرائيلي والإصرار الأمريكي الإسرائيلي على تمرير صفقة القرن ، و نؤكد أن ذكرى النكبة ستبقى جرحاً غائراً بالذاكرة والوعي والضمير الإنساني كعنوان لمظلمة القرن، تتجدد بذكراها مشاعر الألم وتنبعث إرادة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ، واليقين بحتمية رفع الظلم عنه وإنهاء مُعاناته، و نؤكد على ما قاله فخامة الرئيس أبو مازن : “إن صفقة القرن لن تمر وسيبقى شعبنا متمسكاً بحقوقه غير القابلة للتصرف في الحرية والاستقلال والعودة حتى إنهاء الاحتلال .. و فلسطين والقدس ليسا للبيع أو المساومة”.
ولكم تحياتي … والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته