سلايدرسياسة

سلطنة عُمان نموذج عالمي رائد للسلام والأمن والتنمية والاستقرار

استمع الي المقالة
مهند أبو عريف

تقف سلطنة عمان وسط منطقة تعاني صراعات وأزمات مفتوحة، كنقطة مضيئة وسط الظلام، حيث تجسد نموذجا واضحا للاستقرار والتنمية والنهضة الشاملة المتواصلة وينعم الإنسان العماني بالأمن والاستقرار والازدهار وهو نتاج لرؤية السلطنة للسلام والازدهار، حيث تنطلق الفلسفة العمانية من أن تكلفة السلام أقل كثيرا من تكلفة الصراع وأن السلام هو الذي يقود إلى البناء التنمية والازدهار والرفاه للجميع وأن الحروب تقود إلى الدمار والهدم وأن الكل خاسر في تلك الصراعات وأنه لا مفر من تبنى قيم الأمن والاستقرار.

الرؤية العمانية للسلام الدولي والاستقرار في المنطقة تعكسها سياسة سلطنة عُمان عبر عقود في تزكية ودعم قيم التعايش والتسامح بين كل الاختلافات سواء عرقية أو دينية أو طائفية أو لغوية في إطار أن الاختلاف سنة والتعايش واجب، وأن ثقافة الكراهية والتعصب والتطرف تغذى العنف والإرهاب والاقتتال والتناحر فيما بين الأفراد وأنه لا فائز في أي صراع.

كما ترتكز الرؤية العمانية على أن إدارة الصراعات والأزمات تكون من خلال الحوار والتفاهم والتفاوض الذي يقود إلى التوافق بين المتنازعين، وأن استخدام القوة والعنف لا يمكن أن تحقق أهدافها مهما كانت قوة كل طرف، كما تعتبر أن التلاحم والتعايش والمصالحة الوطنية هو الأساس لتثبيت وترسيخ السلام.

وفي علاقاتها بمختلف دول العالم، تقوم الرؤية العمانية على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في عدم اللجوء إلى القوة في حل الصراعات وكذلك إعلاء منهج التعاون والحوار، وهو ما جعل السلطنة مرجعية للسلام التي يلجأ إليها الآخرون، حيث ساهمت السلطنة عبر منهجها ورؤيتها للسلام في حل الكثير من الصراعات والأزمات في منطقة الشرق الأوسط ومنع تصاعدها.

وحظيت السلطنة بسبب سياستها الموضوعية والحيادية وصدق نواياها وإخلاصها وانحيازها للحق والاستقرار، بمصداقية عالية جعلت كل الأطراف تلجأ إليها وقت الأزمات، حيث تحظى السلطنة دائما بعلاقات إيجابية مع كافة الأطراف دون انحياز لطرف على حساب الآخر، ولذلك أشادت كل دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية بدور السلطنة في تحقيق الأمن والسلم العالمين وفي كونها تجسد تيار الحكمة والاعتدال والاستقرار الذي يساهم في كبح الصراعات والحروب وثقافة الكراهية.

وقد قدمت سلطنة عُمان نموذجا تنمويا رائدا يحتذى به الكثير من دول العالم وشكلت نموذجا حضاريا في إشاعة قيم الخير والتسامح والتعايش والتنمية والبناء وتوظيف الموارد صوب الإعمار والاهتمام بأهم ثروة تمتلكها الشعوب وهي الثروة البشرية والمواطن العماني الذي استثمرت فيه كل إمكانيتها، لتقدم نموذجا رائدا للدول الأخرى لتؤكد أن الصراعات تقود إلى الدمار والخراب، ولذلك يمثل النموذج العماني في هذا المنطقة المضطربة من العالم عاملًا حافزًا للدول الأخرى في نبذ الصراعات والكراهية والتناحر والتحول نحو التلاحم والبناء والإعمار، وأن تسير تلك الدول على درب عُمان في انتهاج منهج الأمن والاستقرار والتنمية والبناء الذي يقود إلى الازدهار.

وتطبيقاً لذلك المنهج، تؤكد سلطنة عُمان أن التعايش والحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة ركيزة لتحقيق السلام العالمي، وأن مواجهة خطابات الكراهية والتطرف يساهم في تحقيق السلام، كذلك إقامة نظام دولي اقتصادي أكثر عدالة بين الدول الغنية والفقيرة وتقليل الفجوة الكبيرة بينهم يساهم أيضا في تحقيق السلام العالمي، كما أن مساعدة الدول الغنية للدول النامية اقتصاديا وتكنولوجيا ودعم تجاربها في التنمية يمثل أيضا ركيزة لتحقيق السلام العالمي.

وفي هذا السياق تقوم رؤية عُمان على أن الإرهاب مشكلة عالمية تهدد كل الدول وأنه ليس هناك دولة بمفردها قادرة على مواجهة هذا الخطر المتصاعد، وأنه لابد من مواجهة عالمية له تقوم على التعاون بين الدول المختلفة في مواجهة خطر الإرهاب عبر منظور شامل يقوم على المواجهة الأمنية والفكرية والتنموية وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتجفيف منابع ومصوالأمن ادر تمويل التنظيمات الإرهابية.

وبالتالي فإن المنهج العُماني بركائزه المختلفة سواء على مسار تغليب الحوار والتفاوض أو إشاعة ثقافة التسامح والحوار والتعايش أو على مسار التنمية والازدهار هو المخرج العملي للكثير من الأزمات والصراعات في المنطقة، ولذا تشكل سلطنة عمان نموذجا رائدا عالميا للسلام والأمن والتنمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى