سلايدرسياسة

استعدادا لقمة تونس.. الملك سلمان بن عبد العزيز: القدس عاصمة أبدية لفلسطين.. وقع الأفعال لا كثرة الأقوال

استمع الي المقالة
الملك سلمان بن عبدالعزيز.. خادم الحرمين الشريفين.

تونس – د. حذامى محجوب

يجدر بنا وتونس على أبواب انعقاد القمة العربية في دورتها الثلاثين وهي تستقبل قادة البلدان العربية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن نذكّر الشعوب العربية  بمخرجات الدورة العادية للقمة التاسعة والعشرين لجامعة الدول العربية و التي انعقدت في الظهران بالمملكة العربية السعودية يوم الأحد 15 أفريل 2018 بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي الذي هو تجسيد حي لرؤية المملكة في التحول للمجتمع المعرفي ،وأن نذكر خاصة بما حملته هذه القمة من أمل ومن دلالة للشعوب العربية.

فقد أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود اسم ” قمة القدس ” على هذه القمة، قائلا ” ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين”   مترجما بذلك عن ما يكنه للشعب الفلسطيني ومعربا بذلك على أن القضية الفلسطينية هي بدون منازع القضية المركزية لجامعة الدول العربية وستظل لها الأولوية الى أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وأكد على أن القدس الشرقية هي عاصمتها كتجسيد لهذا المبدأ وهذا التوجه.

وعبر عن استنكاره ورفضه لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس. وقد كان وقع الأفعال أقوى من الأقوال اذ  تبرعت المملكة العربية السعودية بمبلغ 150مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس و بمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ( الأونروا) وبإجمالي يفوق الـ 100 مليون دولار خلال العام الذي سبق قمة الظهران، وكانت المملكة قد قدمت خلال العقدين الماضيين لهذه الوكالة ما يقارب البليون دولار وما يفوق ال6 بليون دولار للشعب الفلسطيني خلال العقدين الماضيين كمساعدات تنموية وإنسانية وإغاثية نذكر منها المشروع السكني في رفح وانشاء مراكز خدمات طبية ومشاريع تعليم ومدارس ومشاريع تتعلق بالأمن الغذائي ودعم الأسر والأيتام والجرحى وتأهيل البنية التحتية وغيرها من المساعدات التي  تضع المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول المانحة والداعمة  لوكالة الأونروا لغوت وهي الوكالة التي تسعى الى توفير التعليم والصحة والعيش الكريم للفلسطينيين وكذلك فرص العمل للشباب الفلسطيني ايمانا من المملكة بالدور الإنساني والأساسي التي تقوم به هذه الوكالة من أجل دعم صمود الفلسطينيين ولكي تمكن الوكالة من القيام بتمويل برامج خدماتها المتزايدة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر أمام الزيادة في أعداد اللاجئين مقابل النقص في التمويل فضلا عما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من تنفيذ للعديد من المشاريع وتوفير المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين.

وقد نجحت رئاسة القمة في توحيد الصفوف وترسيخ هذا الإيمان بأن القدس هي “عاصمة أبدية لدولة فلسطين”  رغم كل التحديات الدولية وتجلى هذا بكل وضوح في ما جاء في البيان الختامي لهذه القمة باعتباره متناغما مع هذا الانحياز الكلي والغير مشروط للقضية الفلسطينية وتأكيد جوهريتها عربيا واسلاميا بالنسبة للأمة العربية جمعاء ،وهوما بدأ به القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والذي أكد فيه بكل حزم على جوهرية القضية الفلسطينية عربيا واسلاميا، وعلى بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال مع مطالبة دول العالم بعدم نقل سفارتها الى القدس أو الاعتراف بها كعاصمة لدولة الاحتلال ، كما تبنت ” قمة القدس” قرارات تخص الأزمات الإقليمية التي تمر بها معظم الدول العربية في سوريا، واليمن ، ولبنان، والعراق ،وليبيا ،والصومال ،والسودان وجزر القمر سعيا منها لإيجاد حلول سلمية لتلك الأزمات وفقا للمرجعيات الدولية مثل بيان جنيف(1)،وقرار مجلس الأمن رقم (2254)فيما يتعلق بالأزمة السورية ،ودعم جهود الأمم المتحدة وخطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى ليبيا ، وقرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية ،ومخرجات الحوار الوطني بالنسبة لليمن ،وضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية ودعم الجهود الهادفة الى إعادة الأمن والأمان الى العراق وتحقيق المصالحة الوطنية وكذلك تأكيد سيادة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة موسى)، ومن القضايا التي صدرت عن البيان الختامي كذلك ضرورة التصدي للإرهاب والإرهابيين ومنع استغلال الإرهابيين لتكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي في التجنيد والدعاية ونشر الفكر المتطرف والكراهية وإدانة محاولات الربط بين الإرهاب والإسلام ، ومطالبة المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة بإصدار تعريف موحد للإرهاب.

ومن المنتظر أن تسعى تونس وعلى رأسها فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي من خلال الدورة الثلاثين للقمة العربية يوم 31مارس 2019 الى تعديل المواقف من القضايا العربية المختلفة  وفق المستجدات الإقليمية والدولية في اتجاه التوافق والتوحيد التي عرفت به بلادنا  بما يحقق الفائدة لكل الأشقاء العرب باعتبار أن بلادنا تتميز بعلاقات محترمة وإيجابية للغاية مع كل الدول العربية بلا استثناء أبرزها المملكة العربية السعودية التي ترأس القمة حاليا وصاحبة الثقل العربي والإقليمي والدولي الهام في المنطقة والتي عملت على إنجاح القمة الماضية والخروج منها بمخرجات ذات بعد إيجابي للمنطقة العربية ككل بفضل السياسة الحكيمة للملك سلمان بن عبد العزيز وايمانه الصادق بالقضية الفلسطينية.

ونحن كتونسيين نرحب بمجيء كل قادة العرب الى بلادنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ونتمنى أن يكون انتقال الرئاسة من المملكة العربية السعودية قبلة جميع المسلمين الى الجمهورية التونسية ومن الملك سلمان بن عبد العزيز الى الرئيس الباجي قائد السبسي تداول خير وتواصل فيه بركة للأمة العربية والإسلامية وأن تكلّل قمة تونس بالنجاح مثل قمة الظهران وأن تفرز قرارات جوهرية ترجع الأمل لكل الشعوب  العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى