تمكنت الشرطة البريطانية من التعرف على الجثة التي تم انتشالها من حطام الطائرة الصغيرة التي سقطت في بحر المانش، حيث أعلنت ليل الخميس الجمعة بأنها تعود للاعب كرة القدم الأرجنتيني إيميليانو سالا. وقد أثار هذا الإعلان صدمة لدى محبيه وأقاربه، وأسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا أبرز المعلقين على خبر التعرف على جثة مواطنه فقد قال “أشعر بالأسى جراء هذه الأخبار المحزنة”.
وبحسب فرانسا 24، أكدت الشرطة البريطانية ليل الخميس الجمعة أن الجثة التي تم انتشالها الخميس من حطام طائرة صغيرة في بحر المانش تعود للمهاجم إيميليانو سالا، لتحسم بذلك الترقب السائد منذ أكثر من أسبوعين بشأن مصيره.
وأعلنت السلطات في وقت سابق الخميس أن الجثة نقلت إلى الأراضي البريطانية لبدء عملية التعرف إليها، بعد انتشالها ليل الأربعاء من جزء من حطام الطائرة الصغيرة التي كان على متنها اللاعب والطيار ديفيد إيبوتسون، وتحطمت في بحر المانش في 21 كانون الثاني/يناير حين كان الأخير في طريق العودة من فريقه السابق نانت الفرنسي إلى فريقه الجديد كارديف الويلزي المشارك في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وتضمن بيان لشرطة دورسيت نشر على موقعها الإلكتروني قرابة الساعة 23,00 ليل الخميس بتوقيت غرينيتش “تم التعرف رسميا على الجثة التي أحضرت إلى مرفأ بورتلاند (في جنوب إنكلترا)” في وقت سابق الخميس، مؤكدة أنها “تعود إلى لاعب كرة القدم المحترف إيميليانو سالا”.
وأشار البيان إلى أنه تم إبلاغ عائلتي سالا وإيبوتسون “بهذه الأنباء، وستتم مواصلة تقديم الدعم لهما” من قبل متخصصين، مؤكدا الوقوف إلى جانب العائلتين “في هذا الوقت الصعب”.
“أرقد بسلام أيها المحارب”
وكان أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا أبرز المعلقين على خبر التعرف على جثة مواطنه، قائلا في حسابه على إنستاغرام “أشعر بالأسى جراء هذه الأخبار المحزنة. الكثير منا احتفظ ببارقة أمل من أجلك إيميليانو”. فيما كتب المهاجم الدولي الأرجنتيني السابق غابريال باتيستوتا على تويتر “يا له من حزن، إنها أسوأ الأخبار الممكنة. ارقد بسلام أيها المحارب”.
وكانت الجثة قد نقلت الخميس إلى مرفأ بورتلاند، قبل أن توضع على متن حافلة صغيرة رمادية اللون حملتها الى مشرحة حيث حددت هوية صاحبها. وأوضحت الشرطة في بيان سابق “هذا الصباح (…) أحضرت الجثة إلى مرفأ بورتلاند، دورسيت، لأنه الجزء الأقرب من الأراضي البريطانية من موقع العثور على الطائرة”، مشيرا إلى أن عائلتي اللاعب والطيار أبلغتا بالتطورات الحاصلة في القضية.
وقدم الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري تعازيه لعائلة سالا بعد “الأخبار المؤلمة”، مضيفا “نحن بجانبكم”، فيما أكد صديق والد اللاعب أوسكار هيمو الذي يملك أحد المطاعم في بلدة سالا الصغيرة بروغريسو أنه “منذ أن عرفنا بالأمر (فقدان الطائرة)، أصبحت هذه المسألة كل ما يتحدث عنه الجميع. كان الجميع يحبه ويقدره”.
“بإمكاننا الآن الحداد”
وأفادت عائلة إيميليانو سالا في بيان أنه أصبح “بإمكاننا الآن الحداد على ابننا وأخينا”، وذلك بعدما أكدت الشرطة الإنكليزية ليل الخميس الجمعة أن الجثة المنتشلة من حطام طائرة صغيرة في بحر المانش، تعود لإبن الـ28 عاما.
وتوجهت العائلة إلى كل من ساندها في محنتها التي بدأت قبل أكثر من أسبوعين قائلة “أردنا أن نشكركم على جميع بوادر المودة والدعم في أكثر اللحظات المؤلمة في حياتنا”. وأردفت “رؤية العالم كله يتحرك لمرافقتنا في بحثنا، كانت مساعدة ثمينة إلى ما لا نهاية. كما أنه بفضلكم اليوم، سنكون قادرين على البدء في الحداد على ابننا وأخينا”.
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، أقر والد اللاعب، هوراسيو سالا، في حديث لشبكة “فوكس” الرياضية بأنه “لم يعد هناك أي أمل” بإيجاد نجله على قيد الحياة.
وكان المكتب البريطاني للتحقيقات في الحوادث الجوية قد أوضح ليل الأربعاء أنه “في ظروف صعبة، نجح المكتب البريطاني للتحقيقات في الحوادث الجوية وشركاؤه المتخصصون في انتشال الجثة التي شوهدت سابقا وسط الحطام”. وكان على متن الطائرة سالا والطيار إيبوتسون فقط.
وتابع البيان الذي أشار أيضا إلى سوء الأحوال الجوية، أنه “لسوء الحظ فإن محاولات استعادة الحطام باءت بالفشل”، مؤكدا في الوقت عينه أن أشرطة مصورة تم التقاطها للحطام تحت الماء “ستوفر أدلة قيمة للتحقيق”.
وكشف المكتب الاثنين عن رصد جثة في صور تحت الماء لحطام الطائرة التي اختفت قبل أسبوعين فوق البحر على بعد نحو 20 كلم شمال جزيرة غورنسي. وأضاف في بيان “بشكل مأساوي وفي لقطات فيديو (من المركبة التي تعمل عن بعد)، يمكن رؤية راكب واحد بين الحطام”.