سلايدر

موسى وأبو الغيط وكوكبة دبلوماسية يشهدون توقيع “كنت سفيرا للسلطان”

استمع الي المقالة

إبراهيم عوف

أقيم حفل توقيع كتاب السفير عبدالرحمن صلاح – آخر سفراء مصر في تركيا – في الفترة من عام 2010 إلى 2013 – مساء أمس، بعنوان ” كنت سفيًرا لدى السلطان ”، الصادر عن دار مصر، شارك في حفل توقيع الكتاب، السيد محمد أحمد إبراهيم، مالك دار نهضة مصر، والسيدة داليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار نهصة مصر، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، والسفير عبدالرءوف الريدى، وكوكبة من السفراء، والمساعدين، و عدد كبير من الشخصيات العامة. أدارت اللقاء الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى، مسئولة النشاط الثقافي بدار نهضة مصر التي قالت: “إن أهمية الكتاب تأتى من كونها تغطية لعلاقة مصر بتركيا خلال فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث منذ عام ٢٠١٠ وحتى عام ٢٠١٣.

في البداية قال السفير عبدالرؤوف الريدي، سفير مصر السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية: ” أن الكتاب يشهد ميلاد سفير أديب جديد في مصر، فبين شاطئي الشمال والجنوب، كانت هناك أحداث وأحلام لأردوغان، وأحلام الحقبة الإخوانية، فسبح بينهما، واستطاع أن يخرج من بين هذه المشكلات بنجاح.

وأن الكتاب، سرد حقيقة الإدارة التركية، من خلال المواقف الأردوغانية التي لا يُعلن عنها، فمنها عندما كان يسير أردوغان وحراسه واستولوا على إحدى القاعات لمنع أي شخصية مصرية الدخول، وهو توضيح حقيقي لما يكنه هؤلاء من عداء شديد لمصر.

وأوضح الريدي أن السفير هو مندوب الدولة وممثلها في الدولة الأخرى، وتم استبعاد السفير صلاح من المفاوضات في قصة الـ 2 مليار دولار بين مصر وتركيا، ولم يشهد توقيع البروتوكول في فترة حكم الإخوان، وتحدث آخرون أن هذه منحة من أردوغان لا تُرد وهذا إنجاز كبير، لكنه قرض ميسر وليس منحة لا ترد، وحينها طُلب من السفير ضرورة الوجود، وأدار الحوار ومن ثم كانت مفاوضات الناجحة، وكان ذلك نجاحًا للدولة الوطنية، لتخرج الخارجية المصرية منتصرة.

وأضاف السفير الريدي، كانت مصر طوال الوقت في خاطره، رصد كيف تعاملت اسطنبول مع العشوائيات، لتطبيق التجربة بمصر، ولا تأتي مناسبة إلا ووجدانه وباله يخطران بمصر وماذا يُقدم من نصائح لها لحمايتها والنهوض بها، مؤكدًا أن صلاح حفظ لمصر دورها الدبلوماسي وكيانها وقيمتها بين العالم .

وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول:” أن السياسة التركية تحولت من التحالف مع مصر إلى الدخول في عصر جديد لاستبدال اسطنبول بالقاهرة، وكانت تركيا تتحالف مع إيران، والتخطيط للمشاركة في قيادة المنطقة مع الهلال الشيعي، وهذا يعني استبعاد مصر، واستثمار خروجها من قيادة المنطقة”.

وقال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية :“ مهمة عبدالرحمن صلاح في تركيا، أنها تمت وسط تطور كبير في المنطقة، أوردغان وتركيا، وسياسة الدولة القائمة على أسس وأهداف غاية الأهمية والخطورة، فكانت انتهاء مرحلة كانت مصر زعيمة فيها، وبدأت مرحلة تحاول فيها تركيا أن تكون هي الزعيمة في الشرق الأوسط ”.

وأضاف.. عمرو موسى أن كتاب “كنت سفيرًا لدى السلطان” يشير إلى ذلك ويبني تحليله واتصالات السفير بالمسئولين، التي أكدت أن تركيا كانت تبتعد عن مصر وصداقتها بشكل واضح، وكانت اسطنبول تهتم بنظرية الإسلام المعتدل يهزم الإسلام المتطرف، الذي تمثله المنظمات المتطرفة والتيار السلفي، لينحى منحى مختلفًا في تحليل الأمور، وهذه النظرية، كانت في ظل الفوضى الخلاقة، وكانت تركية فاعلة في هذه النظريات، ولاتزال.

وأكد موسي علي أن تركيا لم تكن تريد استبعاد مصر كلية، لكنها كانت تريدها أن تكون الشريك الأصغر لها، وتسير بقيادة تركيا، وكانت اسطنبول تعلم جيدًا أنه لا يُمكن إقناع الرأي العام العربي إلا بوجود دولة عربية قوية تستطيع ذلك، والمسئول الذي يُشارك ويعمل في ظل هذه الظروف في هذا البلد هو سفير ناجح.

قال السفير عبد الرحمن صلاح أن كتابه ”كنت سفيرًا لدي السلطان ” يتناول بشكل موسع فترة تمثيلي الدبلوماسى كأخر سفير لمصر فى تركيا منذ عام 2011 وحتي 2013، والتي شهدت العديد من التغييرات السياسية بين الدولة المصرية وتركيا مع شرح دقيق لأسباب وملابسات العديد من قرارات وسياسات البلدين، وكواليس زيارات كبار المسئولين بين القاهرة وأنقرة، والتى شارك فيها بنفسه، ويكشف عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأردوغان فى تركيا حين كان وزيرا للدفاع”.

وأضاف: ”استهدفت بالكتاب شباب الدبلوماسيين، والشباب عمومًا، ولجأت لإسلوب السرد الأدبي وتقنية الفلاش الباك، و ابتعدت قليلاً عن التحليل، فالشرح يجب أن يناسب غير المتخصصين في الدبلوماسية، وأن الكتاب يتضمن العديد من المواقف الدبلوماسية كثيرة التي شهد عليها لحظة بلحظة، خاصة وأن الفترة الزمنية التي تولي فيها منصب السفير المصري في تركيا كان بها العديد من الأحداث والقضايا الدبلوماسية، التي أدت إلي تغييرات سياسية كبيرة، ليس على مستوي العلاقات الإستراتيجية بين البلدين فحسب، بل أيضًا امتدت لمنطقة الشرق الأوسط، كتدخلها فى شئون الدول المجاورة”.

وأكد السفير أن التغيرات السياسية التركية تجاه مصر والشرق الأوسط بشكل عام حدثت بعد نتائج الإنتخابات البرلمانية والرئاسية التى أعقبت ثورات الربيع العربي وخاصة في مصر، لرهان أردوغان علي قوة تنظيم الإسلام السياسي وجماعة الإخوان في خدمة ودعم مخططاته التوسعية في المنطقة، مضيفا أن أردوغان كان يسعي بدعمه للإخوان السيطرة علي الدول العربية لكن جاءت ثورة 30 من يونيو لتطيح بأحلامه.

وأشار المؤلف إلي أن كتابه يتناول تحليل سياسات البلدين، بلغة سهلة للقارىء غير المتخصص، كما يجد الدبلوماسيون والباحثون في الكتاب التفاصيل والوثائق التي تعينهم علي فهم وتحليل المجتمعين السياسيين في مصر وتركيا والعلاقات المصرية التركية في تلك الفترة.

وأضاف السفير عبد الرحمن: إن الجزء الأول من كتابه، تضمّن إعجابًا شديدًا بالتجربة التركية، بينما تضمن الجزء الثاني نقدا واضحا- لدرجة أن بعض الزملاء قالوا لي أن الكتاب أحتوي علي وجهتا نظر مختلفتان – لكن مرد هذا الاختلاف هو تطور السياسة التركية على مدى السنوات الماضية، فالرئيس التركي إردوغان كان شيئًا من عام 2002 وحتى عام 2011، ثم اختلف منذ عام 2011 وحتى الآن.

وأوضح ان نجاح تركيا في الداخل، على الصعيدين الاقتصادي والإداري، لا يعني أننا تتبنّى استراتيجيات سياسية صائبة على المدى البعيد، ولا يعني نجاحها على المستوى الخارجي إقـليميًا. وإن النموذج التركي كان مبهرًا للكثيرين بعد 2011 . ولا يجب اختزال النظرة إلى التجربة التركية في اللحظة الراهنة وحسب، وإنما ينبغي أن تكون نظرتنا بانورامية وشاملة للتجربة ككل. ويجب ترك الباب مفتوحا لعودة تركيا في أي وقت، لآن بعض الأتراك لديه صوت العقل وغير راض عما يحدث الآن، وسوف يستقيم الحال يوما من الأيام. ولا يمكن إنكار أن تركيا إحدى الدول الكبرى في المنطقة، وأنها صاحبة صوت مسموع، ولذلك فنحن ندرس تجربتها ونفنّدها ونقوم بإيضاح سلبيات استراتيجياتها وسياساتها، فهي تقوم بتشجيع نشاطات الكثير من الجماعات الإرهابية المسلحة، كما تعمل على إحياء فكرة السلطنة العثمانية من جديد. و أن الإسلاميين والعلمانيين كانوا يسافرون إلى تركيا بكثرة، ما عدا الإخوان الذين اعتقدوا في أنفسهم نموذجًا يحتذى به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى