“الدبلوماسي” يرصد بيان الخارجيّة الإيرانية حول تجديد العقوبات الأمريكية
جاء في نص البيان: باسمه تعالى. إنّ نظام ترامب وفي إطار مواصلة نهجه الضارب للقوانين والمتغطرس، أعلن أمس إنتهاء فرصة الستة أشهر معلناً بدء تنفيذ جميع العقوبات التي أطلق هذا النظام جولته الاولى في الثامن من مايو هذا العام بعد الإنسحاب غير القانوني لواشنطن من الإتفاق النووي.
وأكّد البيان: تعدّ هذه الخطوة بحد ذاتها نقضاً للإتفاق النووي وانتهاكاً لقرارات مجلس الأمن ونقضاً لأحكام محكمة العدل الدولية ومواجهة صريحة لإرادة معظم دول العالم وعدم الإكتراث بالاسس الانسانية والقانونية والاخلاقية.
وتابع البيان: كذلك، لقد بيّنت هذه الخطوة مجدداً لجميع أعضاء المجتمع الدولي وبالتحديد شركاء وحلفاء واشنطن بأنّ هذا البلد ليس أنه لا يكترث لأيّة قواعد وأعراف دولية فحسب، بل وإنه يُنزل العقوبة بكل دولة تحترم القانون وتلتزم بتعهداتها والقواعد الدولية حتى لوكانت صديقة وحليفة للولايات المتحدة. تلك البلدان التي كانت على وشك كسر العقوبات الأخيرة طالت شركاتهم ومصارفهم.
وأشار البيان إلى أنّ الولايات المتحدة بيّنت للجميع كيف تتحول دولة ذات قوة عسكرية واقتصادية عظمى الى دولة فاقدة للاستقلال السياسي وكيف تتحول الى أداة لتنفيذ أجندة خارجية لبعض الأنظمة الأجنبية.
وأردف البيان: من غير المعلوم ما يحصل في السياسة الامريكية الداخلية، ما الذي يحصل حتى لا يتعلُّم الساسة الأمريكيين مما حلّ بأسلافهم من خلال خوضهم تجارب خاطئة، حيث قام كل رئيس أمريكي تولّى الرئاسة بتكرار أخطاء أسلافه وجَنى نفس النتيجة اللامنشودة ولَمس نتائج أخطائه.
ولفت البيان الى عبارة وزير الخارجية في نظام ترامب يوم الجمعة فرض «أقصى درجة من الضغط» على ايران وشعوره بالارتياح والسرور بسبب الضغوط الممارسة على الاقتصاد الايراني ومعيشة الناس وذلك عبر إطلاق عبارات تبيّن عدم إحترافية صاحبها وتُشهر بالسمة الطفولية له، يرافقها إطلاقه مزاعم قائلة بأنّ هذه الضغوط لن تترك تأثيراً على الشعب الايراني.
وأورد البيان: إنّ ترامب نسي السياسات الضاغطة التي مارسها أسلافه ضد ايران وشعبها الصبور والمقاوم والتي كانت أشد وطأً ممّا يسميه الآن «أقصى درجة من الضغط».
وأكّد البيان: إنّ أسلاف ترامب لم يألوا جهداً خلال أربعة عقود في ممارسة الضغوط وانتهاج سلوك غير انساني ضد ايران وشعبها بحيث لم يبقوا لترامب مايفعله.
من إستهداف طائرة الركاب الايرانية بهجوم عسكري مباشر إلى استهداف حقول النفط الايرانية البحرية ودعم واشنطن لأخبث أعداء ايران المتمثملين بصدام حسين وزمرة المنافقين والجماعات الارهابية والانفصالية والعنصرية وفرض عقوبات مشلّة – حسب تعبيرهم – واغتيال علماء نوويين، كلها وردت في السجل الاسود لرؤساء الولايات المتحدة.
وتابع البيان: إن هذه الضغوط والعداوات ورغم أنها آلمت كثيراً الشعب المظلوم، والاطفال والمرضى والفئات الضعيفة، إلا أنها لم تؤثر قيد أنملة على إرادة الشعب وعلى مضيّه في طريق الاستقلال والصمود أمام الضغط الأجنبي.
وجاء في البيان: تدين الجمهورية الاسلامية الايرانية الإجراءات غير القانونية المتمثلة في الحظر الامريكي ونرحب بمواقف السيدة موغريني ووزراء خارجية وخزانة الدول الاوروبية الثلاث والبيانات والمواقف الصادرة عن روسيا والصين حيال التصرفات الامريكية غير القانونية والتزام هذه الدول بالحفاظ على قنواتها المالية مع ايران وتأكيدها على استمرار تصدير النفط والغاز الايراني ونراها خطوة في الطريق الصحيح.
وشدّد البيان على إهتمام ايران بهذه المواقف والالتزامات السياسية التي تخدم المصلحة الاقتصادية الايرانية. لا شكّ أن استمرار الاتفاق النووي يأتي في هذا الاطار.
وأضاف: اليوم، تعد ايران لاعباً قوياً ومسؤولاً اقليمياً ودولياً يَعترف بالتعددية في التعاون مع باقي الدول ويلتزم بمبدأ الإحترام المتبادل ويسعى الى مستقبل واعد للشعب الايراني وغرب آسيا والعالم برمته.
إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية مطمئنة إلى أنها ومن خلال التعاون مع البلدان الصديقة، والاتكاء على قدراتها الداخلية وتوازنها الدولي، قادرة على تجاوز التحدي الذي تفرضه العقوبات الامريكية، وأن لا تسمح لنظام ترامب الذي أفرغ السياسة الخارجيّة الامريكية من أي محتوى بتحقيق أهدافه غير المشروعة.
إن الجمهوريّة الإسلامية الإيراني تؤكد مجدداً خطورة ما يقوم به هذا النظام المتهرب من الالتزام بالقوانين الخادمة لمصحلة البشر وقيامه بالإجراءات التي لا تجلب الا المخاطر للانسانية وللأجيال القادمة ولحياة البشر على الكرة الارضية، تعتقد بضرورة تعاون الدول الملتزمة بمسؤولياتها في العالم لاحتواء هذا التهديد النا جم عن هذاالنظام.