أمين عام العرب يفتتح الدورة 103 لمجلس الوزراء الاقتصادى والاجتماعى
أشرف أبو عريف
افتتح السيد/ أحمـد أبـو الغيـط الأمين العام لجامعة الدول العربية الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الدورة العادية (103) والتى جاءت على النحو التالى:
معالي السيد طلال بن سليمان الرحبي
نائب الأمين العام للمجلس الأعلى
للتخطيط بسلطنة عمان،
أصحاب المعالي والسعادة السادة الوزراء،
السيدات والسادة،
أود في البداية أن أتوجه بالتهنئة إلى سلطنة عمان على تولي رئاسة الدورة (103) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، متمنياً لها خالص التوفيق والنجاح… كما أتوجه بالتقدير إلى جمهورية العراق ومعالي السيد محمد هاشم عبد المجيد وزير التجارة على رئاسة الدورة السابقة للمجلس والإدارة الحكيمة لمداولاته وأعماله.
السيد الرئيس..
يأتي اجتماعُ اليوم بعد أقل من أسبوعين من انعقاد القمة العربية التنموية الرابعة في الجمهورية اللبنانية، والتي أصدرت عدداً من القرارات والمقررات الهامة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية… ولا تخفى دلالة التوقيت الذي انعقدت خلاله القمة التنموية من حيث التطورات والأحداث المتلاحقة التي تمر بها المنطقة العربية … وما تواجهه من تحديات جسام على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.. والحق أن المقررات الصادرة عن القمة تُعد على جانب كبير من الأهمية، وتتفاعل بشكل مباشر مع أغلب التحديات التي تواجهنا… وفي مقدمة هذه التحديات الأعباء المترتبة على استضافة اللاجئين السوريين، والالتزامات المرتبطة بدعم الاقتصاد الفلسطيني، فضلاً عن كافة القضايا المتعلقة بالغذاء والطاقة والموارد المائية والقضاء على الفقر والتحول إلي الاقتصاد الرقمي… إلي غير ذلك من الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية التي تزدحم بها الأجندة العربية.
إن الأمر يتطلب إرادة التنفيذ ويقظة المتابعة، أخذاً في الاعتبار أن أغلب المبادرات والاستراتيجيات التي أقرّتها القمة قد اشتملت على آليات عملية وخطوات تنفيذية.. ولقد أناطت القمة العربية التنموية بمجلسَكم الموقر – ومن خلاله بالمجالس الوزارية والمنظمات العربية المتخصصة – مسؤولية التنفيذ، وتقييم مستوى الإنجاز الحاصل والصعوبات التي تعترض ذلك، في إطارٍ من الشراكة والتنسيق وتكامل الجهود.. ولن تكون مخرجات القمة ذات تأثير ملموس إن لم يتم متابعة تنفيذها على النحو الواجب والمطلوب … وفي هذا الإطار، أعاود التأكيد على أن مسألة تطوير اداء المجلس الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز آلياته تعتبر أحد أهم أولوياتي لكونه أحد الارقام الرئيسية والهامة في معادلة تطوير منظومة العمل العربي المشترك.
السيد الرئيس،
لعلكم تتفقون معي في أن البُعدين الاقتصادي والاجتماعي أصبحا القوّة المُحركّة لكثير من الديناميكيات على الساحة الدولية، وباتا الأكثر تأثيراً في توجيه سياسات القوى العالمية ورسم مُحدّداتها. ولا شك أن المنطقة العربية تُعدّ شديدة التأثر بتلك المجريات، أخذاً في الاعتبار طبيعتها الجغرافية والديمغرافية.
ومن هنا تأتي أهمية بلورة سياسات اقتصادية واجتماعية عربية تخدم الصالح العام وتصون سلامة الأمة العربية وأمنها بكافة جوانبه؛ السياسي والغذائي والمائي وأمن الطاقة وغيره من الأبعاد الحيوية للأمن القومي العربي.
وأخيراً، فإنني أؤكد على ضرورة أن تُضمّن كافة موضوعات الملف الاقتصادي والاجتماعي المرفوع للقمة العربية في دورتها العادية في تونس بخارطة طريق واضحة الأهداف والآليات والإطار الزمني وقابلة للتنفيذ، وفقاً للمعطيات والظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية، وبما يعود بالنفع المباشر والأثر التنموي المطلوب على دولنا وشعوبنا.
أشكركم جزيلاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،