رأى

طال المسلسل يا معالى الوزيرة !

استمع الي المقالة

مدحت محى الدين

عزيزى القارىء عندما تشاهد مسلسل ما على التلفاز ويدفعك الفضول لتعلم المسلسل مكون من كم حلقة تبحث ببساطة على شبكة الإنترنت وتجد الإجابة ، أما عن مسلسل سوء إدارة معالى وزيرة الصحة والسكان د/ هالة زايد فحقيقة لا نعلم هو مكون من كم حلقة وإلى متى سيستمر !! ، على مدارأسابيع بعد آخر مقالين تناولت فيهم حلقات من مسلسل سوء إدارة المواقف وتصريحات الوزيرة الفاضلة والجميع ينتظر تحسن الأداء أو قرارات فى صالح الطبيب والمريض ، انتظرنا أى بصيص من الأمل ولم نجد سوى مزيد من الإخفاقات وصلت إلى إهدار الملايين من ميزانية الدولة .

فى أول الأمر صرحت الوزيرة هالة زايد بأنها قررت إرسال الأطباء فى بعثات لمدة شهر للجامعات الدولية وأن أول دفعة اختارتها من الأطباء مكونة من 25 طبيب سيسافرون بالفعل خلال شهر !! ، على الرغم من أن داخل المجتمع الطبى نفسه لا يعلم الجميع كيف ولا على أى أساس تم اختيار هؤلاء الأطباء الخمسة والعشرون ، بالإضافة إلى أن الوزيرة نسيت أن البعثات قديما كانت ترسل لعدم وجود انترنت ووسائل الإتصال بين الخارج والداخل كانت صعبة ، أما الآن فالعالم أصبح حرفيا قرية صغيرة ، التكنولوجيا والإنترنت جعل الإتصال بين بلاد العالم أسهل حتى وصلنا للمكالمات المرئية أو ” الفيديو كونفرانس ” ، بالإضافة إلى أن إحضار أساتذة وعلماء لداخل مصر لتدريب الأطباء تكلفته أرخص بكثيرمن إرسال أعداد من الأطباء للخارج .
تأمل معى عزيزى القارىء فكرة إرسال البعثات حاليا فى أى مجال وليس بالضرورة المجال الطبى فقط بل فى جميع المجالات ، تخيل معى كم النفقات التى تنفقها الدولة على الإقامة بالخارج وبدل الإنتقالات والتأشيرات …إلخ ، وضف على ذلك صعوبة تطبيق ما يتلقاه المبعوث بالخارج بالظروف الإقتصادية والعلمية المختلفة داخل مصر ! ، تخيل معى عزيزى القارىء لو عكسنا الصورة وأحضرنا الأساتذة والعلماء من الخارج لتدريب الخريجين ، أولا سيتم توفير ملايين من الدولارات والعملة الصعبة على البلاد، ثانيا المادة العلمية التى سيحصل عليها الخريجين ستكون أفيد وأكثر منطقية لأنها سترفع من مستوى الخدمة المقدمة بمصر ، الإفادة هنا عزيزى القارىءستكون لبلد بأكملها بينما الإفادة فى حالة البعثات ستكون للشخص المرسل فقط .

أعود إلى وزيرة الصحة د. هالة زايد وتصريحاتها المثيرة للجدل ، صرحت السيدة الفاضلة بأن أحسن نظام علاجى فى العالم موجود بإنجلترا وأنها سترسل الأطباء هناك وكأنها تخبرهم بأسلوب غير مباشر بأن العمل بإنجلترا أفضل من الإستمرار بمصر !! ، أتعلم عزيزى القارىء أن إنجلترا فى السنوات الأخيرة سهلت الأمور بشدة للأطباء العرب للعمل عندهم ، وبدلا من أن تقوم السيدة الموقرة هالة زايد بتحسين أوضاع الأطباء والخدمة الصحية لتبقيهم بمصر وتوقف نزيف الإستقالات تدلهم على طريق الهجرة !!!.

ولكى يكتمل مسلسل إغلاق المستشفيات تم إغلاق مستشفى الجلاء التعليمى أشهر مستشفى نساء وتوليد بمصر ، نعم عزيزى القارىء أغلقت بقرار من محافظة القاهرة نظرا لمشاكل عديدة بالصيانة عانى منها هذا المشفى العريق لسنوات وانضمت الجلاء التعليمى لقائمة المستشفيات المغلقة وقائمة إخفاقات السيدة الفاضلة وزيرة الصحة .

حقيقة عزيزى القارىء كنت أتمنى أن تحسن وزيرة الصحة من أدائها وأن ينتهى مسلسل الإخفاقات سريعا كالمسلسلات القديمة ، ولكن للأسف من الواضح أنه مستمر كمسلسلات المط والإطالة المملة ، وليته مسلسل تستطيع معه عزيزى القارىء أن تقوم بتغيير المحطة المذاع عليها أو حتى تغلق التلفاز حتى لا تراه ، فأنت مضطر كمواطن لأن تعيش هذا المسلسل المؤذى لأبطاله ومشاهديه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى