د. نعيمة أبو مصطفى
نظمت لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع باتحاد المحامين العرب اليوم الأربعاء 15 مايو 2019 ندوة بعنوان “صفقة القرن نكبة عربية جديدة” وذلك بمناسبة مرور 71 عاما على نكبة فلسطين في العام 1948، وتعهد ترامب بالإعلان عن ما سمى بصفقة القرن والتي من شأنها القضاء على اى فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
حضر اللقاء مساعد الأمين العام للاتحاد المستشار عبد العظيم المغربي، ورئيس لجنة فلسطين المستشار سيد عبد الغنى، ومندوب سفارة فلسطين الدكتور منهل شعث، ومندوب الجامعة العربية الدكتور حيدر الجبوري، وأستاذ العلوم السياسية أحمد يوسف، والمنسق العام للحملة المصرية الشعبية لمقاومة الاحتلال BDS رامي شعث، وعدد من المثقفين والسياسيين العرب.
قدم سيد عبد الغنى للندوة قائلاً: ” نذكر بما قاله جمال عبد الناصر أن قضية فلسطين قضية أجيال متعاقبة، ومن هذا المنطلق نجتمع اليوم لنسلم الجيل الجديد القضية للاستمرار في مسيرة النضال، وثقافة المقاومة التي نادي بها الزعيم جمال عبد الناصر”.
أدان عبد الغنى تخاذل النظام العربي تجاه قضية فلسطين، وعدم التصدي لصفقة القرن كما ينبغي لأنها بمثابة نكبة جديدة للعرب، في ظل حكومات عربية ضعيفة استسلمت للواقع الذي فرضته أمريكا من سايكس بيكو جديدة منذ 2011 حتى الآن.
تحدث عبد العظيم المغربي قائلاً: ” صفقة القرن تستهدف إخضاع الأمة العربية للغطرسة الصهيونية، والتباين في هذه الصفقة هو حجم استسلام النظام الرسمي العربي وتخليه عن ثوابت الأمة. فمنذ كامب ديفيد ونحن نرفع شعار مقاومة التطبيع، وحققنا نجاحات كثيرة في سبيل هذا الهدف، ولكن المفاجأة هو تقديم اقتراح في البرلمان العربي لمقاومة التطبيع وإذ نجد إن مصر والسعودية والإمارات تعترض على هذا الاقتراح. الأمر الذي يمثل نكسه جديدة، نتيجة العجز العربي والتراجع الاقتصادي الذي اثر على عزيمة الشعوب. فهذا يتطلب منا التمسك بالثوابت العربية وهى أن القدس والجولان ومزارع شبعا عربية، وضرورة التمسك بالوحدة العربية لأنه من الثوابت العربية، وما يحدث الآن هو ظروف مؤقتة سوف تزول ولن نستسلم “
قرأ السفير حيدر الجبوري كلمة مساعد الأمين العام ورئيس قطاع فلسطين والأراضي المحتلة في الجامعة العربية سعيد أبو على قائلاً: ” في الذكرى 71 على نكبة فلسطين نذكر العالم بالجريمة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وهى جريمة تطهير عرقي على يد جيش الاحتلال الصهيوني الذي استولى على ثلاث أرباع مساحة فلسطين التاريخية. اليوم نستحضر هذه الذكرى وسط أجواء سوداء وسلبية في مخطط لإعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة ومنح الاحتلال أراضى جديدة من فلسطين في تحدى للقوانين والقرارات الدولية، وتجد إسرائيل كل الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية. وسوف يتم قريبا الإعلان عن صفقة القرن التي ظهرت بوادرها قبل عامين من خلال ضم القدس وإعلانها عاصمة للاحتلال”.
طالب الجبورى التمسك بقرارات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما أدان ممارسات الاحتلال منذ العام 1948، ومنها قانون القومية القائم على العنصرية والانتماء الديني.
أكد الجبورى على أن القضية الفلسطينية هي أساس حالة عدم الاستقرار التي يعيشها الشرق الأوسط طالما لم تطبق قرارات الشرعية الدولية، على الرغم من اعتراف 139 دولة بدولة فلسطين إلا أنها لم تكفى لإنهاء الاحتلال. وبالرغم من ذلك ستبقى ذكرى النكبة خالدة على صمود الشعب الفلسطيني الذي يعطينا دروس في الصمود والكبرياء والكرامة.
قدم منهل شعث كلمة السفير الفلسطيني بالقاهرة، معلنا عن تقديم لائحة اتهام باسم دولة فلسطين لمحكمة العدل العليا في لاهاى ضد الولايات المتحدة الأمريكية حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الغاصب، وذلك بعد مرور عام كامل من هذا الإعلان غير القانوني، وهذا ردا على ما قامت به أمريكا في نفس اليوم من العام الماضي.
عرض احمد يوسف خطة عمل متمثله عدد من الخطوات التي يجب القيام بها لمواجهة صفقة القرن، وهي عقد مؤتمر طارئ لوزراء الخارجية العرب لوضع الدول العربية أمام مسؤوليتها، ثم تحرك دبلوماسي فلسطيني عربي لان التحرك العربي غير فعال فى الوقت الحالي فلا بد من تحرك فلسطيني ولو على صعيد منظمات المجتمع المدني مثل اتحاد المحامين العرب. والنقطة المهمة لا نلوم الولايات المتحدة الأمريكية في ما تفعل والصف الفلسطيني منقسم وهذه مسؤولية تاريخية على كل فلسطيني وإذا لم تكن فتح وحماس قادرتان على تحقيق المصالحة فلتحققها القوى السياسية الأخرى وإذا استمر هذا الانقسام فلا ننتظر أن توقف صفقة القرن، ولا تعولوا على المواقف العربية بل الموقف العربي سوف ينصلح إذا هبت المقاومة الفلسطينية، ثم وضع إستراتيجية وطنية أساسها المقاومة التي ترتعش بعض الأيادي عند سماعها والمقصود بالمقاومة هي المقاومة بكل أشكالها حتى المقاومة المسلحة فهي أمر مشروع والشعب الفلسطيني له تاريخ مشرف، وهناك أنواع مختلفة من المقاومة مثل النضال المدني، والمقاطعة الاقتصادية، ويجب أن تكون صفقة القرن هي الشرارة التي تجمع الشمل الفلسطيني.
تحدث رامي شعث عن الحملة الشعبية المصرية لمواجهة إسرائيل والتي تشمل عدد كبير من منظمات المجتمع المدني والحركات الشبابية، وتم عرض بعض أعمال الحملة في مصر منذ خمس سنوات والنجاحات التي حققتها الحملة، والتصدي للحفلات الموسيقية في إسرائيل والتعاون الأكاديمي للجامعات الإسرائيلية.
وطالب رامي بتصحيح الوعي العربي حول المقاطعة، وأضاف أن صفقة القرن هي محاولة لشرعنه الوجود الإسرائيلي للتعاون مع المحيط العربي وهذا يحتاج إلى وعى عربي لمواجهة هذا المخطط، وهناك نصوص مختلفة لصفقة القرن.
وجه رامي الدعوة للتضامن مع الحملة الشعبية والتعاون معها، وألا ننتظر أن تتحرك الحكومات بل على منظمات المجتمع المدني التصدي للشركات الإسرائيلية التي تعمل في مصر.
أقيم على هامش الندوة معرض صور للفنان الفلسطيني ياسر أبو سيدو والتي جسدت نضال وتاريخ الشعب الفلسطيني.