سلايدرسياسة

وزير الخارجية الإيرانى يستعرض السياسة الخارجية طوال 40 عام

استمع الي المقالة

في اجتماع أقيم يوم الثلاثاء بعنوان “دراسة السیاسة الخارجیة للجمهوریة الاسلامیة على مدى 40 عاما” بمشاركة وزراء الخارجية الإيرانيين في مرحلة مابعد انتصار الثورة الإسلامية والسفراء والبعثات المقيمة في طهران، أكد الدكتور ظريف أن الشعب باعتباره الركيزة الأساسية للإقتدار والأمن في إيران، قادر على كسر ضغوط العدو وإحباط مؤامراتهم وقال: ان هذا الشعب، عندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية والأمن القومي، يتواجد في الشوارع تحت المطر والثلج، ويعرض عرضًا للعالم لم يسبق له مثيل.
وبحسب موقع وزارة الخارجية الإيرانية، تابع ظريف: ان الشعب، على الرغم من جميع أوجه القصور لدينا وعلى الرغم من كل الضغوط التي يتعرض لها بسبب المشاكل الإدارية والعقوبات الخارجية، متواجد في الشوارع دعما للحكومة والنظام.
وقال وزير الخارجية الإيراني: انني لم أجد أي شيء إلا أنه ينبغي أن أنحني كشخص مسؤول إجلالا أمام هذا الشعب، كما قال الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، هؤلاء هم الشعب الذين يجب ان نكون خادمين لهم كلنا، وان هذا الشعب صامد على مر أربعين سنة على الرغم من كل الضغوط وكل الحروب.
وأضاف ظريف: ان الشعب هم الركيزة الأساسية لقوة وإقتدار هذه الحكومة، ولهذا السبب، فإن مراعاة حقوق هؤلاء الشعب ليست فقط قضية أخلاقية بالنسبة لنا فحسب، بل انها ضرورة للأمن القومي. نحن لا نعتمد على أي شيء آخر غير الشعب.
وصرح وزير الخارجية: إننا بدون الشعب لاشيء ومع هذا الشعب كل شيء، وهذا هو المبدأ الأول للجمهورية الإسلامية؛ لقد تمكنا من الحصول على استقلالنا، وتنميتنا، وأمننا، وسلامنا والحفاظ عليه، بالاعتماد على الشعب، مشيرا إلى أن الجمهورية الإسلامية تستند على قاعدتين في سياستها حول العالم، القاعدة الاولى تقوم على الإتكال على الداخل والثانية قائمة على التوجه نحو الخارج، فضلا عن أسس العزة والحكمة والمصلحة، مضيفا ان القاعدة الاولى ناتجة عن التجربة التاريخية للشعب الإيراني.
وذكر ظريف: شهد شعبنا في الماضي محاولات الأجانب للسيطرة على البلاد ومصائرها، ورأوا أن سياستنا كانت مصممة في السفارات الأجنبية وأن مستقبلنا ومصيرنا يتم تحديدهما في بلدان أخرى.
وقال وزير الخارجية: وهذا ليس بأن النظام السابق كان نظاما متابعا في جميع المجالات، لم يكن الأمر كذلك وليس من الإنصاف قول ذلك، في بعض المجالات كان يحاول خلق توازن، ولكن ما حدث هو أنها كانت تتماشى أينما كانت مهمة بالنسبة للقوى الكبرى، وأينما كانت ملفتة للنظر.
وتابع ظريف: في بعض الحالات، كان النظام السابق يستعرض وجهة نظره الخاصة، وهذه حقيقة، لكن في الماضي، يتم وضع السياسات في السفارات. إذن كان عنصر الاعتماد على النفس والثقة بالنفس أهم عنصر في الثورة الإسلامية، كما كان الشعب يريد تحقيق هذا الامر.
وأضاف رئيس الجهاز الدبلوماسي: ان الثورة الاسلامیة لم تقم بها الجهات التابعة الى الخارج لكي تقرر بمصير الشعب وتملي عليهم في مرحلة ما بعد الثورة بل ان الشعب هو الذي قام بهذه الثورة تحت قيادة سماحة الإمام الخميني (رحمة الله عليه) وان الشعب هم الذين خرجوا الى الشوارع، كما يأتون اليوم الى الشوارع تخليدا لذكرى الثورة.
وذكر ظريف: لقد فرضت علينا حرب كانت الجميع بجانب المعتدي. لم يسبق في تاريخ مجلس الأمن، أنه يتريث بمدة اسبوع بعد حدوث عدوان في الحرب وثم يعتمد قرارا غيرملزما بعودة الطرفين الى الحدود المعترف بها دوليا. ان صدام هاجم كل من ايران والكويت، لكن عندما نقارن قرار مجلس الامن رقم479 بقرار 660، نرى امرا غير مسبوق. مضيفا، عندما شن صدام حربا ضدنا، كانت تُستخدم طائرات أواكس الأمريكية وصواريخ إكزوست الفرنسية ودبابات تشيفتن البريطانية وطائرات “ميغ” السوفيتية والاتحاد السوفياتي، والأسلحة الكيميائية الألمانية ضد الشعب الإيراني.
وتساءل ظریف قائلا: بماذا استند بولتون (مستشار الامن القومي الامریكي) عندما صرح نحن سنحتفل بحلول العام 2019 في ایران، ان الشعب الایرانی یشكل الركیزة الاساسیة للثورة الاسلامیة وقاعدة للقوة والاقتدار، وطالما واصل دعمه وتواجده في الساحات، سیكون ذلك ضمانا للامن والاستقرار في ایران.
وقال وزير الخارجية: لايمكن لأحد من الدول الغربية ان تزعم لولانا لكنتم تتكلمون بالغة الإنجليزية او الروسية أو العربية، فلا أحد يستطيع، وهذا هو أعظم شرف للأمة الإيرانية ، لأن أمننا يأتي من الداخل، لافتا: إننا لا نحتاج فقط إلى دعم خارجي لتوفير الأمن، بل على الرغم من الضغوط الخارجية، يأتي تقدمنا وتطورنا من الداخل. وإذا أغلقوا أبواب التعاون معنا يوما ما، فلن يتم تدمير شعبنا، بينما لا نرغب في حدوث ذلك.

ظريف ومن خلال اشارته إلى أنه لم يتعرض أي بلد لمؤامرة خارجية بالقدر الذي تعرضت له ايران، قال: إنهم قالوا “إننا سنجلب الصراع إلى إيران”، أعلنوا ذلك رسميا في مقابلة تتسم بقمة الوقاحة، ذهبوا والتقوا بمعارضينا وشاركوا في اجتماعات لهؤلاء المعارضين الذين كانوا على قائمة الإرهابيين قبل عامين. أحقادهم تجاه الشعب الايراني وصلت إلى درجة اعلانهم خلال الإجتماع مع الخلايا الارهابية بأنهم سيحتفلون بحريتهم في ايران، ولم يتوقفوا عند دعمهم لهؤلاء ولكن في كل يوم عملوا ضد هذا الشعب، لكنهم لم يصلوا إلى أي مكان.
وأشار ظريف إلى أن هذا التفكير على مدى الأربعين سنة الماضية والذي يمكنهم من خلاله أن يضغطوا على شعبنا، سبب لهم أضرار أكثر من البقية بكثير، ما هو الدافع الذي جعلهم يسلحون صدام حسين إلى اقصى ما يستطيعون، كان يحاول فقط قمع هذا الشعب، مالذي دفعهم لجلب طالبان والقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، ألم يكن محاولة حثيثة لمضايقة ايران، متى يريدون أن يوقفوا هذه السياسات الخاطئة، متى يريدون أن يفهموا أن هذه السياسية لا تجلب لهم اي ثمار.
وقال وزير الخارجية: “كم مرة يجب أن يتوقعوا ويرتكبوا أخطاء؟” أعلن بريجنسكي أنه بعد الغزو العراقي لإيران، لن تبقى الجمهورية الإسلامية أكثر من أسبوع، غطوا صدام حسين بسبعة أكفان ونحن لا زلنا شامخين بحرية ومرفوعي الرأس، وقد مات بريجنسكي نفسه.
وأضاف: لماذا لا تريد الدول الغربية ان تقبل أن تنبؤاتها كانت خاطئة وأنها يجب أن تتوقف يوما ما؟
وتابع ظريف قائلاً: “جميع الأصدقاء الذين يسعون وراء معرفة السياسة الخارجية الإيرانية، من الضروري أن يدركوا أن كل شيء لدينا من هذا الشعب، نحن نتطلع للأمن والتنمية والتقدم الداخلي وكلما ضغطوا علينا أكثر، يزيد اعتمادنا على الشعب أكثر ويصمد الشعب أكثر.
وتابع ظريف مخاطبا السفراء والممثلين الحاضرين في الاجتماع: لقد رأيتم في الأمس من خلال التقارير التي أعدتها عواصكم لأي مرحلة وقف هذا الشعب إلى جانب الثورة الاسلامية. اكتبوا، لا يمكنكم من خلال الضغط على هذا الشعب أن تفصله عن حكومته ووللضغط آثار عكسية، لأننا ندير هذا البلد على أساس الإتكال على الداخل ، وهذا هي الركيزة الاساسية لقدرتنا.
وأضاف وزير الخارجية: “صدقوا هذه النقطة. نحن نؤمن أيضاً بأننا وسيط، وكذلك أنتم كأصدقاء لنا وحكوماتكم كدول صديقة لنا، صدقوا جميعا بأن الضغط يمكن أن يؤثر على بعض أصدقاء الدول الغربية ويرافقها أحداث معينة، لكن الضغط على ايران سيكون له نتائج عكسية.
وتابع ظريف: إيران لا تستجيب للضغوط ، وتستجيب إيران للتعاطي على اساس الاحترام المتبادل، وتستجيب إيران للمساواة في المكانة، لهذا السبب فإن الثورة جلبت ما هو أهم عامل بالنسبة لنا، العامل الداخلي، وخطابنا داخلي و لدينا كلمات جديدة.
ونوه الى ان “امبراطوريتنا العالمية هي أطول عمراً من مراحل جميع بعض الدول لكننا نسعى وراء التعامل وعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل. عندما كانت الدكتور ولايتي وزيراً للخارجية وأنا كنت طالباً وموظفاً بسيطاً أنذاك، تم ارسال رسالة حول ارساء نظام أمن جماعي في الخليج الفارسي من قبل ولايتي – والذي أفتخر بإعداد مسودتها _ إلى الأمين العام للأمم المتحدة سنة 1985. واليوم نحن عندما نقول نريد ان نؤسس مجمع حوار إقليمي في الخليج الفارسي لإننا نتابع الفكرة ذاتها، ذات الفكر التي جاءت في القرار 598.
وأضاف، عندما نقول أننا لانقبل بأن يصبح أحد قوة مهيمنة لأننا لانسعى وراء الهيمنة ولانقبل أيضاً بأن يهمين أحد أخر، وتاريخنا يشهد بذلك.
وتابع، عندما هاجم العراق الكويت قمنا بإدانة هجوم العراق قبل دول مجلس التعاون. وعندما تعرضت تركيا لاعتداء الانقلابيين المدعومين من الخارج كنا نحن برفقة الحكومة التركية طوال الليل، لأننا لم نقبل بأن تسيطر قوة عسكرية على القدرة الديمقراطية. وعندما حوصرت قطر من قبل السعودية فتحنا أجواءنا لها فوراً رغم جميع المخاوف التي كانت تحيط بنا تجاه بعض سياسات قطر والخلافات التي كانت بيننا، هل قطر شيعية؟ هل تركيا شيعية؟ هل الكويت شيعية؟ لماذا قمنا بحمايتهم؟ أي محور شيعي؟
وأردف قائلاً، ان ايران لديها نظام متناغم وهو أن التعامل والتطلع نحو علاقات بناءة في المنطقة يعتبر احد المبادىء الرئيسية لعلاقاتنا.
وقال الدكتور ظريف، نحن بحاجة الى علاقات جيدة في المنطقة، وكما أننا نأخذ القوة من الداخل لكننا بحاجة الى علاقات اقليمية جيدة، نريد علاقات جيدة مع الجميع سواء في الخليج الفارسي ام مع الجوار في الشمال او مع الجوار في الشرق والغرب.
وأوضح رئيس الجهاز الدبلوماسي: أن نحن سعداء اليوم بأن لدينا علاقات مع الكثير من جيراننا لم تكن لدينا عبر التاريخ، علاقاتنا فريدة مع روسيا وتركيا وباكستان والعراق وبعض دول الخليج الفارسي ونحن نريد هذه العلاقات مع السعودية والامارات، ليس لدينا أي مشكلة في وجود علاقات معقولة إلا في حالة واحدة مستثناة.

وأكد ظريف أن ايران تسعى وراء علاقات معقولة، قائلا، لكننا لانقبل أبداً بأن يشكك احد بقدرتنا التي هي شعبنا وتستند الى شعبنا، لذلك ان توليد القدرة داخلياً في الجمهورية الاسلامية الايرانية هي حقيقة يجب على العالم ان يعرفها بعد 40 عاماً من الضغوط والحظر واقامة المؤتمرات، اقاموا المؤتمر السابق في شرم الشيخ وصورته نشرتها في تغريدة، أي من هؤلاء الذين هم في الصورة موجودون هنا اليوم، لكننا نحن موجودون لأننا ناخذ قوتنا من الشعب وشرعيتنا مبنية على ارادة هذا الشعب.
واضاف، ربما يعتب علينا شعبنا لكنه عتاب ضمن الاسرة الواحدة، واجبنا بوصفنا حكومة الجمهورية الاسلامية تقوية وحماية هذا الشعب الذي هو اكبر عامل لقوتنا، وان نوفر الافضل له ومنع أي ضغوط عليه وان نسعى لتوفير الارضيات لتقوية هذا الشعب من خلال ايجاد علاقات جيدة.
وتابع، أن يكون شعبنا في الساحات لايقلل من واجبنا بوصفنا المسؤولين وحكومة هذا الشعب، نحن واجبنا كوننا نعتبر الشعب ولي نعمتنا بأن نقوم بشىء ليعيشوا في ظروف أفضل ونحن مستعدون لمتابعتها عبر التعاون والعلاقات الدولية البناءة.
وأكد وزير الخارجية “لانريد طرد جيراننا من هذه المنطقة لأنه من غير الممكن حذف دول المنطقة من هذه المنطقة”.
ونوه ظريف الى أن ” الامريكيين يقولون لنا ماذا تفعلون في هذه المنطقة”، قائلا، السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أنتم ماذا تفعلون في هذه المنطقة؟ هنا منطقتنا اين نذهب نحن؟ لايمكن حذفنا من هذه المنطقة.
وأكد ان الكثير من اسباب نفوذ ايران في المنطقة هو اخطاء الغرب، قائلا، لو لم يخطىء الغرب ويدعم صدام، لو لم يخطىء الغرب ولو لم يرغب في اسقاط انظمة الحكم في دول هذه المنطقة لما كان لدينا هذا النفوذ الذي لدينا اليوم، لذلك لماذا تلوموننا اذا أنتم أنتم ونحن اصبنا الاختيار ؟
وأشار ظريف الى ان امريكا يجب ان تصحح نهجها بدلاً من ان تنفق 7 تريليون، قائلا، في احدى المرات قال لي السيد كيري أنتم تنفقون الاموال في سوريا، فقلت له انتم تتحدثون عن الاموال في وقت ينفق فيه حلفاؤكم ضعف ما لدينا مئات المرات، المشلكة أنكم اخترتم الاتجاه الخطأ، لو كنتم تعتقدون بأن الشعب هو أساس القوة لكنت اعتبرتم الشعب حليفاً لكم.
وأشار الى زيارته الى العراق ولبنان في في الاسابيع الماضية، قائلا، نحن نفتخر بمقاومة الشعب العراقي والسوري واللبناني والفلسطيني، نحن نفتخر بأننا تحت الضغوط بسبب فلسطين وبسبب ان هؤلاء الذين تحالفوا مع الكيان الصهيوني ليست لهم مكانة في المنطقة هؤلاء الذين يحالون اليوم السيطرة من خلال تحالف مزيف مع نتنياهو، إنهم يبنون بيتاً فوق الريح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى