رأىسلايدر

زیارة لرص الصفوف..!

استمع الي المقالة

مصیب نعیمی
رییس تحریر جریده الوفاق الایرانیه

تأتی زیارة الرئیس روحانی للعراق فی الوقت الذی یحاول فیه ترامب دق إسفین بین دول المنطقة لدفعها الى المزید من الخلافات لصالح الکیان الصهیونی ولتمریر (صفقه القرن) على حساب قضیة الشعب الفلسطینی، وهی زیارة تدلل على أن البلدین یرفضان وبقوة ما یبحث عنه الکاوبوی الأمریکی فی المنطقة، وتؤکد تحرکهما فی اتجاه أحدهما الآخر بحکم تأریخهما وموقعهما وثقافتهما والوشائح الاجتماعیة المشترکة التی تربط البلدین الجارین الوشقیقین حیث یتعین علیهما بناء أوثق العلاقات بینهما الى درجة الإقتداء بها کنموذج فی المنطقة.

وإذا نجح هذا التحرک الدبلوماسی فی إقامة تحالف استراتیجی بین إیران والعراق، فسیشجع دولاً صدیقة وجارة أخرى على الإنضمام إلیه فی طریق المزید من الإقتدار لهذه المنطقة، التی توجه أطماع قوى أجنبیة فی مقدمتها أمریکا التی تهاب حصول أی تقارب بین دول المنطقة یهدد مخططاتها ویحرمها من نهب ثروات شعوبها، کما تفعل الیوم بواسطة بضعة إنظمة راضخة لأهوائها ولا تهمها مصالح شعوبها.

إن العمل على توطید العلاقات الثنائیة بین طهران وبغداد أثناء زیارة الرئیس الإیرانی أکثر مما هی علیه حالیاً وفی أکثر من جانب وقطاع خاصة السیاسیة والاقتصادیة یعود بالمصلحة لیس على البلدین فحسب، بل على المنطقة وشعوبها أیضاً، ویساعدها على إختیار السبیل الأنجع لبناء مستقبل أفضل بعیداً عن إملاءات الأجانب، والإبتعاد، إذا صفت النوایا، عن الماضی السلبی الذی هو من فعل القوى الطامعة.

لقد أثبتت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة دوماً ولا تزال على نوایاها الطيبة تجاه جيرانها ومصالحهم، ووقوفها الى جانبهم لإجتیاز الأزمات المفروضة علیهم من خارج الحدود کما هو الحال فی مؤازرتها للعراق وسوریا فی محاربة الارهاب وطرده.
والیوم فإن ما یسفر من نتائج عن زیارة الرئیس روحانی للعراق ولقاءاته ومباحثاته مع کبار مسؤولی هذا البلد الصدیق، لیس سوى البدایة نحو أقوى العلاقات والوشائج التی تلحق الهزیمة بمخططات الذین یضمرون السوء لدول المنطقة وشعوبها وهی هزیمة لأمریکا بالدرجة الأولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى